قال وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، إنه إذا كان قيام الليل محمودًا على كل حال فإنه أعظم أجرًا وثوابًا فى هذا الشهر العظيم شهر رمضان، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، فالمؤمن الحقيقى تعلو همته فى قيام الليل فى العشر الأواخر من رمضان اقتداءً بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أيقظ أهله، وأحيا ليله، وجدَّ، وشد مئزره، اجتهادًا منه صلى الله عليه وسلم فى العبادة فى هذا الشهر الكريم وتلك الأيام المباركة.
وأضاف، في خاطرة رمضانية له، أنه إذا كان قيام الليل مطلوبًا على كل حال قربة إلى الله تعإلى وتضرعًا إليه، يقول الحق سبحانه وتعإلى فى كتابه العزيز: "أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"، ويقول سبحانه: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِى لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، فإننا أحوج ما نكون إليه فى زمن الجوائح والشدائد قربة وتضرعًا إلى الله عز وجل، ورجاء فى عميم فضله أن يرفع البلاء عن البلاد والعباد.
وتابع، أنه ليس لأحد أن يتعلل بتعليق صلاة الجماعة فى التراويح أو غيرها، فقيام الليل لا يشترط أن يكون فى المسجد، فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى استحباب صلاة النافلة فى البيت، وأفرد الإمام مسلم فى صحيحه فى كتاب المساجد بابًا لاستحباب صلاة النافلة فى البيت، تحت عنوان: "باب استحباب النافلة فى بيته وجوازها فى المسجد".
وأوضح، أنه علينا أن نتأمل فى فقه العنوان الذى أضفى صفة الاستحباب على صلاة النافلة فى البيت وصفة الجواز على صلاتها فى المسجد، وذلك لقول نبينا صلى الله عليه وسلم الذى أخرجه الشيخان البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن سيدنا زيد بن ثابت رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ "، والحديث فى أعلى درجات الصحة.