خبراء: سوريا كلمة السر في تقارب روسيا من تركيا وابتعادها عن مصر

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

في أسرع عملية تطبيع للعلاقات، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبدء مرحلة جديدة من العلاقات بعدما شاب التعاون بين البلدين، بسبب إسقاط تركيا لطائرة روسية.

"الطائرة الروسية" قاسم مشترك في العلاقات بين روسيا ومصر وتركيا، فروسيا سقط لها طائرتين، إحداهما في تركيا –اعترفت أنقرة بإسقاطها- وأخرى سقطت في مصر – في حادث اعتبرته روسيا حادثًا إرهابيًا واتخذت على إثره خطوات في مجال السياحة منها وقف الرحلات السياحية إلى مصر، وتبعتها دول أخرى بما أضر بقطاع هام في الاقتصاد المصري.

وفي اتصال هاتفي بين الرئيسين التركي والروسي، انتهت أزمة الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا على الحدود بين سوريا وتركيا، في اعتذار وصفته موسكو بأنه "خطوة مهمة للغاية" في تحسين علاقات البلدين، وهو ما أخذ حيزًا على أرض الواقع بلقاء الرئيسين بوتين وأردوغان اليوم.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، يقول إن تركيا تسعى منذ قبل محاولة الانقلاب العسكري، اتباع سياسة تصفية المشاكل في الإقليم، وهو ما ظهر في تصريحات مباشرة لأردوغان خاصة فيما يتعلق بعلاقة تركيا مع روسيا وإسرائيل، وعملت تركيا على التقارب من روسيا وكذلك مصر، أما بعد الانقلاب توترت العلاقات بين تركيا ومصر، فيما تطورت العلاقات التركية الروسية بسبب عدد من الملفات التي تستدعي حل الأزمة بين البلدين.

وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة، إن الملفات المشتركة بين روسيا وتركيا اقتصاديًا تشمل ملف الغاز حيث تعد روسيا هي صمام الأمان لتركيا في تأمين متطلبات الغاز، كما أن العلاقات الروسية التركية تشمل منظومة اتفاقيات اقتصادية واستثمارية ترغب البلدين في توسيعها، كما أن ملف القضية السورية يعد أهم الملفات المشتركة بين أنقرة وموسكو، مؤكدًا أنه ربما تقدم تركيا تنازلات للجانب الروسي بحيث يتم حزم جزء كبير من القضية السورية.

وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن روسيا تنظر لتركيا على أنها الدولة المحورية في الشرق الأوسط، كما أنها في حاجة لـ"تبريد" الدور التركي في سوريا، كما أنه لا يمكن فصل هذا التقارب بين روسيا وتركيا عن علاقة الدولتين بمصر، فمن المرجح أن تلعب روسيا دور الوساطة بين تركيا ومصر، وهي وساطة تختلف كثيرًا عن الوساطة السعودية، كما أنها تلقى ترحيب مصري.

وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن انتهاء الأزمة التركية الروسية بعد إسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية السورية، يعود بشكل كبير إلى طبيعة العلاقة بين تركيا وروسيا، وعلاقة روسيا بمصر تختلف كليًا عن علاقتها بتركيا، فهناك ملف متاخم بالقضايا المهمة لكلا الطرفين، وإن كانت موسكو تتعامل مع تركيا باعتبارها مركز ثقل في المنطقة، وبالتالي فهي معنية بالعلاقات مع تركيا أكثر من العلاقة مع مصر، فتركيا عضو بحلف شمال الأطلسي واقتراب روسيا منها يمكنها من الدفاع عن مصالحها في البلقان ومنطقة شرق آسيا.

وأضاف نافعة، في تصريحات خاصة، أنه من المؤكد أن تتأثر العلاقاتع المصرية التركية بتقارب تركيا وروسيا بشكل إيجبي إذا أسفرت المحادثات التركية الروسية عن تصفية الخلافات تمامًا، وهذا التأثير ربما يكون بشكل مباشر أو غير مباشر، نتيجة وجود روسيا كوسيط بين الطرفين، فعلاقات روسيا مع مصر مهمة بلا شك، حتى وإن كانت في مكانة أقل من علاقاتها مع تركيا.

يذكر أن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعربا خلال لقائهما اليوم الثلاثاء، بمدينة بطرسبورغ، عن استعدادهما لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين أنقرة وموسكو، وأكدا على العلاقات التاريخية التي تربط بين بلديهما.

ورأى الرئيس الروسي أن زيارة نظيره التركي لروسيا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة إنما تدل على استعداده لجعل العلاقات بين البلدين "أفضل مما كانت عليه".

كما جدد بوتين رفضه القاطع لمحاولة الانقلاب في تركيا، مؤكدا دعمه للرئيس والشعب التركي في الخطوات التي اتخذها في وجه الانقلابيين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً