مازالت الحقائق تتكشف حول فيروس كورونا الذي حصد أرواح ربع مليون شخص حتى الآن حول العالم وأصاب أكثر من 3 مليون أخرون، وقد كشفت دراسات حديثة كيف تفشى الوباء بشكل كبير في العالم؟، وما هي الأعراض الجديدة التي أظهرت لغزاً أخر لدى العلماء بشأن الفيروس؟
وفي هذا السياق، ظهرت دراسة حديثة تفسر سبب انتشار العدوى بين الآلاف بدون أن يشعروا من الشخص الذي لا تظهر عليه اعراض، وأجرى فريق من الباحثين في جامعة بون دراسة معمقة على مرضى في مدينة جانجيلت البالغ عدد سكانها 11 ألف نسمة في منطقة هاينزبرج إحدى بؤر المرض الرئيسية في ألمانيا بعد مشاركة زوجين مصابين في كرنفال.
اقرأ أيضاً: فيروس جديد أكثر فتكًا من كورونا.. ماذا اكتشفت روسيا بعد تحليل النحلة؟
وسمحت الدراسة التي أجريت على أساس مقابلات وتحاليل وشملت 919 شخصا من 405 أسر بتحديد معدل الوفيات جراء الإصابة. وفي انغيلت أصيب نحو 15% من السكان بالفيروس. وبلغت نسبة الوفيات بين المصابين 0.37 %.
وقال الطبيب، مارتن اكسنر، أحد الباحثين أنه "يبدو أن إصابة من كل خمس إصابات تأتي من دون أي أعراض ما يدفع إلى الظن أن الأشخاص المصابين والذين قد ينقلون العدوى إلى آخرين لا يمكن تشخيصهم بشكل موثوق به على أساس أعراض المرض المعروفة، ورأى أن هذا الجانب يؤكد أهمية احترام التباعد الاجتماعي وإجراءات النظافة".
نقص الاكسجين لغز جديد في فيروس كورونا
لغز جديد دفع العلماء للبحث عن أسباب فيروس كورونا، للذين لا يعانون من آلام واضحة في جسمهم، ويمارسون الحياة بشكل طبيعي، لكن في نفس الوقت يعانون من نقص في مستوى الأكسجين في الجسم لدرجة تكفي لإصابتهم بالإغماء أو حتى الوفاة.
هذه الظاهرة التي تسمى بنقص الأكسجين في الجسم الصامت تثير تساؤلات بشأن الكيفية التي يهاجم بها الفيروس الرئة وما إذا كان هناك وسائل أخرى أكثر فعالية لعلاج هؤلاء المرضى.
اقرأ أيضاً: فرضت حظراً كاملاً.. كيف نجحت "هونج كونج" في الوصول إلى "صفر إصابات وعودة الحياة الطبيعية
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن نسبة الأكسجين يفترض أن تكون في الدم إلى 95%، لكن الأطباء يشيرون إلى مرض يدخلون المستشفيات بمستويات أكسجين في الدم تتراوح ما بين 80%، و70%، وفي بعض الحالات الحادة تنخفض النسبة إلى 50%، وهذا يسمح لفيروس كورونا بالتوغل في الجسم، دون أن يكون لديهم ألتهاب رئوي أو أعراض للفيروس القاتل، فقط نقص حاد ي الاكشجين وبعد فترة تظهر عليه اعراض كورونا.
نقص الاكسجين
كما أن الأمر وصل إلى وصول أشخاص للمستشفى درجة حرارتهم عادية وليس لديهم التهاب رئوي ولكن لديهم تلف في إحدى شرايين الرئة بسبب نقص الاكسجين الحاد، غير أن الأشخاص لا يشعرون بضيق في التنفس بسبب نقص مستوى الأكسجين، بل لأن الجسم يشعر بارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الجسم، الذي يحدث بالتزامن مع نقص الأكسجين لأن الرئة تعجز عن إخراج الغاز بكفاءة.
اعراض جديدة أحذر منها تعني اصابتك بكورونا
في الغالبية العظمى من الحالات ، يعتبر فيروس كورونا عدوى تنفسية تسبب الحمى والأوجاع والتعب والتهاب الحلق والسعال، وفي الحالات الأكثر شدة، ضيق التنفس والضيق التنفسي، ومع ذلك فإن موقع inverse نقلا عن الباحث "جيريمي روسمان" في جامعة كينت أن "كوفيد 19"، يمكن أيضا أن تصيب الخلايا خارج الجهاز التنفسي ويسبب العديد من الأعراض من أمراض الجهاز الهضمي (إسهال وغثيان) إلى تلف القلب و اضطرابات تخثر الدم، ولكن أيضاً هناك أعراض عصبية أكتشفت مؤخراً.
و حددت العديد من الدراسات الحديثة وجود أعراض عصبية في حالات فيروس كورونا، ومن تلك الأعراض متلازمة "جيلان" وهو اضطراب عصبي حيث يستجيب الجهاز المناعي للعدوى وينتهي بهجوم الخلايا العصبية عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى ضعف العضلات والشلل في نهاية المطاف.
بحثت دراسات أكبر في الصين وفرنسا أيضًا في انتشار الاضطرابات العصبية في مرض فيروس كورونا، وقد أظهرت هذه الدراسات أن 36% من المرضى يعانون من أعراض عصبية، كانت العديد من هذه الأعراض خفيفة وتشمل أشياء مثل الصداع أو الدوخة التي يمكن أن تسببها استجابة مناعية قوية، كما لوحظت أعراض أخرى أكثر تحديدًا وشدة وتشمل فقدان الرائحة وضعف العضلات والسكتة الدماغية والنوبات والهلوسة.
تظهر هذه الأعراض في كثير من الأحيان في الحالات الشديدة، مع تقديرات تتراوح من 46 ٪ إلى 84 ٪ من الحالات الشديدة التي تظهرعليها أعراض عصبية، كما شوهدت تغييرات في الوعي، مثل التوتر،وعدم الانتباه، واضطرابات الحركة ، في الحالات الشديدة وتبين أنها تستمر بعد الشفاء .
لذلك من المهم أن نكون على دراية بإمكانية ظهور الأعراض العصبية لفيروس كورونا، أثناء المرض الحاد وكذلك احتمال حدوث تأثيرات طويلة المدى،وهذا يسلط الضوء أيضاً على الأهمية المستمرة لمنع انتقال الفيروس وتحديد المصابين وأولئك الذين سبقت إصابتهم بالفيروس.