على الرغم من استمرار تطبيق نظام حظر التجوال وتقليل عدد الساعات بمعدل ساعة واحدة ليكون من التاسعة مساءً وحتى السادسة صباحًا، إلا أن الأمر يبدو أنه غير مُجدي بسبب زيادة إصابات فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، والتي تخطت حاجز الـ 6000 إصابة بمعدل 1000 إصابة خلال 4 أيام، خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي يثير القلق في نفوس المصريين بالدخول إلى ذروة المرض وتزايد خطورة الوضع الوبائي الحالي.
الإصابات أكثر من العدد المعلن
يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن عدد الإصابات المعلن في مصر أوفي أي دولة في العالم يكون أقل من الحقيقي لعدد من الأسباب منها أن أعراض "كوفيد 19" تتشابه كثيرًا مع نزلات البرد والإنفلونزا، وبالتالي من الممكن إصابة شخص بفيروس كورونا، ويتم شفائه تلقائيًا بواسطة الجهاز المناعي في الجسم لأن هناك أكثر من 80% من الحالات لا تستدعي الدخول إلى المستشفيات بسبب قوة الجهاز المناعي، وقدرته في التغلب على المرض ولكن الـ 20% يدخلون في مضاعفات، وينبغي تواجدهم في المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، ومنهم 5% يدخلون رعاية مركزة و2% يتم وضعهم على جهاز تنفس صناعي، وحدوث وفيات، لافتًا إلى وجود فئات معرضة للوفاة أكثر من غيرها ككبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والقلب وأمراض المناعة والكبد والفشل الكلوي ومرضى الأورام.
زيادة المنحى الوبائي في مصر
وأضاف عز العرب في تصريحاته لـ"أهل مصر"، أن المنحنى الوبائي في مصر حاليًا بعد الوصول لأكثر من 6000 إصابة هو مقلق إلى خطر، وتكون دراسته للتوصل لعدد إحصائي بالمقارنة كل أسبوع وكل أسبوعين، فمصر سجلت أول إصابة بكورونا يوم 14 فبراير الماضي وحققت أول 1000 إصابة بكورونا خلال 50 يوم وأصبح الوصول لألف إصابة، يحدث خلال 4 أيام حاليًا، لذا فالوضع الوبائي مقلق، ولكن مع اتجاه الدولة لدفع عجلة الإنتاج ومسألة العودة للعمل تدريجيًا في قطاعات الدولة، يجب على المستوى الفردي الالتزام بالقواعد الاحترازية واستخدام الكمامة عند الخروج والتباعد الاجتماعي، مع إجراءات غسل اليدين بالماء والصابون أوتطهيرهم بالكحول، وعلى الدولة منع الأسواق العشوائية، وتوزيع مواعيد الحضور والانصراف بحيث لا يكون هناك زيادات كبيرة وتزاحم في المواصلات.
وأشار المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن الزيادة مردودها أمرين؛ أولهما زيادة حقيقة، وثانيًا زيادة المسحات التشخيصية PCR والتي زادت حاليًا في المعامل المركزية بوزارة الصحة والتي تؤدي إلى اكتشاف زيادة عدد الإصابات بكورونا، وهو ما تمت المطالبة به سابقًا، فلا يهم عدد الإصابات ولكن المهم هو اكتشاف إصابات كورونا في مرحلة مبكرة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة ولمنع حدوث مضاعفات وتقليل الوفيات.
مراجعة الرصد الوبائي
وبالدخول ومراجعة بيانات مواقع الرصد الوبائي الدولي خاصة العمود الأخير من موقع :wordometer والذي يوضح عدد المسحات نجد أن مصر تجري حاليًا 879 مسحة لكل مليون مواطن بعدما كانت تجري في أول أبريل الجاري حوالي 244 مسحة فقط لكل مليون مواطن.
