"مي السرطاسي طبيبة شابة من الجيش الأبيض، فنانة وموهبة رائعة.. ترسم وتبدع، ولها عمل أتمنى أن يكون بوستر يكتب عليه "رفقا بحائط الصد.. الجيش الأبيض".
بهذه الكلمات أشاد عاطف زرمبة "الفنان التشكيلي" برسومات طبيبة الامتياز "مي هشام السرطاسي التي تبلغ من العمر 25 عامًا".
وتحكي مي لـ أهل مصر عن علاقة الطب بالفن، فتقول الطبيبة الفنانة إنها كانت تعشق الرسم منذ الصغر، وظهرت موهبتها وهي بالصف الرابع الابتدائي، فكانت ترسم صورًا كرتونية لمرحلة طفولية ما زالت تعيش في خيالها حتى الآن "صورًا للأميرات".
طبيبة الجيش الأبيض تبدع في رسوماتها الفنية
فتقول كنت أرى أختي الكبرى، وهي ترسم فأجلس بجوارها، أرى تعبيرات قلمها، بل أسجله في ذاكرتي، ومن هنا بدأ الرسم يستهويني، وأنام لأفكر في لوحة إبداعية أقدمها لنفسي لأرى إبداعات طفولتي فيها، وبالفعل كنت أرسم أنا وأختي الكبرى، وندخل في مسابقات الرسم بالمدرسة، وعلقت مي بأن الأجمل في الموضوع أن بابا كمان بيحب الرسم، وتذهب مي بخيالها لتقول إن ماما الله يرحمها كانت تشجعني على الرسم، ولكن كانت أمنيتها أن أكون طبيبة، فحققت لها أمنيتها، وماتت قبل أن ترى أمنيتها تحققت، ولكن دائمًا لها الفضل في كل ما وصلت إليه أو سأصل إليه.
الطبيبة الفنانة: تستهويني رسومات زمن الفن الجميل
وتسترد مي حديثها قائلة "كنت أهرب من ضغوط الدراسة بكلية الطب بالرسم، وتستهويني "العيون" أجيد قراءتها فأجيد رسمها، أجد في رسم العيون متعة كبيرة، فهي تعبر عن الانفعالات الشخصية للإنسان، والرسم بيخرج المشاعر والطاقة والكبت، وأعبر عن كل ذلك بالرسم بالألوان، فالألوان نفسها تعبيرات أخرى.
وتقول مي إن الرسم بالرصاص والفحم ممتع للغاية، فأنا أهوى الرسم بالفحم منذ كنت في المرحلة الإعدادية وفي الثانوية العامة.
أكثر حاجة بستمتع برسمها العيون
واستكملت "بالرغم من اجتهادي الكبير في المذاكرة لأحصل على مجموع للالتحاق بكلية الطب، إلا أنني كنت أحدد أوقاتًا للرسم، وحصلت على المركز الأول على المحافظة في مسابقة لجميع المراحل التعليمية، وتم تكريمي وبعدها بدأت أدخل في معارض كثيرة.
وامتزجت المشاعر ما بين كونها "طبيبة" من جيش مصر الأبيض، وفنانة تبدع وتعبر عن مشاعرها بالرسم، لترسم لنا لوحة رائعة من طبيبة فنانة، تعبر عن أزمة الطبيب في الوقت الحالي، ودوره في احتواء أزمة وباء كورونا.
ستزول الغمة ليس لأننا نستحق.. ولكن لأن الله أرحم بنا من أنفسنا "رفقًا بحائط الصد.. الجيش الأبيض"
فتقول مي، أنا بدوري كطبية أقول لأبناء بورسعيد، لابد من الالتزام بجميع الإجراءات الوقائية والاحترازية لفيروس كورونا، ويجب التعامل "بالجونتي و الماسك"، ويجب أيضًا الالتزام بعدم النزول إلا للضرورة القصوى، فنحن نستطيع أن نحارب وباء وننتصر عليه "بالالتزام".
وتضيف الطبية بأن كل فرد في المجتمع له دورًا في تلك الأزمة، فالطبيب له دور كبير والمواطن له وعليه كل الأدوار في مساعدة ومساندة الطبيب، فالتعليمات "كالروشتة" إذا التزمنا بكل ما فيها ومواعيد تناول الدواء فسوف يشفى المريض، هكذا المواطن إذا التزم بتعليمات وإجراءات الوقاية من الفيروس، فلن نضطر إلى الذهاب لمراحل "مشددة" في التعامل مع تلك الأزمة.
أحببت أن أرسم صورة لنموذج مصري مشرف
وأحب أن أوجه نصيحة لجميع المواطنين "لا تتركوا الباب مواربًا" في التعامل مع الفيروس، بل اغلق جميع أبوابك في وجهه، وكن أنت حائط الصد "للطبيب"، لأن الأطباء يواجهون فيروس عنيد مشاكس، ومع ذلك لابد وأن يكونوا هم الأقوى من أجلك أنت فساعدوهم.
وتحكي مي عن مجموعة من رسوماتها الفنية، وتقول إن هناك مجموعة من الرسومات لها ذكريات خاصة عندي، مثل أول رسمة بحبها كانت أول تجربة لي في استخدام الألوان "الإكريليك"، وكان حاجة كبيرة لي أن ارسم واحدة من لوحي المفضلة للفنان " فان جوخ"، واستمتعت جدًا وأنا برسمها.
رسومات الطبيبة الفنانة للوحة فان جوخ
وكانت تاني تجاربي مع الإكريليك وحاولت أخرج فيها عن النمط المعتاد ورسم البورترية، و مع الوقت لاحظت أن دائمًا العيون هي أول شيء يبدأ بها الرسمة، وأكثر حاجة بستمتع برسمها، ورسمت العيون، وشاركت بها في معرض "الميكرو آرت" بقصر الثقافة.
أما عن رسمي لصورة محمد صلاح لاعب كرة القدم، كانت في عام 2019، تأثرت جدًا أثناء مشاهدتي لماتش كرة القدم اللي وصلنا فيه لكأس العالم، فأرادت أن أرسم صورة لنموذج مصري مشرف.
أعشق الفن الجميل ويستهويني صوت الفنانة فيروز
وعندما شاركت في معرض عن فترة الزمن القديم، اخترت أن أرسم أكثر الشخصيات اللي بحبها من الزمن الجميل، ده مثل سعاد حسني وعمر الشريف وكمان فيروز، فمن اكثر المطربات المفضلة عندي، وعن امتزاج الطب بالفن تقول إن هناك العديد من الدول المتقدمة تستخدم الرسم
والموسيقى كعلاج للمريض النفسي، وأنا اعتبر الرسم أكبر علاج له، فعن طريق الرسم "الخطوط والألوان"، وحتى الشخبطة تحدد انعكاسات شخصية من حولك.
وأتمنى أن أظل أعبر عما بداخلي بالرسم حتى وأنا أعمل في مجال "الطب"، وأنهت مي حديثها متمنية أن يظل الفن يداعب قلبها ولا تستهويها الحياة بمشاغلها، بعيدًا عن هواية عمرها "الرسم" فكل خطوات حياتي عبرت عنها برسومات فنية، لذا ارتبطت حياتي بالفن فأنا بدون الفن أشعر كأنني بلا حياة.
العيون دائمًا تكون بداية الرسمة