مازالت الأدلة تتكشف حول أسباب تفشي فيروس كورونا في العالم فتارة تتهم أمريكا الصين بإخفاء الأدلة حول الفيروس وموعد ظهوره وصناعته في أحد المختبرات الصينية في مدينة ووهان بؤرة تفشي الفيروس، وتارة أخرى تظهر الحقائق بتورط الولايات المتحدة في انتشار الفيروس بهذا الشكل العنيف الذي وصل غلى حصد أكثر من ربع مليون شخص وإصابة 4 مليون آخرين، حيث كشف موظفو مركز مكافحة الأمراض والوقاية الأمريكي بأنهم أبلغوا السلطات الأمريكية بسرعة غلق الحدود والطيران خوفاً من تفشي الفيروس في أمريكا، لكن الإدارة الأمريكية لم تبالي بذلك وسمحت لأكثر من 66 ألف مسافر أوروبي بأن يتدفقوا بشكل يومي إلى أمريكا، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
تكميم الأفواه أسلوب أمريكا المعتاد
قال المسؤولون في "مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها" إن جهود وكالتهم لتوجيه استجابة منسقة حيال فيروس كورونا تعثرت خطاها بسبب قرارات البيت الأبيض الغير مدروسة والتي أخذت في الاعتبار السياسة والاقتصاد أولاً،لا التوصيات والآراء العلمية، والنتيجة كانت تفاقم آثار الأزمة، وتنحية الوكالة التي يبلغ عمرها 73 عاماً، والتي لَطالما قادت جهود البلاد فيما يخص مكافحة الأمراض المعدية، ليصبح دورها مجرد دور مساعد،وعلى مدار الأسابيع الماضية، ظلّت الأنباء متداولة في وسائل الإعلام حول نوعٍ من التوترات المتفاقمة بين خبراء "مركز مكافحة الأمراض" والبيت الأبيض، بشأن تهميش ملاحظ من طرف الأخير لدور الوكالة في مواجهة أزمة كورونا
إسناد المهام لأهل الثقة وليس أهل الخبرة
تقول المصادر للشبكة الأمريكية إن أصل مشكلات نقص الثقة بين الطرفين يعود بالأساس إلى سوء إدارة مركز مكافحة الأمراض لعملية توزيع الاختبارات، في أوائل فبراير 2020، عندما أدى التلوث في مختبرات المركز إلى تعثر طويل، لقلة الإمكانيات التي يوفرها البيت الأبيض لهم مما أسفر إلى إسناد المهام الخاصة بفيروس كورونا إلى "جاريد كوشنر" صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدكتور "أنتوني فاوتشي" مستشار الصحة في البيت الأبيض والذي اتهمه عمدة نيويورك السابق بتمويل صناعة فيروس كورونا في مختبر صيني بـ3.7 مليون دولار وللإطلاع على تفاصيل هذا التقرير كامل يمكن مطالعة هذا اللينك:وأضافت المصادر أن العلاقات توترت بينهما أكثر فأكثر، مع حلول أواخر شهر فبراير2020، عندما حذرت نانسي ميسونير، المسؤولة البارزة في مركز مكافحة الأمراض، الجمهور الأمريكي علناً من أن "تداعيات انتشار الفيروس على الحياة اليومية قد تكون خطيرة"، في وقت كان فيه دونالد ترامب خارج البلاد، ويطلق هنا وهناك التصريحات التي تُقلل من شأن تهديد الفيروس، ومن أبرز تلك العواقب التي تسببت في زيادة غضب الوكالة هل إصرار الرئاسة الأمريكية على تأخير إعلان حظر السفر إلى أوائل مارس.
ترامب أدار أزمة فيروس كورونا وفقاً لمصالحه الشخصية
تقول المصادر للشبكة الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يركز في بداية الأمر على عواقب السفر من الدول الأوروبية إلى أمريكا بل ركز على حظر الطيران للصين فقط ولا يريد أن يُغضب أوروبا، على الرغم من أنها المكان الذي كانت معظم الحالات المصابة حينها تأتي منه،ويقول عديد من الخبراء إن أسوأ نتيجة لتلك العلاقة المتوترة كانت سيادة شعور عام بأن مركز السيطرة على الأمراض قد فقد مكانه بوصفه واجهة وصوتاً للصحة العامة في مواجهة الأوبئة على مدار قرابة 100 عام، وفي 26 فبراير الماضي قرر "ترامب" تعيين نائبه مايك بنس رئيساً للجنة البيت الأبيض المعنية بجهود مكافحة فيروس كورونا، تحت قيادة "جاريد كوشنر" كما ذكرنا سابقاً والذي أدت لجنته إلى تفاقم المشكلة ولمطالعة التفاصيل بشأن تلك اللجنة وعملها يمكنك قراءة التقرير التالي:
من صفقة القرن إلى فيروس كوفيد 19.. كيف انهارت أمريكا على يد جاريد كوشنر؟
إلغاء مسودة الإرشادات لمكافحة فيروس كورونا
وفي وقت سابق من شهر مايو 2020، ذكرت CNN في تقرير لها أن إدارة ترامب نحت جانباً مسودةَ الإرشادات التوجيهية التي صاغها "المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض" فيما يخص إجراءات الفتح الاقتصادي للولايات الأمريكية. إذ كانت الإرشادات أكثر صرامةً وتفصيلاً من الخطة التي وضعها البيت الأبيض تجاه عودة الحياة إلى طبيعتها.
في حين يقول موظف المركز إن "الرسالة التي كنا نتلقاها من الإدارات السابقة كانت أنتم العلماء"، وتوصياتكم مسموعة فيما يتعلق بتلك الأزمات، "لكن الوضع ليس كذلك في هذه الأزمة، فالرسالة الحالية أنه إذا كانت التوصيات العلمية التي نقدمها تتعارض مع هدف سياسي معين، فإننا نصبح نحن المشكلة".