من "توت عنخ آمون" لـ"رمسيس الثالث".. هل كشفت "المقابر" أسرار الفراعنة؟

قبر الكاهن حوتي
قبر الكاهن حوتي
كتب : سها صلاح

بعد حسم القضية المثيرة للجدل مؤخراً بين عالم الآثار المعروف زاهي حواس ومفتي مصر السابق على جمعة، بشأن بناة الأهرامات التي حسمها استاذ الفقه المقارن "أحمد كريمة" بجامعة الأزهر مؤكداً أن الفراعنة هم بناة الأهرامات، وبالرغم من كثرة الآثار التي خلفها المصريون القدماء، تبقى المقابر الفرعونية بما فيها الأهرمات هي الاكثر غموضاً بالنسبة لعلماء الآثار، فهي لم تحتوي على جثمان فاني فقط بل أسرار كيفية التحنيط، وكيف تم مساعدة تلك الجثامين للانتقال إلى العالم، لكن، متى تم اكتشاف أول مقبرة فرعونية؟ ومن هم العلماء الذين كشفوا النقاب عن مقابر الفراعنة في وادي الملوك؟ وماذا كان مصير مقتنيات الملوك المدفونة في تلك المقابر؟، لنرحل معاً إلى عالم الفراعنة ونعيش معاً قصة كاملة تكشفتها مجلة "هيستوري أكسترا" البريطاينة:

اقرأ ايضاً: بعد فشل العلم الحديث في علاج فيروس كورونا.. العلماء يلجأون إلى وصفات القدماء المصريين ووصايا الرسول

بداية التنقيب عن المقابر الفرعونية ولغز الأهرامات

عالم المصريات "كريس نانتون" كشف في كتابه "مطاردة المومياوات المفقودة" عن الحكام الذين أمروا بالتنقيب في الأهرامات، وتعد الحملات الفرنسية من أقدم الذين حاولوا التنقيب داخل أهرامات مصر القديمة في أواخر القرن الثامن عشر، إلى اكتشاف هوارد كارتر الرائع لتوت عنخ آمون في عام 1922، ولكنهم فشلوا في وجود أي شئ يدل على بناة الأهرامات داخل ذلك المكان الذي ما زال لغزاً حتى الآن.

وفي 1789 تحديداً في 1 يوليو، عندما شن "نابليون بونابرت" حملته الفرنسية على مصر كان هدف "نابليون" هو تأسيس مصر كمستعمرة فرنسية، وإحكام قبضته على البحر الأبيض المتوسط،وتوجيه ضربة لبريطانيا.

لكن علماء الآثار كانوا موجودين هناك لأسباب أخرى، حيث كان عليهم السفر في جميع أنحاء البلاد، وإجراء عمليات مسح وتسجيل لكل ما يعثرون عليه، بما في ذلك ما تبقى من الآثار القديمة في مصر، وقد اكتشفوا أسراراً عديدة على رأسها "توت عنخ آمون".

وفي بداية القرن الـ19، تم تحديد مقابر 13 فرعون من بين 33 فرعونًا في وادي الملوك، ومع مرور الوقت بعد اكتشاف "كارتر" لهؤلاء لم يتبقى سوى 5 ملوك فقط لم يتم اكتشافهم.

وفي 26 يناير 1799، قام علماء أخريين بالتنقيب في هذا المكان وهما "بروسبر جولوا" و"إدوارد دي فيليرز دو تيراج"، واللذان قدما أول خريطة دقيقة لوادي الملوك، تحتوي على كل ما اكتشفه "كارتر" و 16 وقع آخرون، فكانوا أول من سجلوا وجود الوادي الجانبي الذي يؤدي إلى الفرع الرئيسي للمقبرة إلى الغرب، والمعروف الآن باسم الوادي الغربي.

اقرأ أيضاً: العثور على قط بدون شعر يقال أنه من عصر الفراعنة (فيديو)

وتكشف لنا الخريطة روعة ما وجدوه، حيث تتألف المقابر من ممرات طويلة مقطوعة في الصخر مما يؤدي في النهاية إلى غرف أكبر، كان آخرها يحتوي عادة على تابوت حجري به جثمان محنط للفرعون المتوفي، وكل الأسلحة التي تحميه من اللصوص حوله، كما أن الجدران مطلية بألوان زاهية مع مشاهد غريبة للملوك ورسومات لمجموعة من الآلهة والحيوانات الغريبة ،وفي كل مكان كانت العلامات الهيروغليفية الغامضة.

ما الذي حدث لرمسيس الثالث؟

في عام 1815، وصل العالم "جيوفاني باتيستا بيلزوني" إلى مصر، بتعليمات من القنصل العام في مصر وقتها "هنري سولت" لتجهيز رأس وكتفين تمثال رمسيس الثالث لنقله من المعبد الجنائزي إلى متحف بريطاني، ولكن فرنسا منافسة بريطانية نقلت تابوت الملك رمسيس الثالث قبل أن تحصل عليه بريطانيا بأسبوعين وخبأته لدراسة محتواه ثم أعاده في مكانه.

اقرأ أيضاً: تعامد الشمس على قدس الأقداس بأبوسمبل.. سر يكشف عظمة الفراعنة

أًطلق على الملك رمسيس الثالث (أوسر ماعت رع ميرى آمين) لأنه آخر ملوك مصر الذين حموها من خطر كبير كان يهددها وهو غزو "شعوب البحر"، حيث شهد القرن الثانى عشر قبل الميلاد فترة اضطرابات سياسية أدت لسقوط بعض الممالك الواقعة شرق البحر المتوسط، ومنها "مملكة الحيثيين"، وذلك بسبب تفاقم خطر شعوب البحر الذين عرفوا بأنهم "بدو البحر" فهم شعوب أتت من مناطق آسيا الصغرى والبلقان والبحر الأسود، والتى كانت تتربص بالممالك والامبراطوريات الكبرى شرق البحر المتوسط وتنتظر الفرص لإنتزاع أجزاء منها، وقد أدت هجماتهم إلى سقوط مملكة الحيثيين وكبرى مدن شرق البحر المتوسط باستثناء بعض المدن الفينيقية.

وبنى الملك رمسيس الثالث كغيره من باقى ملوك مصر معبد مدينة هابو "مدينة الموتى" لإقامة الطقوس الجنائزية له ولعبادة المعبود آمون، حيث يتكون المعبد من مدخل عظيم محاط ببرجين، على هذه الأبراج نقوش تمثّل أذرع الأسرة وصور لرمسيس الثالث، والطبقات العليا لهذين البرجين كانت مخصصة للحريم الملكى، ويعتبر أفخم المعابد أثاثاً ونقشاً، وكان تمثال (آمون) به مزيّن بالأحجار الكريمة وعلى جدران المعبد نجد نقوشاً قيمة، فمنا منظر يصور الانتصار البحرى على قبائل شعوب البحر، ومناظر أخرى تمثل الحملة البحرية على الليبيين كما يوجد بعض المعبودات حاملة القرابين من الضياع الملكية تحضرها للمعبود آمون فى المعبد، وأشرف على بناء المعبد "أمون مس" أمين خزانة معبد آمون.

وتبلغ مساحة المعبد ما يقرب من 320 مترا طول من الشرق إلى الغرب، و200 متر عرض من الشمال إلى الجنوب، وهو يعتبر المعبد الوحيد المحصن ومن أغلب الظن أنه تم تشييده على مرحلتين، فالمرحلة الاولى تشمل بناء المعبد وملحقاته داخل سور مستطيل، والمرحلة الثانية بدأت أغلب الظن فى النصف الثانى من حكم الملك رمسيس الثالث، وفى هذه الفترة تم تشييد السور الخارجى ببوابتيه الكبيرتين المحصنتين فى كل من الشرق والغرب وقد شيد بين السورين فى الشمال والجنوب منازل الكهنة والقائمين على المعبد، والذى تم تخطيطه بشكل منظم للغاية.

وفى ديسمبر عام 2012، أعلن الفريق المصرى لدراسة المومياوات الملكية رسمياً، عن كشف أثرى مهم حول حقيقة مومياء الملك رمسيس الثالث وظروف وفاته،

ويؤكد علماء الأشعة الفوق بنفسجية، أن وجود الجرح الذبحى كان سابقا لعمليات التحنيط، ويفسر الدكتور زاهى حواس الترتيبات الخاصة التى اتخذت عند تحنيط المومياء ووضع التمائم وأماكنها وهى الخاصة بالحماية والحفظ وتأمين حياة الملك فى العالم الآخر بأن المحنطين كانوا يتعاملون مع مومياء ملك قتل غدراً، مؤكداً أن هذا الكشف غير فى تاريخ هذه الفترة وخاصة لأن هناك بردية شهيرة باسم "مؤامرة الحريم" تشير إلى قيام الملكة "تيا" الزوجة الثانوية للملك رمسيس الثالث بتزعم مؤامرة ضد الملك لتنصيب ابنها "بنتاؤر" ملكا على مصر بدلا من الملك رمسيس الرابع الذى كان هو الأمير الوراثى لأبيه، وقد اشترك فى هذه المؤامرة البعض من حريم القصر والموظفين ورجال الجيش، وتشير البردية إلى اكتشاف المؤامرة ومحاكمة المتأمرين وقد حكم على شخص بالقتل وترك 10 أشخاص لقتل أنفسهم ومنهم الأمير بنتاؤر الذى قام بشنق نفسه وهناك أيضا 21 شخصاً تم شنقهم.

اقرأ أيضاً: بعد تصريحات "علي جمعة".. القصة الكاملة لنبي الله إدريس عليه السلام.. وحقيقة علاقته بـ"أبو الهول"

كيف تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون؟

لم يكن هناك عدد من المقابر المؤكدة حتى بدأ الحفار الفرنسي فيكتور لوريت العمل في الوادي في تسعينيات القرن التاسع عشر.

ففي عام 1883 ، أجرى الفرنسي يوجين ليفيبور مسحًا شاملاً للمقابر ، ورسم موقعها ونسخ الزخرفة والكتابات، قد لاحظ بوضوح إمكانية العثور على مزيد من المقابر، وكان "فيكتور لوريت" من بين مساعديه.

وفي عام 1897، "لوريت" أصبح مديرًا لإدارة الآثار المصرية، وفي العامين اللذين شغلا فيه المنصب ، قام بسلسلة اكتشافات ضخمة في وادي الملوك لمنافسة العالم "جوفاني باتيستا بلزوني" الذي تحدثنا عنه في السطور السابقة مكتشف رمسيس الأول والثاني، وقد أكتشف "لوريت" 41 مقبرة أخرى في وادي الملوك بدلاً من 25.

اقرأ أيضاً: صوت مومياء ثير جدلا تحت قبة البرلمان بين نائبة ومسؤول بالآثار (فيديو)

تضمنت المقابر المكتشفة أمنحتب الأول - الحاكم الثاني للأسرة الثامنة عشرة ، التي لم يتم تحديد مكان دفنه على وجه اليقين حتى الآن، كما كانت من أهم اكتشفات "لوريت" قبر أمنحتب الثاني، والذي تم تم تزيينه بشكل غني ومعقدة معمارياً ، وكانت في حالة جيدة ، وبشكل غير معتاد كانت مومياء الملك لا تزال في التابوت.

وكانت توجد ثلاث جثث غير مكفنة ترقد إلى جانب بعضها البعض: ذكرٌ شابٌ في المنتصف، وإلى يمينه امرأة شابةٌ تُعرف الآن باسم السيدة الصغيرة، وإلى اليسار "سيدةٌ كبيرة"، ولعدم وجود أي توابيت أو نقوش لم يكن لوريت قادراً على تحديد هوياتهم.

لكن مجموعةً من الأدلة قد جُمعت من ذلك الحين، بالإضافة إلى اختبارات الحمض النووي، لتُشير إلى أن السيدة الكبيرة قد تكون الملكة تي، زوجة أمنحتب الثالث، وأم أخناتون، وجدة توت عنخ آمون، أما السيدة الصغيرة فربما تكون نفرتيتي، لكن الأدلة ليست كافيةً لتأكيد تلك النظرية.

الملكة تي

وجد لوريت كذلك في الغرفة الثانية مخبأً آخر لمومياواتٍ كانت هذه المرة مكفنةً وموضوعة في توابيت، بالإضافة لمومياء أمنحوتب الثاني فقد وجد جثث تسعة فراعنةٍ من المملكة الحديثة، وقد نُقلت كلها إلى هنا في حادثة واحدة وقعت في السنة الـ13 لحكم سمندس الأول من الأسرة الـ21؛ لحمايتها من النهب.

اقرأ أيضاً: عاجل| زاهي حواس يرد على المفتى السابق: ما ردده "مستر جمعة" تخاريف وخزعبلات وأنا عالم متخصص في عصر بناة الأهرامات

تم إجراء المزيد من الاكتشافات في الجزء الأول من القرن العشرين ، العديد منها تحت رعاية تيودور م.ديفيس، وقد أمضى ديفيس ، وهو محام مسن من ولاية رود آيلاند الأمريكية، فصول الشتاء في مصر منذ عام 1889، وقد أعرب عن اهتمامه بأعمال التنقيب لرئيس المفتشين الشباب للآثار في صعيد مصر، وهو هاورد كارتر.

وقد وافق "ديفيس" على تمويل حفريات كارتر وفي يناير 1903 اكتشف كارتر قبر تحتمس الرابع.

وعدما واصل "كارتر" البحث وجد المقبرة KV 20 - ثبت أنها حفرت كقبر للملك تحتمس الأول ولكنها تم تعديلها بشكل مريب لدفن ابنته "حتشبسوب"، ولكنه لم يكمل بحثه لأن مصلحة الآثار في ذلك الوقت أعادته إلى القاهرة لعيداً عن وادي الملوك.

واستمر "ديفيس" في رعاية حفريات خلفاء "كارتر" في صعيد مصر، بدءًا من "جيمس كويبل"، الذي وجد القبر غير الملكي إلى حد كبير لوالدي الملكة تيي ، يويا وتويا ، ثم آرثر ويغال ، ومن عام 1905 مع حفار آخر يعمل بشكل مستقل خدمة الآثار ، إدوارد ايرتون.

وبعد عام اكتشف أيرتون مقبرة أحد خلفاء توت عنخ آمون، آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حورمحب، وترك أيرتون علم المصريات بعد ذلك بفترة قصيرة، وخلفه "هارولد جونز"، الذي اكتشف اكتُشفت بضع اكتشافات صغيرة أُخرى في السنوات التالية، لكن في عام 1912 شعر "دافيس" أن أمواله الطائلة التي دفعها لم تكشف النقاب عن ما كان يأمله، لذا قرر عدم تمويل الاكتشافات مرة أخرى.

اقرأ أيضاً: رسالة طمأنة من الفرعون الذهبي توت عنخ آمون إلى المصريين وشعوب العالم: الزموا منازلكم

ولكن الكثيرون أن الوادي لا يزال يحوي الكثير من الكنوز التي لم تُكتشف بعد، وكان من بينهم "كارتر"، ولك لكن هذه المرة بتمويل من "إيرل كارنارفون".

وبعد سنوات في عام 1922 أثبت كارتر خطأ دافيس بأكثر الطرق إذهالاً عبر اكتشافه مقبرة توت عنخ آمون، المقبرة المكتشفة رقم 62، ومنذ ذلك الحين لم تُكتشف أية مقابر ملكية في الوادي.

حكم توت عنخ آمون في نهاية الأسرة الـ18، وهي الفترة التي تمثل ، إلى جانب الأسرة 29، واحدة من أعظم عصور مصر، حيث كان استخدام وادي الملوك كمقبرة ملكية أحد السمات المميزة لهذه الفترة.

اقرأ أيضاً:

مقابر أخرى تم اكتشافها تؤكد على أسرار خطيرة

وبالعودة إلى رحلة العالم "جوفاني باتيستا بلزوني" وجد مقبرة ثانية في المنطقة نفسها، لكنها لم تكن مكتملة وكانت غير مزخرفة، واحتوت على مومياوات في توابيت لثمانية أشخاص ربما ينتمون إلى عائلة تنحدر من الأسرة الـ 22.

وفي أكتوبر 1817، عثر أخيراً على مقبرة فرعون عظيم أول ملوك الأسرة الـ19، رمسيس الأول، حيث وصف مشهد المقبرة بأن السلم يقود إلى حجر أساس من أرض الوادي، وأعقبه ممر نازل، ثم درج منحدر آخر انتهى بغرفة دفن مزخرفة بشكل جميل، حيث كانت "كبيرة ومزينة على نحو مقبول" في تقدير بلزوني، مع تابوت من الجرانيت الأحمر في المنتصف.

اقرأ أيضاً: زاهي حواس: لم نتمكن من تحديد سبب وفاة الملك توت عنخ أمون حتى الآن

كان رمسيس مؤسس الأسرة الـ19 ولم يكن ينحدر من سلالة ملكية، ربما يكون قد اعتلى العرش في وقت متأخر من حياته بعد أن أثبت بالفعل أنه كفء في الجيش،وحكم لفترة قصيرة، ربما فقط عامين أو ثلاثة، مما قد يفسر لماذا لم تكن مقبرته أكثر روعة.

ابتعد بلزوني قليلاً عن الفرع نفسه من الوادي، حيث حقق أخيراً اكتشافاً بالحجم الذي كان يأمل فيه، وهي مقبرة خليفة رمسيس الأول، سيتي الأول.

وهو واحد من أعظم الفراعنة جميعهم، حكم سيتي الأول مدة تمتد بين 11 إلى 15 عاماً، وأقام الأراضي المصرية من جديد في سوريا وفلسطين، وأطلق مشروعات بناء ضخمة في مواقع مثل الكرنك وأبيدوس، و كانت مقبرته هي الأكثر ارتفاعاً في الوادي بنيت على ارتفاع 137 متراً، وزينت بشكل جميل بأكملها.

وكما هي حال مقبرة رمسيس الأول، يجري الدخول إلى المقبرة عبر سلسلةٍ من السلالم والممرات المنحدرة، غير أن مقبرة سيتي الأول تضمنت سبع غرفٍ رئيسية إضافية، خمسةٌ منها تقوم على ركائز مربعة.

اقرأ أيضاً:زاهي حواس يوقع كتابه عن توت عنخ آمون بثلاث لغات في بوادبست

تناثرت قطع جنائزيةٌ على أرضية المقبرة، من بينها بقايا للعديد من تماثيل أوشبتي، وهي تماثيل صغيرةٌ كانت بمنزلة خدمٍ للميت في الحياة الأُخرى.

أما أبرز المُكتشفات فقد كانت التابوت الحجري للفرعون، الذي كان يُغطي سُلماً يقود إلى جانب التل، وهو سُلمٌ لم تُكتشف نهايته إلا عام 2007،أخرج بلزوني التابوت من المقبرة، ليصير جزءاً من مجموعة سالت، وقد بيع فور وصوله إلى إنجلترا ثم أُخذ إلى المتحف البريطاني عام 1821،وبعد عامين من المداولات وافقت سلطات المتحف على شراء المجموعة لكن ليس التابوت الحجري، بحجة أنه باهظ الثمن.

وبدلاً من ذلك وصل إلى معماري لندني اسمه السير جون سوان، وحتى يومنا هذا لا يزال التابوت في سرداب منزله في لينكولنز إن بلندن، الذي بات الآن متحفاً.

من هم أشهر علماء الآثار المصريين؟

جيوفاني باتيستا بيلزوني (1778-1823)

ولد في إيطاليا، في عام 1804 ، انتقل إلى إنجلترا وانضم إلى سيرك متنقل أدى فيه دور الرجل القوي. في عام 1815، سافر إلى مصر ليُظهر لخديوي (نائب الملك) محمد علي باشا آلة هيدروليكية مصممة لتمكين الري، لم يكن الخديوي مهتمًا ، لكن بلزوني استولى عليه القنصل العام البريطاني هنري سولت لجمع الآثار.

جان فرانسوا شامبليون (1790-1832)

كان الفرنسي أول من قام بفك رموز الهيروغليفية ، مستفيدًا من حجر رشيد ، الذي يحمل نقشًا في ثلاثة نصوص: واحد مفهومة بالفعل (اليونانية القديمة) واثنان لم يكنا (الهيروغليفية والديموطيقية)،في عام 1822 ، بعد سنوات عديدة من الدراسة ، أعلن "شامبليون" نظامًا لفك الشفرة ، والذي أصبح مقبولًا بشكل عام في السنوات التالية.

جون جاردنر ويلكنسون (1797-1875)

ذهب ويلكنسون إلى مصر عام 1821 وبقي لمدة 12 عامًا ، ونسخ النقوش ، وتعلم أيضًا اللغة العربية والأقباط لمساعدته على فهم النصوص القديمة. استعدادًا لإجراء مسح لوادي الملوك ، قام برسم أرقام عند مدخل جميع المقابر التي كانت معروفة في ذلك الوقت ، مما يوفر الأساس لنظام الترقيم "KV" الذي لا يزال قيد الاستخدام اليوم.

هوارد كارتر (1874-1939)

عُيّن كارتر كبير مفتشي الآثار في عام 1899،اكتشف قبر تحتمس الرابع عام 1903 ، ثم أمضى العقدين التاليين في العمل في Theban Necropolis ، بدعم غالب من إيرل كارنارفون. في نوفمبر 1922 ، اكتشف قبر الملك توت عنخ آمون. ثبت أنه سليم تقريبًا، مع معدات دفن الملك التي تضم أكثر من 5000 عنصر.

اقرأ أيضاً: مخطوطة هندية قديمة تنبأت بكورونا منذ 5000 سنة.. هل وصفت علاجا للوباء؟ (فيديو)

ما الذي يبحث عنه علماء المصريات؟

في كل عام ، يتم تنفيذ العشرات من المشاريع الأثرية في مصر، ولا يهتمون فقط بملوك الفراعنة، إنهم يبحثون عن دليل على كيف يعيش معظم أفراد المجتمع العاديين أيضًا، يفعلون ذلك باستخدام عدد من التقنيات، من المسوحات الطبوغرافية والحفر التقليدي إلى الاستشعار عن بعد.

يمكن أن يكون علم الآثار عملًا بطيئًا ، لكن الاكتشافات المذهلة لا تزال تتم على أساس منتظم، وتشمل المعالم البارزة الأخيرة الكشف عن مقبرة رمسيس الثاني في الجيش وهرم أميرة الأسرة الثالثة عشر، لكن لا تزال هناك أسئلة كثيرة واسرار أكثر، فما زالت مقابر أحمس الأول ، أمنحتب الأول ، تحتمس الثاني ورمسيس الثامن، مفقودين

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
محمد صلاح: أشعر بخيبة أمل كبيرة ورحيلي عن ليفربول أقرب من بقائي