بأمر القانون.. ضابط الشرطة "ممنوع من الكلام"

في إطار حرص الدولة علي سرية المعلومات التي يتم تداولها في وسائل الاعلام، وافق مجلس النواب، على تعديلات قانونية تمنع ضباط الشرطة من الإدلاء بالمعلومات المتصلة بعملهم حتى بعد أن يتركوا الخدمة حفاظًا على "سلامة وأمن الدولة".

وأدخلت التعديلات التي طلبتها الحكومة على (القانون رقم 109 لسنة 1971 في شأن هيئة الشرطة). وكان مجلس النواب قد ناقشها في جلسته العامة الأحد الماضي.

وجاء فيها: "يحظر على الضابط.. أن يفضي بغير إذن كتابي من وزير الداخلية بمعلومات أو إيضاحات عن المسائل السرية بطبيعتها أو بمقتضى تعليمات كتابية صادرة عن الجهة المختصة أو يفشي المعلومات الخاصة بالوقائع التي تتصل بعلمه بحكم عمله أو ينشر الوثائق أو المستندات أو صورها المتعلقة بنشاط هيئة الشرطة أو أساليب عملها في مجال المحافظة على سلامة وأمن الدولة.

"ويستمر هذا الالتزام قائمًا بعد انتهاء الخدمة."

وتضمنت التعديلات: "مع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد منصوص عليها في قانون آخر يعاقب على مخالفة الحظر المنصوص عليه في الفقرة السابقة بالحبس وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه (1126 دولارًا) ولا تزيد على عشرين ألف جنيه كما يحكم بمصادرة المضبوطات محل الجريمة."

جاء في التعديلات في بند آخر: "يحظر على الضابط أن يفضي بأي تصريح أو بيان عن أعمال وظيفته بأية وسيلة من وسائل الإعلام أو النشر أو الإتاحة إلا إذا كان مصرحًا له بذلك كتابه من الجهة التي حددها وزير الداخلية."

وجاء في التعديلات "يحظر على الضابط.. أن يحتفظ لنفسه أو يتداول في غير الأحوال المصرح بها أية ورقة متصلة بالعمل أو ينزعها من الملفات المخصصة لحفظها."

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد طلب في فبراير تعديلات قانونية تلزم رجال الشرطة بتعامل أفضل مع المواطنين وذلك بعد أن اتهم شرطي بقتل سائق شاحنة صغيرة في القاهرة برصاص سلاحه الرسمي خلال شجار بينهما بشأن أجر نقل بضاعة خاصة بالشرطي.

وتضمنت التعديلات: "يجب على الضابط الالتزام بأحكام هذا القانون وتنفيذها وعليه كذلك احترام الدستور والقانون ومعايير حقوق الإنسان في استخدام السلطة والقوة والالتزام بمعايير النزاهة والشفافية والشرعية الإجرائية".

"حماية الحقوق والحريات والمحافظة على الكرامة الإنسانية واحترام القيم الديمقراطية وفقًا للدستور والقانون".

"ضمان الحقوق الدستورية والقانونية ومعايير حقوق الإنسان في التعامل مع المتهمين والمشتبه في تورطهم بارتكاب جرائم."

ومن جانبهم يقول حقوقيون إن انتهاكاتٍ ترتكب في أماكن الاحتجاز الشرطية أوقعت عددًا من القتلى في السنوات الماضية لكن الحكومة تقول إن الانتهاكات فردية وإن مرتكبيها يحالون للمحاكمة.

وفي سياق متصل، قال النائب حمدي بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن التعديلات التي أقرها مجلس النواب في قانون هيئة الشرطة، تهدف بالأساس لحماية معلومات الجهاز من بعض الضباط الذين يأخذون إجازات بدون مرتب ويعملون في أماكن أو هيئات أخرى، أو بعض الذين يتحدثون لوسائل الإعلام.

وأكد "بخيت" أن قانون الشرطة يخضع للتعديل والتطوير بصفة مستمرة، وهذا جزء من مجال حماية المعلومات لهيئة الشرطة.

وأوضح "بخيت" أن هذه التعديلات تشمل الكتب التي يؤلفها بعض الضباط بعد خروجهم من الخدمة، واللقاءات والأحاديث الإعلامية، حتى لو عملوا في أماكن أخرى بعد خروجهم على المعاش من الجهاز، مضيفا: «سيكون على الضباط الانتباه بعد ذلك خلال اللقاءات الإعلامية بألا يدلي أحد بمعلومات عن هيئة الشرطة أو تفاصيل العمل بها، لأن هذا أمر هام جدا».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً