اعلان

بعد إعلان "حفتر" الهدنة.. هل تستعد ليبيا لخارطة طريق جديدة وما مصير الهلال النفطي؟

هدنة في ليبيا
هدنة في ليبيا
كتب : سها صلاح

منذ ما يقارب العشر سنوات وليبيا على "صفيح ساخن" ومعركة دامية بين الجيش الليبي الحر بقيادة المشير خليفة حفتر، وحكومة الوفاق وطني برئاسة فايز السراج الذي عقد "اتفاق الدم" مؤخراً مع تركيا لتوريد "مرتزقة" للالتحاق بالميليشيات الإرهابية في طرابلس، ولكن في خطوة جريئة قرر المشير "خليفة حفتر" إيقاف جميع العمليات العسكرية من جانبه، الأربعاء الماضي استجاب قائد الجيش الليبي للدعوات الدولية والدول العربية الشقيقة لوقف الحرب كهدنة إنسانية خلال شهر رمضان، شريطة أن تحتفظ بالحق في الرد على أي انتهاكات من قبل ميليشيات حكومة الوفاق الوطني الإرهابية.

اقرأ أيضاً: المرتزقة السوريين في ليبيا .. لمن يرسلهم أردوغان ؟ وما هى نواياهم ؟

ما هي الهدنة التي وافق عليها الجيش الليبي؟

كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، العميد أحمد المسماري، أن الجيش سيكشف النقاب عن خريطة طريق وإعلان دستوري خلال الأيام القادمة، بعد قبول التفويض الشعبي بإسقاط الاتفاق السياسي لعام 2015 وإدارة الشؤون، والذي جعل الشرعية لحكومة الوفاق الوطني وجعلها مسؤولة عن البلاد وقد خانت العهد مع الشعب وتعاهدت مع المرتزقة والميليشيات الإرهابية،ولم يكشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي عن أي تفاصيل بشأن الإعلان الموعود ، لكنه أكد أنه "سيحقق رغبات وطموحات الليبيين".

اقرأ أيضاً: مصر أحبطت مخططاته في سوريا والسودان فاتجه إلى ليبيا.. ما هدف أردوغان من دخول طرابلس؟

ماذا يحدث في ليبيا؟

حفتر ليس رجلاً عادياً أنه قائد حرب مخضرم ولن يقدم على خطوة مثل هذه إلا وإذا كان هناك مكسب جديد للشعب الليبي، فقد ضرب "المشير" عصفورين بحجر واحد، الأول وفقاً لما قالته صحيفة "بيلد" الألمانية نقلاً عن مصادر ليبية، وضع حكومة الوفاق الوطني في موقف محرج أمام المجتمع الدولي بعد رفضهم الهدنة، والأمر الآخر التجهيز لعملية كبرى في مدينة "سرت" الليبية وقاعدة الجفرة، بعد حصار قوات الجيش الليبي لميليشيات حكومة الوفاق في مدينة ترهونة، ومنع وصول السلاح إليها.

اقرأ أيضاً: رغم تفشي فيروس كورونا.. اجتماعات سرية بين تركيا وداعش لدعمهم في ليبيا.. و" أردوغان" يحيي امبراطوريته بأمريكا

ويأتي تحصين هذه المناطق؛ من أجل قطع الطريق على الميليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا للتحرك نحو منطقة الهلال النفطي شرق سرت، ومناطق الآبار النفطية، لأن خسارة هذه المناطق تعني التدخل الليبي في البلاد بشكل سافر و نهب حقوق الشعب الليبي ومقدراته، إذن يمكن أن نسمي تلك الهدنة، "هدنة التقاط الأنفاس" بعد تحقيق جيش حفتر مكاسب كبيرة الفترة الماضية.

اقرأ أيضاً: تركيا وتجييش مرتزقة سوريين فى ليبيا ..ما هي مخططات أردوغان؟

وأشارت الصحيفة الألمانية، أن الدول الشقيقة لليبيا تحاول بقدر المستطاع الحفاظ على مكاسب المشير خليفة "حفتر" على الأرض لوأد اي محاولات لتركيا والإرهاب في السيطرة على ليبيا ومقداراتها والحفاظ على حدودها من الميليشيات الإرهابية.

اجتماع عاجل في الخرطوم بشأن ليبيا

لم يخفى على أحد مساعدة دولة الإمارات الشقيقة بجانب مصر لليبيا لتحافظ الارض ليبيا خاصة بعد التدخل التركي السافر في طرابلس وحشد مرتزقة سوريين بـ2000 دولار للشخص الواحد للوقوف بجانب ميلشيات مصراتة وغيرهم من الإرهابيين لإسقاط ليبيا بين فكي الإرهاب، وفي هذا السياق كشف الصحيفة عن اجتماع عًقد في الخرطوم يوم الثلاثاء الماضي بين المشير خليفة حفتر ومسؤولين من الإمارات للدعوة إلى هدنة إنسانية بمناسبة شهر رمضان وبحث ما يحتاجه الجيش الليبي من إمدادات العسكرية أو المادية لاستكمال دحر الإرهاب في ليبيا التي تشكل خطراً على المنطقة بأكملها إذا سقطت في "براثن" الإرهاب، خاصة وأن بعد مقتل الرئيس الراحل معمر القذافي تم تفجير الكثير من مخازن الأسلحة واستولت الميلشيات الإرهابية على الكثير من المخزون العسكري لليبيا، مما وضع المشير خليفة حفتر في البداية في موقف صعب لدحر هؤلاء الإرهابيين.

اقرأ أيضاً: الخارجية الإماراتية: نرفض تماما التدخل العسكري التركي في ليبيا

ورغم القبلية السيئة لمدينة سرت إلا أن قبائلها أصبحوا مؤيدين للجيش الوطني الليبي خاصة بعد التدخل التركي في السياسة الليبية دون وجه حق، وفقاً للمثل القائل "أن واخويا على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب"، كما أن أبناء عم المشير حفتر في سرت وسيدعمونه بشكل كبير للحفاظ على الهلال النفطي الليبي من أيدي الإرهاب.

ووفق المصادر، فإن خليفة حفتر سيعلن عن تشكيل مجلس سيادي من شخصيات عسكرية ومدنية، يتولى قيادة البلاد في فترة انتقالية مدتها عامان، وبصلاحيات محددة من خلال إعلان دستوري تم إعداده.

وزير الخارجية الفرنسي إيف لورديان

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في كلمة أمام الجمعية الوطنية اليوم إن طبيعة الأزمة الليبية تغيرت بعد التدخل الأجنبي ووصول مقاتلي المرتزقة، فضلا عن انتهاك حظر الأسلحة.

وأوضح لو دريان أن الوضع في ليبيا ساء مع توقف العملية السياسية التي بدأت في برلين، محذراً من تأثير تطورات الأزمة الليبية على إدارة قضية الهجرة.

اقرأ أيضاً:"إما الأمن أو الفوضي".. الجيش الليبي يدعو المجتمع الدولي بدعم إعلان المشير خليفة حفتر

رد حكومة الوفاق الوطني على هدنة "حفتر"

وقالت حكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس في بيان إنها ستواصل "دفاعها المشروع" وتهاجم "أي تهديد في مكانه وتضع نهاية للجماعات الخارجة عن القانون".

يأتي ذلك بعد أن أعلن القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر رد القيادة العامة للجيش الوطني الليبي على إرادة الشعب الليبي في تفويض الجيش لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً