تعتبر منطقة طابية عرابى بقرية الديبة بغرب بورسعيد، المتنفس السياحى الوحيد وسط عشرات المشروعات التنموية التى تتم فى مجال البترول والغاز الطبيعى والمنتجعات السياحية والمزارع السمكية، لذلك أصبح من الضرورى، وبشكل ملح تنفيذ تعليمات اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، والتى أطلقها منذ عامين بضرورة تطوير هذه المنطقة.
طابية عرابى بقرية الديبة تشكو الاهمال
وتعتبر طابية عرابى إحدى القلاع التحصينية التى قام بها الزعيم الوطنى أحمد عرابى، وأهملها المسؤلون ولم يعرف تاريخها أهل القرية ولا القرى المجاورة، فأصبحت بيتا للأشباح ليلًا، فهى مهجورة يحيط بها بعض المنازل الصغيرة التى تقام من طابق واحد أرضى، وحرص البعض ممن يقومون باغتصاب أراضى الدولة "وضع يد "على تقسيم المناطق التى تحيط بها من أجل البناء، وبالتالى إذا تم البناء ستختفى تلك الطابية تمامًا لانهم يعتبرونها حجارة وطوب فقط لا تمثل تاريخا بالنسبة لهم.
طابية عرابى بقرية الديبة تشكو الاهمال
وأصبح الإهمال يلتهم آثار محافظة بورسعيد، ويطمس تاريخها، وبدأ مسلسل هدم الآثار الأن أمام أعين المسؤولين، من خلال هدم المنازل التى تمثل تراثًا حضاريًا وتاريخيًا لبورسعيد، وامتد هذا الإهمال إلى إخفاء تاريخ موجود بقرية صغيرة بغرب بورسعيد، فلما لا تقوم هيئة الآثار برعاية تلك الطابية، وتحصينها بسور لحمايتها من بطش من لا يعرفون التاريخ، ولما لا تكون تلك الطابية مزار سياحى يحكى تاريخ الأبطال والزعماء ممن استبسلوا فى الدفاع عن مصر وعن بورسعيد التى كانت مطمع للاستعمار فعوامل التعرية بدأ تلتهمها لأنها على شاطىء البحر المتوسط، ومحل طمع وجشع لبعض الأهالي.
طابية عرابى بقرية الديبة تشكو الاهمال القاضى يحكى تارخ طابية عرابى بقرية الديبة أهملهتا هيئة الاثار فلم يعرف قيمتها التاريخية ابناء المحافظة
يقول المؤرخ البورسعيدى ضياء القاضى، عندما لاح فى الأفق للزعيم المصرى أحمد عرابى "نسر الجهادية"و"وزير الحربية" في ذلك الوقن، أن هناك احتلال بريطانى محتمل على مصر أصدر أوامره بتقوبة جميع الطوابى الموجودة على ساحل البحر الأبيض المتوسط من بورسعيد شرقًا وحتى طوابى الإسكندرية، وأشهرها طابية الماكس فى الغرب لصد العدوان وكان صائب الفكر وذو عسكرية قوية فى ذلك الوقت وكان من ضمن تلك الطوابى، "طابية الديبة" التى تقع فى غرب بورسعيد على شاطىء البحر الأبيض المتوسط، والتى تم تقوية تحصينها لمواجهة الاحتلال البريطانى المحتمل على مصر بأوامر من الزعيم الوطنى أحمد عرابى، وبالفعل كان ذو نظرة بعيد لأنها أبلت بلاءًا حسنًا فى صد العدوان عام 1882عن بورسعيد لاحتلال القناة ومصر.
طابية عرابى بقرية الديبة تشكو الاهمال
وكان قائد طابية الديبة، والذى رفض الاستسلام البكباشى بيادة مشاة "محمد نجم" حيث أبلى بلاءًا حسنًا، وأظهر جسارة وولاء للعرابيين، ولم تتمكن القوات البريطانية من احتلال الطابية لمدة طويلة خوفًا من التسليح الشديد لهذه الطابية.
ويطالب المؤرخ البورسعيدى الكبير ضياء القاضى، هيئة الآثار بالاهتمام بمثل تلك الطوابى التى كانت رافعة أعلام مصر، وهى آثار تحكى بطولات أبناء شعب مصر فى صد العدوان فى شتى ربوع مصر، وأصبحت الآن عبارة عن أطلال مجهولة مطموسة لم يسمع عنها الكثير من أبناء محافظة بورسعيد، ولم يعرفون أين تقع تلك الطابية، ولم يعرفون تاريخها الكبير.
فيما أكد أهالى القرى المجاورة لها "المناصرة، الجرابعة " بأن تلك الطابية موجودة منذ تواجدهم فى تلك القرى، ولكنهم لا يجدون من يقوم بزيارتها من المسؤلين، وبالتالى اعتبروها لا تمثل سوى إشغال للطريق أوشبح يظهر من بعيد عندما ينتشر الظلام فى القرية التى لا يوجد فيها عامود كهرباء واحد يضئ ليلًا.
طابية عرابى بقرية الديبة تشكو الاهمال
وكان اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، قام بجولة تفقدية بقرية الديبة وشاهد خلالها الآثر التاريخى الذى امتدت إليه يد الإهمال، وهو طابية عرابى وعنف الأهالى الذين قاموا بالبناء بجوار الطابية وأشار الغضبان بضرورة ترك مسافة 50 مترًا من جميع الجهات للطابية حتى لا يقوم الأهالى بالتعديات، والبناء بجوار تلك الآثر التاريخى مباشرة بعتباره سيكون مزارًا سياحيًا فى خطة تطوير القرية.
ومن جانبه أكد المهندس عفيفى محمد أحمد مستشار محافظ بورسعيد، أنه سيتم الاتصال بهيئة الآثار لتقوم بعملها من ترميممات للحفاظ على تلك المكان التاريخى ليكون مزارًا سياحيًا تتم الاستفادة منه.