أليسون مهرب مخدرات بالغ من العمر 20 عاماً، لذا يعني عمله استحالة تطبيق التباعد الاجتماعي في ظل تفشي فيروس كورونا، لذا تخاف عليه والدته "ماريا ديفا ناسيمينتو" التي تعمل في أحد أكبر مستشفيات مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، خاصة وأن الوالدة المنكوبة فقدت قبل 4 أيام صديق وزميل يعمل حارس أمن في المستشفى، وأصيب أكثر من نصف زملائها بالوباء في البرازيل وفقاً لصحيفة "الجارديان البريطانية".
لكن عندما وصلت صاحبة الـ42 عاماً إلى عملها الجمعة 15 مايو، تلقت أخباراً عن نوع آخر من التهديدات، بل وربما تهديد مباشر يتعرض له ابنها أكثر من كوفيد-10، حيث كانت قوات الشرطة المسلحة تجتاح حي كومبليكسو دو أليماو، وهو حي شعبي كبير عمل فيه ابنها أليسون مع أقدم عصابة تجارة مخدرات في البرازيل، كوماندو فيرميلو "القيادة الحمراء".
أرسلت الأم المذعورة رسالة إلى ابنها على تطبيق واتساب في الساعة 6:39 صباحاً، قالت فيها: "أين أنت؟"، فأجابها: "في طريقي إلى المنزل"،لكن تلك الرسالة كانت آخر رسالة أرسلها إليها، فمع ظهر نفس اليوم علمت ناسيمينتو أن ابنها قُتل، ضمن أكثر من 2000 شخص، أغلبهم من الشباب البرازيلي، قتلتهم شرطة ريو دي جانيرو
اقرأ أيضاً: بشرى سارة للعالم الوباء أصبح أقل شراسة.. هل يختفي فيروس كورونا قبل انتهاء هذا العام؟
قتلى المخدرات ومخاوف من انتشار فيروس كورونا
لم تكن عمليات الشرطة وأكياس الجثث مشهداً جديداً في المدينة، حيث قتلت شرطة الولاية 1810 أشخاص في العام الماضي، أي حوالي 5 أشخاص يومياً، لكن في ظل خضوع المدينة الآن إلى حالة إغلاق جزئية بسبب مرض كوفيد-19، واضطرار المواطنين للبقاء في المنازل، يعبر سكان الحي الشعبي عن غضبهم من عدم توقف توغلات الشرطة المرعبة داخل مجتمعاتهم.
ويقول برونو إيتان، وهو مصور فوتوغرافي يعيش في كومبليكسو دو أليماو قال: "بدلاً من إرسال الأطباء والممرضين لحماية السكان من كوفيد-19، ترسل الحكومة الشرطة والمركبات المضادة للرصاص والمروحيات كي تقتلنا"،وقد وثق إيتان المداهمة التي نفذتها الشرطة الجمعة في سلسلة من الصور التي تظهر ضباط شرطة يرتدون أقنعة واقية من فيروس كورونا ويقفون فوق الجثث المغطاة بملاءات، مضيفاً: "لقد تعبنا"، فيما طالبت النائبة اليسارية في البرلمان البرازيلي، ريناتا سوزا، بإجراء تحقيق حول ما وصفته بـ "المجزرة" قائلة هناك قانون فليقبضوا عليهم لكن كفانا جثثاً.
اقرأ ايضاً: دراسة جديدة.. فيروس كورونا ينتشر في المطاعم والمكاتب بشكل أكبر
لن نسمح بالفوضى بسبب فيروس كورونا
كانت جثة أليسون واحدة من 5 جثث عُثر عليها داخل منزل غير مكتمل البناء، حيث يشتبه السكان المحليون في أن يكونوا تعرضوا للتعذيب قبل إطلاق الرصاص عليهم، وهي مزاعم تنكرها الشرطة،قال رجل ساعد في إخراج الضحايا بيديه العاريتين: "كانت أجسادهم مكومة فوق بعضها. كان علينا إخراجها من المنطقة".
وفي هذا السياق، رد الضابط المكلف بقيادة العملية "ماركوس أميم" بأن العملية كانت هامة فهم ينشرون الوباء بشكل أكبر في المجتمع حيث عادت الشرطة إلى المقر بعد حيازة ثماني بنادق و85 قنبلة يدوية.
أضاف أميم، الذي ألقى اللوم في إراقة الدماء على مقاومة أعضاء العصابة المسلحين "بكل تأكيد، وفاة أكثر من 12 شخصاً لا تجعل أحداً سعيداً، لكننا لم نختر هذه النتيجة"،وقد كان من بين القتلى زعيم عصابة يدعى ليوناردو سيربا دي جيسوس.
اقرأ أيضاً:الدول الكبرى يجب أن تتعلم منها.. كيف نجحت الدول الفقيرة في التغلب على فيروس كورونا؟
هل الشرطة من حقها تنفيذ حكم الاعدام؟
تقول داندارا تينوكو، الباحثة في السياسات العامة بمعهد Igarapé Institute المتخصص في الشؤون الأمنية، إن الشرطة ليس لها أي حق في أن تؤدي دور القاضي وهيئة المحلفين عن طريق التخلص من المشتبه فيهم، مضيفة: "البرازيل ليس لديها عقوبة إعدام، والمحاكم هي التي تدين المجرمين، وهؤلاء الذين يرتكبون الجرائم يجب أن يخضعوا للمساءلة بطريقة متناسبة".
وتواجه بعض البلدان الكثير من الرعب والذعر بسبب تفشي فيروس كورونا في العالم والذي حصد ارواح ما يقارب من نص مليون شخص وأصاب أكثر من 4 مليون آخريين.