لم تتسبب جائحة كورونا في إصابة ملايين البشر بالفيروس، وقتل مئات الآلاف فقط، بل أصابت الأزمة العالم بشلل اقتصادي، وتسببت في إغلاق الأسواق وضعف الإقبال على الشراء، خوفا من التجمعات التي تزيد من انتشار الفيروس القاتل، ما أدى إلى تغير أنماط البيع والشراء للتغلب على الأزمة، وفي محافظة بورسعيد التي تمثل التجارة النشاط الأساسي لسكانها، خلت الأسواق من المشترين، واضطر عدد من التجار للجوء لتسويق منتجاتهم إلكترونيا، عبر إنشاء صفحات للبيع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
الملابس والأحذية ومستلزمات المنازل من أدوات المطبخ ومفارش السفرة وغيرها من الأدوات المنزلية؛ أصبح لها صفحات عديدة للترويج بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، ويعتبر أهالي بورسعيد طريقة التسوق من الإنترنت مريحة وتوفر لهم الحماية من انتشار عدوى فيروس كورونا، مشيرين إلى أنهم يجدون جميع متطلباتهم من خلالها وهناك صفحات متخصصة فى ذلك، مؤكدين أن بعض الصفحات استطاعت ضم أعداد كبيرة من الأعضاء.
وقال البعض إن هناك صفحات لبيع "الوجبات الجاهزة" تشهد أيضا إقبالا كثيفا، فيما اعتبر أصحاب المحال التجارية خدمة "الأون لاين" كارثة تهدد الإقبال على الشراء من الأسواق.
أصحاب محلات الملابس: زحمة على الفاضى
يقول على إبراهيم بائع أحذية: قمت بعمل تنزيلات كبيرة على الأحذية ولكن السوق "نايم جدا" لا يوجد إقبال، ولو قلت 50% يبقى كتير، والمشكلة ليست فى كورونا فقط وتأثر المواطنين بها ولكن المشكلة الكبيرة التى أعانى منها وتتسبب فى قلة المبيعات هى البيع "أون لاين"، فهناك مجموعة من الأفراد أنشأوا صفحات على الفيسبوك يقومون من خلالها بعرض المنتجات وبيعها، وعلى الرغم من أنها تكون غالية الثمن والمحلات أرخص بكثير إلا أن هناك إقبالا كبيرا عليها لأنها تقدم خدمة توصيل للمنازل، كمان المواطن بيكون قاعد فى البيت ويختار ويوصله المنتج لحد باب البيت دون نزول أو تعب وده سهل لناس كتير جدا عملية الاختيار وده أثر علينا جدا فى المحلات، وخاصة ساعات الحظر، يعني احنا أغلقنا المحلات وهم فتحوا الصفحات "اون لاين" من البيوت.
الشوارع زحمة والمحلات فاضية
صالح ريان تاجر ملابس جاهزة، يقول: عملنا تخفيضات من 30% إلى 40% وبرضوا ما فيش فايدة المواطن بيقول الأكل والشرب أهم بكتير من اللبس على الرغم من اقتراب عيد الفطر المبارك اللى كان بيبقى موسم بنعيش عليه السنة كلها، ولأول مرة بنبيع تيشرتات الأطفال بأقل من سعرها المعتاد، ووصلت 90 جنيه و80 جنية كمان علشان نمشى الدنيا، بس الموسم مضروب.. البلد زحمة والناس موش بتشترى.
فتحى السيد بائع مفارش سفرة، يعقب بقوله: السيدات كانت بتحب تفرش أى حاجة جديدة فى البيت وخاصة فى العيد، مفرش سفرة مفرش تربيزة صغيرة، ولكن هذا العام مافيش الكلام ده خالص، أكيد قالوا الأكل والشرب أفضل من الفرش، وكمان صفحات "النت" خلتنا "نهش وننش على بضاعتنا والشمس أكلتها، لو بعت مفرش بـ50 جنيه يبقى رضا ونعمة من الله.
المفارش حرقتها الشمس وما فيش حد بيشترى
ويقول رضا أحمد بائع ملابس: "كتير من السيدات تيجى تصور البضاعة وبعدها تيجى تطلب منى عدد كبير علشان تبيعه عن طريق النت وطبعا اضطر انزل لهم فى الأسعار علشان كمية، وبقول أنا أبيع وخلاص أحسن من ما فيش".
خدمة الشراء "اون لاين" أثرت على بيع المحلات
رويدا محمد، طالبة بكلية الآداب، قالت: أنا بشترى أى احتياجات لى اون لاين، ملابس مكياج اكسسوارات أحذية، أينعم بتكون غالية شوية لكن بتوصلنى لحد البيت ولما بتكون من نفس المحافظة أحيانا الخدمة بتكون مجانى، ولكن من محافظات أخرى بدفع خدمة توصيل لكن كده أفضل بدل ما انزل أبحث عن موديلات ومقاسات وألوان، وعلى فكرة صديقاتى كلهم كده بيفضلوا الخدمة اون لاين.
لما بنيع قطعتين من الأحذية بنقول الحمد لله
وتقول مريم محمد: الشراء "اون لاين" أفضل بكتير وخاصة هذه الأيام بعد انتشار فيروس كورونا، كل احتياجاتى من ملابس وأدوات منزلية ومفروشات بتوصلنى وأنا فى البيت بدون تعب ولا مشقة، وأنا عندى أطفال صغيرين بدل ما اتبهدل بهم فى الشارع بجيب لهم كل حاجة من على "النت" حتى الوجبات الغذائية بعض الأوقات بطلبها جاهزة وده توفير للوقت وكمان بدل النزول والزحمة والاختلاط بالناس لأنى بخاف على أولادى من العدوى.
محلات الأدوات المنزلية خالية من المواطنين