مأمون رحمة.. إمام قطعوا أذنه لأنه دافع عن الجيش السوري

يومًا بعد الآخر يتعقد المشهد السوري، ويدفع الجميع ثمن الحرب الدائرة منذ مارس 2011، بينما تتصدر مشاهد العنف والقتل في كل وقت.

آخر تلك المشاهد الدموية كانت من نصيب إمام وخطيب المسجد الأموي في دمشق، مأمون رحمة، والذي قطع عناصر من تنظيم داعش الإرهابي أذنه، بعدما رفض الفتوى لصالحهم.

وخلال لقاء تليفزيوني له قال رحمة إن "إرهابيي داعش طلبوا مني أن أعمل مفتيا لهم وأقتل السنة الذين يعملون مع الحكومة، والشيعة والعلويين الكفار، مقابل 1500 دولار"، مشيرا إلى أنه رفض ما دفعهم إلى قطع أذنه وإجباره على أكلها.

ورحمة من مواليد بلدة كفربطنا، وتتلمذ وتخرج على يد الشيخ الراحل محمد سعيد البوطي في معهد الفتح بدمشق، حيث أبدى دعمه للرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري في معركته مع فصائل الإرهابيين منذ بدء الأحداث.

"أيها المواطن السوري ضع يدك بيد الجيش السوري، هذا الجيش الذي يقف بوجه إسرائيل، هذا الجيش الذي يعمل الغرب وعلى رأسهم أمريكا وفرنسا وبريطانيا، لدماره من أجل أن تنعم إسرائيل بأمان".. هكذا تحدث رحمة في أحد خطبه ليحث السوريين علي الدفاع عن وطنهم.

علي الجانب الاخر تتهمه عدد من الجماعات الإرهابية بالتخابر مع أجهزة الأمن، بل حاولت بعض هذه الجماعات إغتياله في عام 2011.

وعن تلك المحاولة تحدث أحد المقاتلين، شارك في الأمر، حيث قال: "في أواخر عام 2011 وبعدما ثبت لدينا بالدلائل أن رحمة كان يتعامل مع المخابرات، أرسلنا له تحذيرًا كي يوقف تعامله مع النظام، أو أن يخرج من كفربطنا، لكنه لم يكترث للكلام بل خرج ينعتنا ويشتمنا من على منبره في خطبة الجمعة ويصفنا بالإرهابين والكفار، بعدها نصبنا له كمينًا عند مدخل المدينة وألقينا القبض عليه بعدما حاول الفرار، وتم الإجماع فيما بعد على قتله".

وتابع: "بعد ذلك ألقيت جثة الشيخ رحمة بالقرب من مشفى الفاتح في المدينة لكي يجري دفنه في اليوم التالي، لكنا تفاجئنا بعد يومين أن الأطباء في المشفى تمكنوا من إبقاء رحمة على قيد الحياة، وفي هذه الفترة كانت بلدة كفربطنا قد شهدت تدخل الدبابات لأول مرة مع عدد من السيارات المحملة بالرشاشات الثقيلة وسيارة إسعاف لم نشهد لها مثيلًا في مشافي الدولة لإخراج رحمة من مشفى الفاتح على الرغم من خطورة وضعه الصحي، ليتلقي العلاج بعد ذلك ويتم تعيينه كإمام للمسجد الأموي".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً