تكبدت مصانع السيارات العديد من الخسائر الكبرى منذ اندلاع جائحة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في كافة أنحاء دول العالم، مما أدى إلى وجود حالة من التراجع بصورة واضحة في حجم مبيعات، وفقًا لأحدث التقارير العلامات التجارية المتعارف عليها داخل الأسواق العالمية والمحلية، نتيجة لإغلاق بعض مصانع السيارات من أجل تفادي انتشار العدوى، لكن سرعان ما تحاول شركات صناعة السيارات الخروج من تلك المأزق عن طريق استئناف تشغيل خطوط انتاج مصانعها وصالات العرض بشكل تدريجي لأنتعاش حركة الأسواق مرة أخرى، والعمل على تحقيق نسب التعافي المرجوه للقطاع والتي تسهم في استكمال عجلة الإنتاج والعبور من تلك الأزمة الراهنة.
وأوضحت رابطة صناعة السيارات في كوريا الجنوبية، أن هناك عودة لتشغيل خطوط انتاج في أكثر من 232 مصنع سيارات بنسبة تقدر حوالي 80% داخل 13 دولة رئيسية مصنعة للمركبات استأنفت عملياتها بصورة جزئية، اعتباراً من منتصف مايو وحتى الشهر الجاري في ظل تخفيف القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وفي هذ الصدد، قال المهندس على توفيق، رئيس رابطة الصناعات المغذية للسيارات، إن تداعيات انتشار فيروس كورونا أثرت بشكل سلبي على حجم الطاقة الانتاجية بمختلف مصانع السيارات في العالم بأكمله ، موضحا أن صناعة السيارات مازالت تعاني من بعض التحديات بالوقت الحالي، أبرزها اغلاق شركات السيارات مصانعها، وضعف حركة التبادل التجاري بين الدول والتي ساهمت في تراجع صادرات وواردات المركبات.
وأضاف توفيق في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن هناك بعض الشركات السيارات مثل "رينو" التي كانت في طريقها إلى إعلان إفلاسها نظرا لحالة التوقف استمرت على مدار فترات طويلة، مشيرا إلى أن الحكومات لها دور كبير في وضع خطط لإنعاش صناعة السيارات من التدهور الغير مسبوق خلال الأزمة الراهنة، مثلما قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نحو وضع خطة إنقاذ عبر ضخ أكثر من ثمانية مليارات يورو لدعم قطاع صناعة السيارات في فرنسا المتضرر من تداعيات فيروس كورونا، كما أكد أن الخطة تهدف إلى جعل فرنسا رائدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية حول العالم.
وكانت شركة رينو أعلنت أنها ستلغي نحو 15 ألف وظيفة بينها 4600 وظيفة في فرنسا سعياً للخروج من أزمة نقدية تفاقمت بسبب الأزمة، ولكن على الرغم من تراجع مبيعات السيارات الجديدة في فرنسا بنسبة تتجاوز 50% في مايوالماضي ، إلى أن أظهرت أولى علامات الانتعاش، حسبما قال متحدث باسم اتحاد مصنعي السيارات الفرنسيين.
وأضح رئيس رابطة الصناعات المغذية للسيارات، أن تشغيل المصانع تحتاج لبعض الوقت لاستئناف العمليات على نحو كامل والعودة لمستويات إنتاج ما قبل كورونا، في الوقت الذي يفضل فيه المستهلكون الإنفاق بشكل أقل وسط الوباء.
وفرضت فرنسا الإغلاق على جميع الأنشطة غير الضرورية، بما في ذلك صالات بيع السيارات، من 17 مارس إلى 11 مايوالماضي ، ما أدى هذا الإجراء إلى انخفاض مبيعات السيارات بنسبة 72% في مارس ونحو 90% في أبريل، تماشياً مع الاتجاه العالمي.
كما قالت جمعية مصنعي السيارات الإسبانية في بيان لها إنه تم بيع حوالي 34337 مركبة في البلاد، مقابل 4163 فقط في أبريل الماضي، مؤكدة أن الأرقام مبيعات السيارات تعكس إعادة فتح متاجر الوكلاء، مشيرة أيضا إلى أنها لا تزال تمثل ثاني أسوأ أداء مُسجل بعد أبريل وفي مايو 2019، بيعت نحو 125,600 سيارة في إسبانيا، حيث تتوقع الجمعية الإسبانية انخفاض مبيعات السيارات بنسبة 40-45% خلال العام بكامله.