وهب نفسه لخدمة الإنسانية، بين الحين والآخر يحاول جاهدًا استثمار وقته في العمل الخيري، ومع كل عام في رمضان يقدم على إفطار المسلمين.. هذا هو المهندس ناجي لبيب، أحد أبناء محافظة الشرقية.
"فريق المحبة".. مبادرة أطلقت داخل حي مبارك، بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية لإفطار الصائمين في رمضان، تعود قصتها لثلاثين عاما مضت حينما اعتاد المهندس ناجي لبيب، تنظيم مائدة رمضان لإفطار عدد من أصدقائه، وزملائه المسلمين عادة لم تنقطع رغم جائحة كورونا وإجراءات الوقاية من الفيروس إلا أن ذلك لم يجعله يتخلى عن عادته واستبدل المائدة بتوزيع الوجبات على الصائمين في مشهد أكثر ودا وتقربا لتتداخل مشاعر المحبة والترابط حتى بات لم يعد معروفا الفرق بين مسيحي ومسلم.
قال المهندس ناجي لبيب، قبطي الديانة، يعمل مدير قطاع المياه بشركة مياه الشرب على المعاش، وصاحب فكرة المبادرة، لـ"أهل مصر"، ولدت وتربيت بين زملائى المسلمين وعلمنى والدى أننا نعيش فى بلد واحد لا يفرق بيننا، ومن أكثر المواقف التي تأثرت بها في حياتي عندما كنت أؤدي الخدمة العسكرية وأثناء عودتي من الوحدة إلى مدينة الزقازيق مستقلا القطار لقضاء إجازتي وعند وصول القطار ناحية إحدى القرى التابعة لمركز فاقوس انطلق أذان المغرب ليشير إلى حلول موعد الإفطار وتجمع عدد من زملائي في الجيش الذين لم أكن أعرف أغلبهم ولم يكن متواجد بالقطار غيرنا، وبعدما وضعوا بعض الطعام لتناول الإفطار قاموا بدعوتي لتناول الإفطار معهم وعندما أخبرتهم أنني قبطي أصروا علىّ بتناول الطعام مؤكدين أنهم لن يتناولوا "لقمة" واحدة حتى أشاركهم.
صمت "لبيب" قليلاً يتذكر الموقف وعاد قائلاً: لم يفارق هذا الموقف ذاكرتي حتى الآن وزاد من شغفي ومحبتي لانتظار رؤية هلال الشهر المبارك وبدأت فكرة تنظيم موائد الإفطار لزملائي في العمل وأسرهم، وبعد تقاعدي على المعاش نظمت مائدة للإفطار في منزلي بمشاركة فريق المحبة لاستضافة الزملاء والأصدقاء والجيران، مشيرا إلى أنه التزاما بالإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا استبدل فكرة المائدة بتوزيع الوجبات.
وتابع: هدفنا نشر السعادة بين الناس وتأكيد مشاعر الإخوة والترابط ، وشهر رمضان هو شهر كل المصريين ويتميز بمناخ من الفرحة والروحانية والمحبة بين الجميع.
ونوه لبيب بأن المسلمين يشاركونه الاحتفال بأعيادهم في جو يتسم بالمودة والمحبة، قائلاً: "مصر جميلة بشعبها بكل أطيافه".