ظهرت في الفترة الأخيرة ممارسة غريبة على المجتمع المصري تتمثل في محاولة بعض المواطنين منع دفن الموتي بسبب كورونا . ويطرح المحتجون على دفن الموتى بسبب كورونا حجج لموقفهم منها خوفهم من انتشار العدوى والمرض . فهل يجوز منع دفن الموتى بسبب كورونا ؟ وماذا نفعل بجثمان من مات بسبب كورونا ؟ هل نحرقه مثلا؟ وما هو رأى الإفتاء في ذلك ؟ حول هذه الأسئلة يقول الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية، إن التصدي بالتجمهر لمنع دفن المتوفين بمرض كورونا هو من الأفعال المحرمة الشنيعة والمواقف المشينة والأساليب الغوغائية الخارجة عن مقتضى الإنسانية؛ لأن فيها تَعَدِّيًا على حقوق الآدمية، وفتحًا لباب فتنة وشر، ويجب على المواطنين التصدي لأصحابها، والأخذ على أيديهم بالحسم والحزم؛ إنكارًا لتصرفاتهم السيئة، التي لا تمتُّ بأدنى صلة إلى دين أو خلق أو قيم؛ فالحذرُ من العدوى لا يكون ببثّ شائعات مغرضة، بل يكون بالوسائل التي بينها المختصون، ولا يجوز للإنسان أن يحرم أخاهُ من حقٍّ منحه المولى إياهُ بأن يُدفن في أرض الله، والميت بالوباء شهيد، ويتضاعف حقه إذا كان طبيبًا مات بسبب علاج المصابين بالوباء، ويجب على من حضر دفنهم أن يتعامل مع جثثهم بموفور الاحترام وغاية التكريم، وأن يسارعوا إلى دفنهم بالطريقة الشرعية المعهودة، مع اتباع كافة الإجراءات والمعايير الصحية التي وضعتها الجهات المختصة لضمان أمن وسلامة المشرفين والحاضرين، بما يضمن عدم انتشار الفيروس إلى المشاركين في عملية الدفن.
وأشار فضيلته إلى ما نص عليه قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية من ضرورة نقل الجثة بعد الغسل والتكفين داخل الكيس غير المنفذ للسوائل، بعد وضع علامة خطر الإصابة بالعدوى عليه، ويراعى تواجد أقل عدد ممكن بسيارة نقل المتوفى قدر الإمكان، وأن تكون الجثة داخل صندوق مغلق قابل للتنظيف والتطهير، ويجب على المتواجدين الالتزام بارتداء الواقيات الشخصية، ويمنع فتح الصندوق أثناء الصلاة عليه لأي سبب، وعند الدفن يراعى تواجد أقل عدد ممكن عند إدخال الجثة المقبرة، والالتزام التام بالتنظيف والتطهير بعد إتمام إجراءات الدفن، وتطهير كافة الأسطح التي تلامست مع الجثة.