ولمراجعة الوضع الوبائي في مصر ودول العالم على موقع الرصد الوبائي الدولي wordometer أضغط هنا
تكلفة علاج مصابي كورونا
ومن جانبه، قال الدكتور ماهر الجارحي، نائب مدير مستشفى حميات إمبابة، إن مستشفيات وزارة الصحة والسكان في مصر، تتحمل نفقات العلاج كاملة للمصريين سواء كان التحليل، أوالعلاج مرورًا بعزل المصاب داخل المستشفيات، فجميع ما يتم من إجراءات تكون مجانية للمواطنين، ولكن لم يفكر في حجم المبالغ المالية التي يمكن أن تتحملها الدولة خلال فترة الـ 14 يوم عزل للمواطن والتي قد تزيد إلى الضعف حتى يتم شفائه تمامًا وتحول تحاليله من إيجابية إلى سلبية خلال 48 ساعة.
تحويل مستشفيات الحميات والصدر للعزل
كشفت وزيرة الصحة أنها تقوم بإعداد وتجهيز وتأهيل 34 مستشفى حميات وصدر على مستوى الجمهورية، لتصبح مستشفيات عزل لمصابي فيروس كورونا بشكل تدريجي، حيث تقدم كافة الخدمات الطبية بداية من إجراء الفحوصات اللازمة وتشخيص الحالة وحتى العزل، وتقديم العلاج، ومتابعة الحالات بعد الشفاء والخروج، بالإضافة إلى توفير خدمات البحث العلمي، لبدء دخولها فى الخدمة العلاجية كمستشفيات عزل بشكل تدريجي.
كما قال الدكتور وجدي أمين، مدير عام إدارة الأمراض الصدرية بوزارة الصحة، إن في مصر 43 مستشفى صدر منتشرة بكل المحافظات ومجهزة بـ3400 سرير قابلة للزيادة خلال الفترة الحالية، وأنه تم تخصيص نحو 700 سرير عزل لمرضي فيروس كورونا، و20 رعاية مركزة وجاري العمل على خطة لزيادتها الفترة الحالية من حيث الطاقة الاستيعابية بالأسرة وأجهزة التنفس الصناعي بحيث تكون مجهزة لاستقبال جميع الحالات الخاصة بفيروس كورونا، إضافة إلى العمل على خطة لتطوير المعامل بمستشفيات الصدر حيث يوجد فرق فنية مدربة سواء في المعامل، أوفنيين للأشعة وفرق مكافحة العدوي والذين تم تدريبهم من خلال وزارة الصحة وهو ما يجعلنا مطمئنين على الأطقم الطبية في التعامل استخدام الطرق الوقائية.
وأشار أمين إلى أن مستشفيات الصدر استقبلت خلال الفترة الماضية أكثر من 4 آلاف حالة اشتباه بفيروس كورونا، وتم أخذ عينات وإرسالها للمعامل المركزية للوزارة وثبت إيجابية 700 حالة تم تحويلها لمستشفيات العزل، موضحة أنه وفقا لتوجيهات الوزارة والخطة التي يتم العمل عليها الآن، ستكون مستشفيات الصدر مجهزة أيضًا لتكون مستشفيات عزل بحيث تتلقي الحالة من بداية الاشتباه وحتي التأكد من الإصابة والتعامل معها من خلال البرتوكولات العلاجية المحدثة داخل مستشفيات الصدر وليس تحويلهم إلى مستشفيات العزل.
علاج كورونا
لم يتوصل أحد حتى الآن للقاح أومصل يعالج فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ولكنها محاولات من خلال تجارب أولية على أدوية أعطت نتائج جيدة بنسب متفاوتة منها هيدروكسي كلوروكين، أفيجان، وريمديسفير وغيرها.
كما أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عن بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد من بلازما المتعافين من الفيروس وذلك لعلاج الحالات الحرجة، ويأتى ذلك فى إطار جهود الدولة المصرية لإيجاد خطوط علاجية وتسابق دول العالم في إيجاد علاج للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد.