مع مرور الوقت، لا يبدو أن أزمة كورونا تقل حدة، ورغم أن بعض البدان التي عانت من الفيروس ودخلت في حالة طوارئ بسببه عادت بعد فترة لتعلن إنهاء أوامر الإغلاق مع تراجع عدد المصابين، فإن المرض ينتقل من موقع لآخر محولا دولا جديدة إلى بؤر لانتشاره. وكانت أولى بؤر فيروس كورونا المستجد في العالم، في مدينة ووهان الصينية، حيث ظهر للمرة الأولى، قبل أن ينتشر في البلاد كلها، ومنها إلى دول أخرى، خاصة المجاورة لها مثل كوريا الجنوبية وتايوان.
ومع الوقت، ضرب الوباء القارة الأوروبية، وحول إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا إلى بؤر له، حاصدا أرواح الآلاف. كما عانت الولايات المتحدة من الارتفاع الكبير في عدد الإصابات، خاصة في مدينة نيويورك، فيما تجاوز عدد الوفيات من جراء كورونا في البلاد، الـ100 ألف حالة. والآن، بدأت آثار كورونا المخيفة تظهر بوضوح في أميركا الجنوبية، وتحديدا في البرازيل، التي استخف رئيسها بمدى خطورة الوباء وظهر في العديد من المناسبات من دون أن يرتدي الكمامة أو القفازات. وقد أودى فيروس كورونا المستجد، الأربعاء، بأرواح 1039 شخصا خلال 24 ساعة في البرازيل، في رابع حصيلة وفيات يومية تزيد على الألف في أكبر دولة بأميركا اللاتينية منذ بدأت وتيرة تفشي الوباء فيها تتسارع الأسبوع الماضي. وسجلت البرازيل، التي أصبحت البؤرة الجديدة للوباء، حتى مساء الثلاثاء وفاة 24 ألفا و512 شخصا بالفيروس من أصل 391 ألفا و222 مصابا، بحسب أرقام الوزارة.
أما بيرو، فقد أصبحت ثاني أكثر دول أميركا الجنوبية تألما من كورونا بعد البرازيل، حيث أظهرت الأرقام أن هناك 130 ألف مصاب ونحو 4 آلاف وفاة حتى صباح الأربعاء، وتعتبر هذه الأرقام كبيرة مقارنة بعدد السكان الذي يناهز 31 مليونا، حسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن". مع تغير المواقع التي يتخذ الفيروس منها مركزا لانتشاره، تطرأ أسئلة مهمة، مثل: "هل يعد هذا التحرك عشوائيا؟"، و"كيف يمكن التنبؤ بالوجهة المقبلة للفيروس؟". وللإجابة على هذا السؤال، قال مشرف قسم دراسات الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة بيروت العربية الدكتور أحمد الطسه، إن هناك "نظاما معينا" يحدد طريقة انتقال الفيروس من موقع لآخر، وظهور موجات قوية منه في بؤر بعينها.
وأوضح في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن مجموعة من العوامل تلعب دورا في انتقال الفيروس من بلد لآخر، أهمها حجم التجارة المتبادلة التي تقوم بها الدول مع الصين، أو غيرها من البلدان التي ينتشر فيها الفيروس. وأضاف: "دول أوروبا أو أميركا، على سبيل المثال، كانت من البلدان الأكثر عرضة للفيروس، كونها من بين الأكثر تعاملا مع الصين، بينما في دول أخرى مثل لبنان أو إيطاليا أو البرازيل، فقد انتشر الوباء عبر انتقال البشر وقدومهم من أماكن موبوءة أخرى غير الصين".