قصص اغتيالات واختفاء غامض.. بالوثائق: لماذا قُتل "بينج ليو" وماذا اكتشف بشأن علاج فيروس كورونا؟

كتب : سها صلاح

حظيت نظريات المؤامرة حول فيروس كورونا بالكثير من الاهتمام مؤخرًا، خاصةً عندما تتعلق بالظروف المحيطة بوباء كورونا باختفاء أطباء بشكل غامض أو قتلهم، ولا نستطيع التخمين حتى الآن ماذا يحدث بالفعل أو من المتورط في تلك الأفعال، ولكن هناك أسئلة هامة يجب اللجوء إليها في هذا المضمار ما الذي حدث بالفعل للأطباء الصينين الذين حذروا من الفيروس في بدايته؟ وأين اختفوا؟

فمنذ بداية إعلان الصين رسمياً على اكتشاف فيروس كورونا في مدينة ووهان، والخيوط تتشابك أكثر فأكثر، فمع انتشار الالتهاب الرئوي في ووهان ، عمل الباحثون من مختلف البلدان بجد لتطوير اللقاحات وحاولوا إيجاد حل لإنهاء هذه الكارثة العالمية المنتشرة، ومع كل خيطٍ جديد يتم اكتشافه ينتهي بقتل صاحبه أو اختفاءه.

من هو الباحث بينج ليو آخر قتيل بسبب فيروس كورونا؟

وصل الباحث "بينج ليو بن" على درجة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر من جامعة سنغافورة، ثم ذهب إلى جامعة كارنيجي ميلون في الولايات المتحدة لمتابعة أبحاث ما بعد الدكتوراه مع عالم الكمبيوتر الشهير إدموند م. كلارك. انتقل إلى بيتسبرج قبل ست سنوات كباحث وانضم إلى مختبر إيفت باهار ، مدير قسم علم الأحياء والنظم في كلية الطب بجامعة بيتسبرج ، حيث نشر كتابًا و 30 بحثًا.

من هو بينج ليو

وقد عمل "ليو" بشكل أساسي في علوم جسيمات النانوية وعلاقتها بالأوبئة، وقد حقق نجاحاً كبيراً في هذا المجال، ومع ظهور فيروس كورونا بدأ الباحث في تحليل الأمر واكتشف مفاجآت سنتطرق لها في السطور التالية لها علاقة بالفيروس وتوصل أيضاً إلى علاج يمكن الشفاء التام من الفيروس ويمكن أن يكون لقاحاً بتطويره خلال أقل من عام.

بطاقة بينج ليو

ماذا حدث للباحث بينج ليو.. وكيف قتل؟

في صباح اليوم تلقت السلطات ببنسلفانيا بلاغاً بمقتل "بينج ليو" الذي يبلغ 37 عاماً في منزله بـ"روس تاونشيب"، شمالي بيتسبيرج، قبل أن يقوم "باكتشاف حاسم" لفيروس الالتهاب الرئوي في ووهان، وأعلنت الشرطة المحلية أن المشتبه به رجل صيني يبلغ من العمر 46 عامًا، هاو غو، حيث أطلق النار على "ليو" ثم انتحر في سيارته.

وقالت التحقيقات أن "ليو" جد مصاباً بجروح ناجمة عن طلقات نارية في الرأس والرقبة والجذع، نزف حتى الموت، ولكن المفارقة أن قتل "ليو" كما أشارت التحقيقات كان على علاقة به وشاهده الجيران يتردد عليه أكثر من مرة وفقاً لصحيفة "هاو جالد" الصينية.

منزل بينج ليو

كما أظهرت "السجلات الصوتية" لـ"ليو" أنه كان على خلاف مع زوجته وانهما منفصلان لكنهما يعيشان في منزل واحد، ولم تكن في المنزل عندما قُتل، ومازالت الشرطة تحقق معها، كما أنها تعمل أيضاً باحثة في الأمراض الجلدية، وكانت قبل خروجها يوم مقتله تركت الباب الخلفي مفتوحاً على غير العادة.

سجلات مكالمات بينج ليو عن زوجته

الشارع الذي يقطن فيه بينج ليو

وفي بيان، وصفت جامعة بيتسبرج ليو بأنه "معلم ممتاز وباحث غزير، وكان على وشك تحقيق نتائج مهمة للغاية تجاه فهم الآليات الخلوية التي تكمن وراء عدوى فيروس كورونا الجديد والأساس الخلوي للمضاعفات اللاحقة،وتعهدت الجامعة ببذل قصارى جهدها "لإكمال ما بدأه "ليو" في محاولة للإشادة بتميزه العلمي.

وقالت "إيفيت باهار" مدير قسم بيولوجيا الحوسبة والأنظمة في كلية الطب بجامعة بيتسبرج للصيحفة الصينية، إن "ليو" كان يعمل في الآونة من معمله في المنزل وقد أكد لها هاتفياً توصله إلى معلومات هامة بشأن فيروس كورونا وكيفية إيجاد اللقاح له.

وأضافت"باهار" أن "ليو" لم يقل لها أن هناك شئ مريب حوله أو أن شئ ما يهدده رغم أنه كان مرتبكاً خلال مكالمتنا الأخيرة، إلا أنه أكد أن الأمر يتعلق بعمله لفترات طويلة من اليوم وقلة النوم.

ماذا حدث لبينج ليو

ما الذي اكتشفه "بيونج ليو" عن فيروس كورونا؟

في هذا السياق، قالت صحيفة "يدين" الصينية أن فريق "بيونج ليو" يشارك في تطوير لقاح فيروس كورونا، ووفقًا لورقة نشرها باحثون في أبريل الماضي، حيث أثبت اللقاح الذي درسوه فعاليته في تجارب الفئران البيضاء، وقال الباحثون أيضًا إنه بمجرد موافقة الحكومة الفيدرالية الأمريكية، ينوون إجراء تجارب بشرية على هذا اللقاح الذي أطلقوا عليه يسمى PittCo Vacc.

ملخص الورقة البحثية التي أعدها "بيونج ليو":

كانت لدينا خبرة سابقة في فيروس "سارس" وميرس ما بين 2013 و2014،الذين وجدنا فيهما بروتين "سبايك" المحفز للمناعة بعد تلقيحهما، ومن هنا وجدنا ما يمكن أن نحارب به فيروس كورونا، حيث يمكن أستخدام "بروتين سبايك" بطريقة ما لإنتاج لقاح، وما تمت تجربته على الفئران البيضاء كان بإعطاءهم جزء أصغر من الذرة وحقنهم به تحت الجلد مما يحفز المناعة بشكل كبير ومن ثم قتل الفيروس.

ملخص الورقة البحثية

أشخاص آخرون اختفوا بسبب فيروس كورونا؟

الطبيب الذي حذر من فيروس كورونا:

الطبيب الصيني لي وينليانج توفى بسبب الإصابة بفيروس كورونا، بعد أن كان أول من حذر من انتشار الفيروس في مستشفى ووهان في الصين، وهددته الشرطة حينها ليصمت.

ففي يوم 30 ديسمبر، حاول وينليانج تحذير زملائه من تفشي فيروس خطير في المستشفى، ليأخذوا الاحتياطات اللازمة، وذلك عبر وسيلة للتواصل الاجتماعي في الصين.

وبعدها مباشرة، زاره مسؤولون في الشرطة وأخبروه بأن عليه أن يصمت. ولم يكد يمضي شهر حتى بات هذا الطبيب بطلا، بعد أن نشر قصته على الإنترنت من سريره في المستشفى بعد إصابته بالفيروس.

وكان وينليانج يعمل في مركز تفشي الفيروس في ديسمبر عندما لاحظ إصابة سبع حالات ظنّها للوهلة الأولى مصابة بفيروس "سارس" - الذي تفشى كوباء عالمي عام 2003.

الطبيب لي وينليانج

وفي الثلاثين من ديسمبر، بعث وينليانج رسالة إلى زملائه خلال دردشة جماعية على إحدى وسائل التواصل الصينية، محذرا إياهم من تفشي الفيروس، وناصحا لهم بارتداء ألبسة واقية لتفادي العدوى.

بعد أربعة أيام زاره مسؤولون من مكتب الأمن العام وطالبوه بالتوقيع على خطاب نص على اتهامه "بالإدلاء بتعليقات غير صحيحة" ترتب عليها "إخلالا جسيما بالنظام العام"، ومن ثم قالت السلطات أنه أصيب بفيروس كورونا وتوفى بسببه.

صحفيون أختفوا بسبب فيروس كورونا

نشر صحفيان مقاطع فيديو عبر الإنترنت ، وشاركوا الصور وقصصًا درامية من داخل المدينة المعزولة التي تم عزلها فعليًا عن بقية البلاد ووهان في بداية تفشي الفيروس بها، ثم اختفوا بشكل مريب وفي ظروف غامضة.

حيث كان "فانج بن" و"تشن تشيوشي" كلاهما مصممين على مشاركة ما في وسعهما بشأن الأزمة، وإعداد التقارير من ووهان ، عاصمة مقاطعة هوبي، وإرسال ما اكتشفوه إلى العالم.

"فانج بن" حمل أول مقطع فيديو له في 25 يناير على "اليوتيوب"، وهو محظور في الصين ولكن يمكن الوصول إليه عبر الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN)،حققت مقاطع الفيديو القليلة الأولى - التي كان يظهر فيها غالبًا وهو يقود سيارته حول المدينة ويظهر الوضع في أماكن مختلفة - أكثر من 1000 مشاهدة.

فانج بين

ثم في 1 فبراير قام بتصوير مقطع فيديو يظهر ثماني جثث مكدسة في حافلة صغيرة خارج مستشفى في ووهان، بعد ذلك علم أصدقاء مقربون من "فانج" أن الشرطة اقتحمت منزله ومن وقتها اختفى ولم يظهر حتى الآن.

تشي تشويش

أما "تشين تشيوشي" فهو محام سابق لحقوق الإنسان تخصص في صحافة الفيديو تم حذف حساباته من السوشيال الميديا بعد استدعاء السلطات الصينية له، بعد أن نشر فيديو حقق أكثر من 2 مليون مشاهدة داخل مستشفى ووهان المركزي وطريقة تعامل المرضى بشكل سئ، وتم حذ الفيديو من "اليوتيوب" لاحقاً.