بعد إعلان توماس باخ رئيس اللجنة الأوليمبية قرار مشاركة فريق للاجئين من أنحاء العالم فى مارس الماضى، تم اختيار فريق متكون من عشرة رياضيين وذلك من جملة 43 مرشحا متعددى الجنسيات للمشاركة فى الأولومبياد فى ثلاثة اختصاصات، هى ألعاب القوى والسباحة والجودو.
وقال باخ: "هؤلاء اللاجئين لا يملكون منازلا ولا فريقا ولا علما ولا نشيدا وطنيا، لذلك نحن سنمنح لهم منزلا في القرية الأولمبية جنبا إلى جنب مع جميع الرياضيين في العالم. وسيقام النشيد الأولمبي على شرفهم".
وأضاف "باخ" أنه سيكون من الرائع أن تشارك هذه الفرقة فى الألعاب الأوليمبية كما أن هذا الأمر سيعطى اشارة للمجتمع الدولى أن اللاجئين هم بشر أمثالنا، حيث سيثبت هؤلاء الرياضيون للعالم أنه على الرغم من المآسي، يمكن لأي شخص أن يساهم في المجتمع من خلال مواهبه ومهاراته وقوة العزيمة".
ومن المؤكد أن هؤولاء اللاعبين أثبتوا جدارتهم فى تحدى الصعاب ومواجهة المخاطر حتى يحققوا ما يتمنوه، وقد طعنت كلمات "توماس باخ" المجتمع الدولى طعنة قاسية حيث أكد على أحقية الاجئين فى حياة كريمة، كما أكد على أحقيتهم بالمشاركة الفعالة بالأحداث العالمية، ونظرا لتعدد جنسياتهم وظروف هروبهم من بلادهم، ترصد "أهل مصر" قصة الشمارك منهم.
بداية من "رامي أنيس" الاعب السورى انتقل الى اسطنبول هربا من التفجيرات وعمليات الخطف والاعتقال والقتل فى حلب السورية على يد النظام السورى، وتدرب على السباحة في نادي "غلطة سراي سيور" ولكن من دون الجنسية التركية لم يتمكن من المشاركة في المسابقات، وفى تصريح له قال أنيس إنه يشبه كثيرا الشخص الذى يظل دائما يدرس ويذاكر ويجتهد ولكنه فى النهاية لا يدخل الامتحان ونتيجة لذلك، هاجر رامي في قارب إلى جزيرة ساموس اليونانية. ومن ثم واصل رحلته إلى مدينة غنت في بلجيكا، حيث تدرب 9 مرات في الأسبوع مع السباح الأولمبي السابق كارين فيربوين، قال "أنيس" أنه فى غاية السعادة لتحقيق حلمه والإشتراك فى الأولومبياد.
اللاعبة الثانية هى "يسرى ماردينى" لاعبة سورية الأصل وقصتها من أغرب القصص وأكثرها كفاحا حيث هربت "ماردينى" من سوريا عن طريق البحر بقارب صغير ولكن سرعان ما انقلب قاربها وغرق واضطرت الى اكمال المسافة الى اليونان سباحة فظلت تسبح فى البحر لمدة ثلاث ساعات متواصلة، مؤكدة بهذا عن عزيمتها القوية وارادتها الكبيرة فى النجاة وقوة تحملها، وقالت اللاعبة ذات الثمانية عشر عاما "أرجو من الجميع أن يؤمنوا بأحلامهم لتحقيق شئ جيد فى المستقبل".
وجايمس نيانغ تشينجيك لاعب من جنوب السودان فر هاربا من المتمردين الذي يسعون إلى تجنيد الأطفال، ليتم نقله إلى كينيا، ولينضم بعد ذلك إلى مدرسة شهيرة بتكوين العدائين، ليصبح عدائا متميزا فى وقت قليل، قال تشينجيك: "أدركت هناك أنه يمكنني الفوز"، مضيفا: "إذا أعطاك الله موهبة، يجب أن تستغلها" وقد دخل الألعاب عن سباق ال 400 متر.
و روز ناثايك لوكونيان من جنوب السودان أيضا وقد فرت الى مخيم للاجئين فى شمال ولم تكن تشارك بأى ألعاب حتى على سبيل الهواية ولكنها اشتركت بتشجيع من مدرس بالمخيم بكينيا، وقالت لوكونيان: "تدربت طويلا. كانت المرة الأولى لي عندما وصلت في المرتبة الثانية" فى أحد السباقات.
و باولو لوكورو كان "لوكورو"، راعى غنم ولم يكن يعلم أى شئ عن الأولومبياد ولمنه عندما هرب الى كينيا تدرب على يد بطل الماراثون تيغلا لوروب وقد أعلن لوكورو عن طموحه أن يكون بطل العالم بعد ان اكتشف مهارته التى كانت مختبئة.
أنجلينا لوهاليث لم ترى والديها منذ انتقلت إلى كينيا، حيث كان عمرها 6 سنوات. حينها كان كل شيء مدمرا في قريتها، وزادت عزيمتها عندما اكتشفت موهبتها في ألعاب القوى، حيث قالت: "إذا كان لديك المال، ستتغير حياتك ولن تبقى على نفس الحال" كما أكدت "سأبني منزلا أفضل لوالدي."
ييك بيال هو عضو آخر في الفريق، تدرب تحت إشراف بطل الماراثون تيغلا لوروب. غادر بيال جنوب السودان، ووصل إلى مخيم كاكوما للاجئين، أين أمضى الـ 10 سنوات الأخيرة. قال بيال: "يواجه معظمنا الكثير من التحديات"، مضيفا: "لا توجد مرافق في مخيم اللاجئين ولا توجد صالة رياضية. وبسبب الحرارة المرتفعة لم نستطع أن نتدرب تدريبا جيدا لكننا مع ذلك سنقدم ما فى وسعنا لنحقق الفوز.
يوناس كيندا كان كيندا سائق سيارة أجرة في لوكسمبورغ، على مدى السنوات الخمس الماضية، وفي أكتوبر الماضي، قدّم كيندا أداء مثيرا للإعجاب في ألمانيا فى سباقات الجرى والمارثونات القصيرة، وعندما سمع عن فريق اللاجئين الأولمبي، قام بمضاعفة جهوده من خلال التدريب.
بوبولي ميسينغا، استقرفي البرازيل، بعد بطولة العالم للجودو في عام 2013 التي خرج منها منذ الدور الأول. تأثر ميسينغا كثيرا من جراء حرب الكونغو الثانية. وبعد مقتل أمه، عندما كان عمره 6 سنوات، تاه لمدة أسبوع في الغابات الممطرة قبل أن يُنقل إلى كينشاسا.
وكانت " مابيكا" استقرت مابيكا في البرازيل، في أعقاب بطولة العالم للجودو عام 2013. حيث صادرة مدربتها جواز سفرها. وبسبب سوء المعاملة، فرت مابيكا من الفندق وتجولت في الشوارع بحثا عن المساعدة. أما الآن، فهي لاجئة في البرازيل، حيث قالت أنها تتدرب في مدرسة الجودو التي أسسها فلافيو كانتو، البرازيلي الحاصل على ميدالية برونزية أولمبية. قالت مابيكا: "سأرفع العلم الأولمبي ولكن أنا حزينة لأنني لا أستطيع السير وأنا أرفع علم بلدي"، مضيفة: "سنظهر للعالم أن اللاجئ قادر على فعل الأشياء التي يقدر عليها الأناس الآخرون في كامل أنحاء العالم".