في الثاني من مايو عام 2011 نفذ فريق من القوات الخاصة الأميركية عملية قتل مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في عملية جريئة تمت حيث كان يقيم في باكستان.
والسبت، وبعد 9 سنوات، نشر موقع "فوكس نيوز" أجزاء من شهادة الجندي الأميركي روب أونيل، الذي نفذ برصاص سلاحه عملية قتل المطلوب الأول على لائحة الإرهابيين الأميركية في ذلك الوقت.
وكشف أونيل، في مقابلة حصرية في وثائقي "الرجل الذي قتل بن لادن" تفاصيل مثيرة للعملية التي تابعها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وأقطاب إدارته، لحظة بلحظة.
في شهادته، قال أونيل إنه تلقى تدريبا استمر عدة أسابيع لتنفيذ المهمة، وقد استغرقت رحلة فريقه بالطائرة نحو 82 دقيقة حتى الوصول إلى قرب منزل بن لادن، حيث كان لا يشغل باله وقتها سوى التفكير في إتمام المهمة، وتصفية الرجل المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر التي أودت بحياة ما يقرب من 3 آلاف شخص.
قال أونيل إنه كان يظن أن مهمته قد تكون "ذات اتجاه واحد"، أي أنه ربما لن يعود منها نظرا لخطورتها، ولكن الأمر كان " يستحق" بالنسبة له ولزملائه، على حد تعبيره. وكشف أنه لم يكن يصدق ما يجري لدرجة أنه : "وحين فتحت أبواب الطائرة تأكدت أن هذا ليس موقع تدريب في جبال الولايات المتحدة. وليست صحراء. إنها أضواء.. إنها مدينة". وكشفت أجزاء الوثائقي التي أتاحها موقع "فوكس نيوز" كيف تسلل فريق العملية إلى داخل المجمع الذي سكنه بن لادن، حيث تم اقتحام المنزل والتوجه في النهاية إلى غرفة نوم مؤسس تنظيم القاعدة في الدور العلوي". ويتذكر أونيل بتفصيل أكثر هذه اللحظات: "صعدنا جميعًا الدرج إلى داخل الغرفة.. لم نر "الرجل الكبير" حتى الآن"، هل غادرها.. أم كان هناك؟
ووفقا لرواية الجندي الأميركي فقد كان هناك ستارا تمت إزاحته، ليعثر خلفه الجنود على عدد من السيدات، هن بنات بن لادن وإحدى زوجاته، وقد تصور وزملاؤه أنهن ربما يحملن أحزمة ناسفة، إلا أن أحد عناصر الفريق أبعدهن "مخاطرا بحياته"، إذ كان يمكن أن يتلقى رصاصة من بن لادن الذي كان بالتأكيد موجودا في مكان ما. وحين عثر أونيل أخيرا على بن لادن فقد ظعر أنه لم يكن مسلحا، وقال أونيل: "كانت ذراعه على كتف إحدى زوجاته (..) وضعت يدي عليه، ودفعته إلى الردهة، ثم حدقت في الوجه الذي رأيته آلاف المرات". وحين سأل المذيع الجندي الأميركي في الوثائقي "هل قلت له شيئا (قبل إطلاق النار عليه)"؟ أجاب أونيل باختصار "لا.. لقد التقينا لثانية واحدة.. كان هذا كل شيء". يشار إلى أن انطلاقة عملية القوات الخاصة الأميركية تمت من أفغانستان، وقد أسفرت عن مقتل 4 رفاق آخرين لبن لادن، بينهم إحدى زوجاته.