بعد الغارات والعمليات الخاصة، يبدو أن واشنطن تجرب طريقة جديدة في محاربة داعش، سبق وان نفذتها في العراق على يد شركة بلاك ووتر.
كل يوم عند الخامسة مساء، تصدر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لائحة بالعقود التي وقعتها في هذا اليوم والتي تقدر بسبعة ملايين دولار، ولكن في البريد الإلكتروني المؤرخ في 27 يوليو كان ثمة تفصيل لافت، مفاده أن متعاقدين عسكريين سيعملون في سوريا إلى جانب نحو 300 عسكري منتشرين هناك أصلًا.
المرة الأولى
وتقول كيت برانان في موقع الديلي بيست إنها المرة الأولى يقر البنتاغون علنًا بأن متعاقدين من القطاع الخاص يضطلعون بدور في الحرب على داعش، وإشارة إضافية إلى أن الجيش الأمريكي يزيد انخراطه في تحديد مصير سوريا.
وجاء في إعلان العقد أن شركة الاستخبارات الخاصة "سيكس3 إنتليجنس سوليوشن"، التي اشترتها أخيرًا "سي اي سي آي انترناشونال" فازت بعقد عسكري من دون مناقصات قيمته 10 ملايين دولار لتوفير "خدمات تحليلات استخباراتية".
ويقول البنتاغون إن العمل سينجز السنة المقبلة في ألمانيا وإيطاليا، وخصوصًا سوريا.
معلومات شحيحة
وتشير الصحافية إلى أن التفاصيل شحيحة عن الموضوع، إذ ليس معروفًا مثلًا حجم المعلومات المتوافرة وعدد المتعاقدين الذين قد يذهبون إلى بلد بموجب هذا العقد. ويمكن أن يتعلق الأمر بمجرد بضعة محللين استخباراتيين ينضمون إلى وحدة عسكرية، كما يمكن أن يكون العدد أكبر.
ولم يعلق البنتاغون ولا شركة "سي أي سي آي" على نوع العمل الذي ستقدمه "سيكس3"، غير "خدمات التحليلات الاستخباراتية" التي تشمل مروحة واسعة من النشاطات.
تبعية استراتيجية
ولكن شون ماكفايت، وهو بروفسور في كلية الجهاز الخارجي في جامعة جورجتاون، ومؤلف كتاب "حرب الظل" قال للديلي بيست أن "هذا ليس مقاولًا عاديًا...سيكس3 إنتليجنس سوليوشن شركة استخباراتية خاصة، وكوننا استعنا بمصادر خارجية لتحليل جزء مهم من استخبارتنا يخلق تبعية استراتيجية للقطاع الخاص لأداء عمليات حربية حيوية".
ليست الأولى
ولم تسبق الإشارة إلى عمل مقاولين من القطاع الخاص داخل سوريا مع القوات الأمريكية، لكن خبراء في العقود العسكرية والعمليات الخاصة قالوا إنه يمكن القول إن شركة "سيكس3" ليست الأولى.
ويلفت ديفيد إيزنبرغ، مؤلف كتاب "قوة الظل: مقاولون أمنيون خاصون في العراق"، إلى أن مجتمع الاستخبارات يعتمد كثيرًا على المتعاقدين في هذه الأيام. ولكن نظرًا إلى الطبيعة الحساسة والخطرة جدًا للمهمة في سوريا، ثمة معلومات قليلة غير مصنفة سرية.
ففي العراق حيث ينتشر نحو أربعة آلاف جندي أمريكي على الأرض، يبدو البنتاغون أكثر شفافية. فمنذ الصيف الماضي، ارتفع عدد المتعاقدين الذين يعملون لحساب وزارة الدفاع الأمريكية، من 1300 إلى 2500 تقريبًا.
إعادة الإعمار
وفيما تستمر المعركة ضد داعش، سيوفر العراق وسوريا مزيدًا من الفرص للمتعاقدين الدفاعيين، وإن تكن المبالغ الكبرى ستأتي عندما تبدأ إعادة الإعمار. وسبق للولايات المتحدة أن أنفقت 60 مليار دولار على جهود إعادة إعمار العراق حتى الأن، وأكثر من 110 مليارات دولار في أفغانستان.
والأسبوع الماضي، أشار وزير الدفاع آشتون كارتر إلى أنه بعد إخراج داعش من البلدات والمدن في العراق وسوريا، ستكون هناك فرص لمتعاقدي القطاع الخاص.
وقال لصحافيين: "ستكون هناك بلدات تتطلب إعادة إعمار وخدمات يجب اعادة توفيرها ومجتمعات محلية تفترض تأهيلها"، موضحًا أن "هذه (المهمات) ليست واجبًا أمريكيًا أساسًا. سنضطلع بدور فيها، ولكن تذكروا أن الملياري دولار التي حصلنا على تعهدات بها الأسبوع الماضي ستنفذ خصوصًا من خلال وكالات مدنية ستستعين غالبًا بمعاقدين للتنفيذ...سيكون ذلك عملًا ضخمًا".