بعد تصميمها منصة إلكترونية.. إنجازات تعليمية لجامعة جنوب الوادي في مواجهة أزمة كورونا

الدكتور يوسف الغرباوي رئيس جامعة جنوب الوادي
الدكتور يوسف الغرباوي رئيس جامعة جنوب الوادي

أنشأت جامعة جنوب الوادي، عام (1995)، ومقرها الرئيسي في مدينة قنا، وتقدم خدمة تعليمية لحوالي (61000) طالب، منهم (55872) في المرحلة الجامعية الأولى، (6000) في مرحلة الدراسات العليا، وقدمت جامعة جنوب الوادي نموذجًا يحتذى به في إدارة الأزمات التعليمية التي اختلفت عن إدارة الأزمات العادية التي غالبًا ما تتعلق بالزلازل والأعاصير وغيرها، أما إدارة الأزمات التعليمية فيعتبر أمرًا مستجدًا.

وفي ظل الأزمة التي يتعرض لها العالم، وهي أزمة انتشار فيروس كرونا المستجد، وتنفيذاً للإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة التعليم العالي، فقد كان لزاماً أن تحمي الجامعة أبناءها وأساتذتها وموظفيها، وهي تعليق الدراسة النظامية، وإيجاد بديل لاستمرار تقديم الخدمة التعليمية نظراً لأن فترة التعليق غير محددة النهاية وتعتمد على تقدير المسئولين لانحسار المرض.

ووجه الدكتور يوسف غرباوي، رئيس الجامعة، بتشكيل لجنة عليا لإدارة الأزمة التعليمية برئاسته وعضوية نوابه وثلاث من السادة العمداء ليتولوا التنسق مع عمداء الكليات العلمية، والصحية، والإنسانية.

وينبثق من هذه اللجنة ثلاث لجان فرعية تضم لجنة الكليات العلمية، ولجنة الكليات الصحية، ولجنة الكليات الإنسانية، علاوة على اللجنة التقنية، وتم تصميم منصة تعليم الكترونية لرفع مقررات المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا، والتي بلغت حوالي (3000) مقرر، تنوعت المادة العلمية الخاصة بها بين عروض تقديمية، عروض تقديمية مع الصوت، مقاطع فيديو، ملفات (pdf+word)، وقنوات يوتيوب، وغيرها، وتم تزويدها بروابط على الانترنت لمزيد من الاطلاع على مصادر تعلم أخرى.

وزار هذه المنصة منذ تدشينها حتى نهاية أبريل (2020) ما يقرب من (1800000) زائر بمتوسط نسبة تواصل بلغت (99.5%).

ولم تنسى الجامعة ولم تغفل أبناءها غير القادرين، أوأولئك الذين منعتهم ظروفهم الاجتماعية من الوصول إلى خدمة الانترنت لتحميل مقرراتهم من المنصة الالكترونية للجامعة، حيث تم تخصيص عدد من أجهزة الحاسب الآلي بالمكتبات الجامعية بجميع الكليات والمعاهد لتحميل المواد العلمية على إسطوانات وتوزيعها مجاناً لهؤلاء الطلاب.

وهذا ليس بغريب على جامعة جنوب الوادي التي حققت مركزاً متقدماً في تصنيف التايمز العالمي – تصنيف التأثير (2020) حيث تميزت في أمرين هما: إتاحة فرص تعليمية، ومكافحة الفقر وتمكين الطلاب الفقراء من استكمال دراستهم.

وحرصت الجامعة خلال هذه الفترة على أمرين، هما "الاكتمال" و"الجودة"، ويعني "الاكتمال" هو نسبة رفع المقررات على المنصة الالكترونية من إجمالي عدد المقررات التي يدرسها الطالب، حيث تم إعداد نموذج على مستوى الكلية، ونموذج على مستوى مجموعة الكليات (العلمية، الصحية، الإنسانية)، ونموذج إجمالي على مستوى الجامعة، ويتم إعداد هذه النماذج مساء يوم الخميس من كل أسبوع، وتعرض على رئيس الجامعة لمراجعتها واعتمادها وإرسالها إلى وزارة التعليم العالي.

أما بالنسبة للجودة، فهناك تقرير آخر اسبوعي يتم حول جودة المواد العلمية التي تم رفعها، ويعده القسم الأكاديمي الذي يقدم هذا المقرر سواء داخل الكلية أوخارجها، وتجمع هذه التقارير على مستوى الكلية، ثم مجموعة الكليات، ثم على مستوى الجامعة وتعرض على رئيس الجامعة بالتزامن مع تقرير الاكتمال.

إن هذه التجربة لم تأخذها جامعة جنوب الوادي كحدث عادي يمر وينتهي وقته، بل رصدت كل الدروس المستفادة، والنقاط الإيجابية، وتلك التي تحتاج إلى معالجة.

ولقد أثبتت هذه التجربة أن جامعة جنوب الوادي، التي تنتسب إلى هذا الشعب المصري العظيم لديها من الصبر والتدبير ما يمكنها من الوفاء بعقد الأداء الذي وقعته مع الدولة المصرية في تأدية خدمة تعليمية الى أبناء الوطن بكل عناية ودقة ومعايير الجودة العالمية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً