أعلنت السيناتورة الجمهورية سوزان كولينز التي تمثّل ولاية ماين في مجلس الشيوخ، أنّها لن تصوّت لصالح مرشح حزبها دونالد ترامب في الإنتخابات الرئاسية، معددة أسباب قرارها في مقال رأي لها ضمن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وأتت تلك المقالة، في الوقت الذي وقّع فيه خمسون خبيرًا جمهوريًا في مجالي الأمن والسياسة الخارجية رسالة دعوا فيها إلى عدم انتخاب ترامب، معبرين فيها عن اقتناعهم بأنّه في حال وصوله إلى المكتب البيضوي، سيكون الرئيس "الأكثر تهوّرًا في التاريخ الأمريكي".
"تعليقاته وحشية"
وشددت كولينز أولًا على أنّ الملياردير الأمريكي "لا يمثل القيم الجمهورية التاريخية" كما لا يجسّد "المقاربة الجامعة للحكم" التي تعدّ "أساسيّة للشفاء من الإنقسامات في دولتنا". وكتبت أنّها بمرور الوقت منذ انطلاق الانتخابات التمهيدية، أصبحت تغضب بشكل متزايد من "تعليقاته الوحشية" و"عدم قدرته على الإعتراف بالخطأ والإعتذار". ورأت أنّ ما أظهر ترامب كشخص لا يستحق الرئاسة الأمريكية، هو انتقاداته ضدّ أفراد لا يستطيعون الردّ عليه "على قدم المساواة – إمّا لأنّهم لا يشاركونه في قوّته أو مكانته وإمّا بسبب مسؤوليتهم المهنية التي منعتهم من الإنخراط في هكذا مستوى".
ثلاث مزايا تنقص ترامب
وتؤكد كولينز أنّ نظرتها إلى عدم أهلية ترامب للرئاسة ترتكز على أساس "معاملة الآخرين باحترام" والتي تعتبرها أهم من السياسة نفسها. وتضيف السناتورة ثلاثة حوادث أكدت لها أنّ ترامب تنقصه مزايا المزاج المتوازن والإنضباط الذاتي والقدرة على الحكم، هذه المزايا المطلوبة من أي رئيس جمهورية بحسب كولينز.
ثلاثة حوادث تمنع انتخابه
توقّعت كولينز أن يعتذر ترامب عن سخريته من مراسل ذي احتياجات خاصة، لكنّه لم يفعل ذلك، كذلك كتبت السناتورة عن الأمل الذي اعتراها آنذاك بأن يكون الأمر "زلّة رهيبة" لا "نمطًا من الإبتذال". وكان ذلك الحادث الأوّل. أمّا الثاني فكان تكرار ترامب لإصراره على أنّ غونزالو غبريال، قاضيًا فيديراليًا نشأ في إنديانا، لم يكن له أن يحكم بعدل في قضية تتعلق بجامعة ترامب، بسبب إرثه المكسيكي. وأضافت أنّ حكم المرشح الجمهوري بانحياز غبريال، فقط بسبب إثنيته، برهن عن نقص عميق في الإحترام لا للقاضي وحسب، بل أيضًا للفصل الدستوري للسلطات في أمريكا. "مجددًا إنتظرت عبثًا أن يسحب ترامب كلماته". وتضيف كاتبة المقال أنّ الحادث الثالث المؤثر كان انتقاد ترامب لحزن والدي النقيب هومايون خان الذي قتل في العراق. "فعوضًا عن تكريم تضحيتهما والاعتراف بألمهما، إستخفّ السيد ترامب بديانة عائلة بطل أمريكي". وتابعت: "مرّة أخرى، برهن عن عدم قدرته على الإعتذار، على القول إنّه كان مخطئًا".
تعليقاته الجاهلة ستجعل العالم أسوأ
وأعربت السناتورة عن قلقها من أن ترامب ينقصه ضبط النفس ومن أن تعليقاته الخالية من الإطلاع والمعلومات ستجعل العالم السيء أساسًا أكثر سوءًا بعد. وأشارت إلى أنّ مرشحًا رئاسيًا يشكّك علنًا بالالتزامات التي تفرضها المعاهدات مع الحلفاء هو إنسان "متهوّر". كما أكّدت أن ميل ترامب إلى الإنفعال عندما يواجه منافسًا يصعّد احتمال خصام ينزع نحو خروج خطر عن السيطرة.
حقيقة غير مريحة
مجدّدًا، كتبت كولينز عن أمل اعتراها بإمكانية "أن نرى دونالد ترامب جديدًا حين أصبح مرشح انتخابات عامة – مرشحًا سيركّز على الوظائف والإقتصاد ويخفف من بلاغاته ويطوّر سياسات أكثر عمقًا و، نعم، يعتذر عن التشدّق السيئ المزاج". لكنّها عادت واعترفت بالحقيقة "غير المريحة" وهي وجوب أن تتقبّل عدم وجود دونالد ترامب "جديد". ثمّ أضافت: "للأسف، إن طبعه الأساسي يظهر ثابتًا، ويبدو غير قادر على التغيير أو النضوج".
التوفيق بين الإنتماء للحزب ومعارضة مرشّحه؟
وختمت كولينز مقالها كاتبة: "سيقول البعض إنني كجمهورية، عليّ واجب دعم مرشّح حزبي. لقد فكّرت مطوّلًا وبصعوبة في هذا، لأن كوني جمهورية هو جزء ممّا يعرّف بي كشخص. أجلّ تاريخ حزبي، وعلى وجه التحديد، القيمة التي وضعها على استحقاق وكرامة الفرد، وسأستمر في العمل على امتداد الوطن للمرشّحين الجمهوريين. بسبب عدم قدرة وعدم إرادة السيّد ترامب لتكريم هذا الإرث، سأكون غير قادرة على دعم ترشيحه".