ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان")، اليوم الخميس، أن السلطة الفلسطينية شددت في رسالة رسمية إلى الحكومة الإسرائيلية على أنها "لن تسمح بانتشار العنف في الضفة الغربية" المحتلة، حتى في ظل القرار بوقف التنسيق الأمني. وشددت مصادر "كان" على أن السلطة الفلسطينية بعثت برسائل عبر القنوات الرسمية لإسرائيل، أكدت من خلاله على قرارها بوقف فوري للتنسيق الأمني بجميع أشكاله وعلى كافة المستويات. وأضافت القناة نقلا عن "مصادر فلسطينية" أن رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، سيجتمع في وقت لاحق اليوم، مع رؤساء الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لبحث سبل تنفيذ القرار على الأرض.
في المقابل، نقل المراسل السياسي للقناة 13 الإسرائيلية، عن مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية، قوله: "أخطرتنا السلطة الفلسطينية رسميا بقطع العلاقات ووقف التنسيق الأمني، لكن الرسالة كانت غامضة وغير واضحة بشأن مضامينها العملية". وأوضح المصدر أن الرسالة نقلت بواسطة وزير الشؤون المدنية في الحكومة الفلسطينية، حسين الشيخ، ومسؤولين فلسطينيين آخرين، إلى منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، كميل أبو ركن وتضمنت الصياغة التي أوردها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قي خطابه مساء الثلاثاء.
من جانبه، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، في إحاطة صحافية أجراها عبر الإنترنت، أن السلطة أبلغت الحكومة الإسرائيلية ووكالة الاستخبارات المركزية "سي.آي.إيه" رسميًا أن الاتفاقات الأمنية الموقعة باتت لاغية. وشدد عريقات كذلك على أنه "السلطة غير معنية بالفوضى والعنف ولن تسمح بخرق النظام العام وسيادة القانون على أراضيها. وتابع "نظام التنسيق الأمني بأكمله بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية سيتوقف تماما، شرعنا بعملية إغلاق منظومة التنسيق، ولكن لن يكون له تأثير على الجوانب الإنسانية اليومية".
وكان اشتية قد أوعز خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء، الذي عُقد مساء أمس، الأربعاء، لجميع الوزارات بالمباشرة بخطوات عملية وإجراءات عاجلة لتنفيذ ما ورد في قرارات القيادة، التي أعلنها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الثلاثاء، بشأن العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مصدر قالت إنه فلسطيني، إن تعليمات صدرت من الرئيس محمود عباس لقادة الأجهزة الأمنية بوقف فوري للتنسيق مع إسرائيل. وأضاف مصدر القناة أن عباس وجه أيضًا مسؤولين إثنين على اتصال "منتظم" بإسرائيل هما عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، ورئيس المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، بوقف الاتصال مع تل أبيب.
وأوضح أن مسؤولين إسرائيليين وآخرين "دوليين" حاولوا حتى اللحظة الأخيرة ثني الرئيس عباس عن اتخاذ قرار الانسحاب من الاتفاقات الموقعة مع واشنطن وإسرائيل.