يرفض العودة إلى منزله.. حكاية طبيب عظام تطوع للعمل بمستشفى الحجر الصحي في الأقصر

طبيب بمستشفى الحجر في الأقصر يرفض العودة إلى منزله
طبيب بمستشفى الحجر في الأقصر يرفض العودة إلى منزله

في 13 مارس الماضي، استقبلت مستشفى إسنا بجنوب محافظة الأقصر أول حالة مصابة بفيروس كورونا، وذلك بعدما خصصتها وزارة الصحة كمستشفى للعزل الصحي لعلاج مصابين فيروس كورونا المستجد.

طبيب بمستشفى الحجر في الأقصر يرفض العودة إلى منزله

الدكتور حسام فتحي، طبيب عظام بمستشفى إسنا، تطوع هو مجموعة من زملائه لإنقاذ المصابين بكورونا، ولم يكن الأمر سهلًا على "حسام" وزملائه، ففيروس كورونا المعروف عنه طبيًا قليل جدًا، ولم يكونوا متأكدين من أن الفيروس ينتقل عبر الهواء أم لا، أو المدة الزمنية التي يعيشها على الأسطح، ورغم أن "حسام" يرتدي كافة الملابس الواقية من بدلة وقفاز وقناع زجاجي، إلا أنه يكاد أن يكون قريب من حافة انتقال العدوى إليه.

طبيب بمستشفى الحجر في الأقصر يرفض العودة إلى منزله

ويوضح "حسام" كيفية اختيار الطاقم الطبي الذي تولى مهمة علاج مصابي كورونا، قائلًا:"أنا واحد من الأطباء الذين لم يكن اسمهم مدرجًا في كشف الطاقم الطبي المعني بعلاج المصابين بفيروس كورونا، بحكم أن تخصصي بعيد عن طبيعة المرض الذي يسببه الفيروس، وكان أمامنا خيارين أن نغادر المستشفى فورًا أو أن نتطوع لمساعدة زملائنا المعنيين بهذا الأمر، فكنت أنا واحدًا من 6 أطباء تطوعوا لمساعدة زملائنا".

طبيب بمستشفى الحجر في الأقصر يرفض العودة إلى منزله

الدكتور حسام فتحي يبلغ من العمر 27 عامًا تخرج من كلية طب القصر العيني عام 2017، وبعد أن قضى سنة الامتياز وأول سنة تكليف في مستشفي القصر العيني، عمل طبيبًا بمستشفي الإنتاج الحربي بحلوان، ثم تعيينه مؤخرًا طبيب جراحة عظام بمستشفى إسنا التخصصي في الأقصر.

يومًا عقب يوم بدأت مستشفى العزل الصحي بجنوب الأقصر في استيعاب حالات كثيرة لمصابين بفيروس كورونا، إلا أن الدكتور حسام أخذ دورة تدريبية بمرافقة الطاقم الطبي للوقاية من فيروس كورونا وكيفية التعامل مع المصابين، الذي قامت الدكتور إلهام محمد استشاري مكافحة العدوى بإعطائه لهم.

طبيب بمستشفى الحجر في الأقصر يرفض العودة إلى منزله

مرّ 14 يومًا لعمل الفريق الطبي الأول ليكون الموافق 27 من مارس الماضي، ومن المقرر أن يتولى فريق جديد المهام، إلا أنه ما زال الدكتور حسام فتحي متمسك بالعمل في مستشفى العزل الصحي بإسنا، مدركًا أن المستشفى مثل منزله.

ويؤكد "حسام" أن الوسيلة الوحيدة للتواصل مع أهله كانت هي التليفون عبر الفيديو كول، حيث كان يطمئن أسرته التي تعيش في القاهرة إن حالته الصحية جيدة، ولم تنتقل العدوى إليه وأنه مشارك في الحرب التي تخوضها مصر للقضاء والانتصار على فيروس كورونا.

طبيب بمستشفى الحجر في الأقصر يرفض العودة إلى منزله

مستشفى إسنا التخصصي للعزل الصحي، حققت نجاحات متتالية في ارتفاع معدلات الشفاء، ليصل عدد المتعافين إلى 174 حالة، تحولت نتائج تحاليلهم المعملية من إيجابية إلى سلبية، إثر خضوعهم إلى رعاية طبية مكثفة.

لكن السبب وراء تزايد حالات الشفاء هو التزام الدكتور حسام فتحي وزملائه بالبروتوكول العلاجي لوزارة الصحة، كما كانوا يعتمدون على استراتيجية الدعم النفسي والتغذية الجيدة، ما ساعدهم في تحقيق نسب شفاء مرتفعة.

طبيب بمستشفى الحجر في الأقصر يرفض العودة إلى منزله

ويقول حسام فتحي، "كنا بنتعامل كأسرة واحدة طاقم طبي ومرضى، حالة إنسانية عجيبة اتولدت بينا، كنا بنحاول خلالها نساعد المرضى ونحقق لهم كل اللي محتاجينه، وخلقنا حالة من المرح والتفاؤل كبيرة، كنا بنشغل لهم الموسيقى اللي بيحبوها ونساعدهم في التواصل مع أقاربهم، كما أن غرف العزل فيها تلفزيون لمشاهدة الأفلام والبرامج، والحمد لله كانت النتيجة رائعة".

الثاني عشر من أبريل الجاري هو موعد مغادرة الفريق الطبي الثاني، والبدء في استقبال الفريق الطبي الثالث، وذلك ليواصوا تسطير ملحمتهم الوطنية التي سيذكرها التاريخ في صفحاته، ليبرهن لأجيال القادمة عن بطولات جيش مصر الأبيض في مكافحة فيروس كورونا.

وفي ذات اليوم غادر الدكتور حسام فتحي مستشفى العزل الصحي في الأقصر، بعدما مضى 32 يوم داخل المستشفى لإكمال مهته مع المرضى، قائلا: "كنت حاسس إني ما ينفعش أمشي وإني بعمل دور إنساني عظيم".

ويؤكد "حسام" أنه سيقضى 10 أيام فقط فترة إجازة، ثم يعود مرة أخرى إلى العمل، بالتزامن مع بداية عمل الفريق الطبي الرابع قبل أواخر شهر أبريل الجاري.

وحث الدكتور حسام فتحي المواطنين بضرورة الالتزام بالبقاء في المنازل، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، مع الاهتمام بالاستمرار في النظافة الشخصية، مؤكدًا أن الجلوس في المنازل أفضل من المكوث في الغرف الصحية.

وبعث حسام فتحي رسالة دعم إلى زملائة الأطباء، قائلًا: "أنتم تقومون بدور بطولي وإنساني كبير ستفخرون به أمام أبنائكم، لن ينسى لكم العالم والتاريخ تضحياتكم وعدم تخاذلكم أو تخليكم عن المرضى في هذه الظروف الصعيبة، ورغم أن العائد المادي ضئيل ولا يكافئ حجم التضحيات التي تقدمونها، لكنكم لم تهربوا أو تتخلوا عن القيام بدوركم الإنساني تجاه المرضى"، موضحًا انه حصل كل طبيب على 4700 جنيه مكافأة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً