وقع المواطن المصري، في ظل انتشار جائحة فيروس الكورونا المستجد، في حيرة بين تصريحات شركات الأدوية والأطباء واستشارين أمراض الصدر والمناعة الذين يطالبون بتناول الفيتامينات لتقوية جهاز المناعة، بينما وزارة الصحة وهيئة الدواء المصرية، حيث حذرا من تناول الفيتامينات بدون الحاجة أو الرجوع الطبيب، لأنها تسبب أضرار كبيرة علي صحة الإنسان.
يأتي ذلك في الوقت الذي انتشر فيه بروتوكولات علاج فيروس كورونا المستجد، على مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل أدوية الفيتامينات كعامل أساسي لمواجهة الفيروس، الأمر الذي نتج عنه سحب جميع أدوية الفيتامينات من السوق، وهناك الكثير يخزنها في منزلة بدون الحاجة إليها، وهناك من هو في أشد الحاجة إليها ولم يجدها وهم مرضي الفيروس أو المخالطين لحالات ايجابية.
وجاء الجانب المؤيد لتناول الفيتامينات لمواجهة فيروس كورونا المستجد، بإطلاق حملة "مناعتك حمايتك"، لتوعية المواطنين بوسائل تقوية المناعة، حيث قالت الدكتورة جيهان العسال، استشاري الأمراض الصدرية، ونائب رئيس اللجنة القومية لمكافحة فيروس الكورونا المستجد، إن "المناعة" هي خط الدفاع الأول للبشر ضد كورونا، وأن تعزيزها يتم عبر عدة سبل منها الطبيعية، مثل التعرض للشمس، والنشاط الرياضي، والنوم المنتظ، وتناول الخضراوات والفواكه، وأيضاً الفيتامينات مثل "سي"، و"ب"، و"د"، والزنك.
وأكدت نائب رئيس "اللجنة"، أننا نحتاج كميات كبيرة جداً من الأدوية والمستلزمات الطبية في إطار جهود مكافحة الفيروس، وأن إنتاج تلك الأدوية محلياً، والتبرع بكميات منها لصالح الدولة يدعم جهود مكافحة انتشار الفيروس.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالشركة القابضة للمصل واللقاح "فاكسيرا"، أن علاج فيروس كورونا يعتمد في المقام الأول على المناعة، ما يستدعي العمل على تعزيزها حتى تكون حائط صد قوي في مواجهة الفيروس.
وأضاف أنه ينبغي اعتماد الإنسان على نظام غذائي صحي يقوم على الخضراوات والفواكه، مع الاهتمام بالبروتين الحيواني باعتباره مسئول عن تكوين الأجسام المضادة ومناعة الجسم، بالإضافة للاعتماد على الفيتامينات المفيدة لتقوية المناعة عبر مصادر طبيعية أو عبر المكملات الغذائية مثل فيتامينات "C"،"D"،"B"،"الزنك".
بينما رفضت هيئة الدواء المصرية، هذا التوجه تماما، مؤكدة أنه لا توجد حالياً أدوية ثبت أن من شأنها الوقاية من علاج فيروس كورونا، وأن استخدامها بدون الحاجة إليها تسبب في نقص تلك الأدوية من السوق وإيقاع الضرر بالمرضى الذين يعتمدون على تلك الأدوية بشكل أساسي في علاجهم من بعض الأمراض، ويجب عدم تناول أية أدوية أو فيتامينات إلا تحت إشراف الطبيب المعالج والرجوع إلى مقدمي الخدمات الصحية في هذا الشأن.
وقالت الهيئة، إن الاستخدام المفرط للفيتامينات قد يؤدي لمضاعفات وآثار جانبية خطيرة مثل: "الاستخدام المفرط لفيتامين د يؤدي لضعف عام ومشاكل بالكلى والشعور بالقيء والغثيان، بالإضافة لاضطراب ضربات القلب عند تناوله مع دواء ديجوكسين، وأن الاستخدام المفرط للزنك يؤدي لأعراض تشبه الأنفلونزا وتغييرات بحاسة التذوق والشعور بالقيء والغثيان، بالإضافة لخفض مستويات السكر بالدم، والاستخدام المفرط لفيتامين ج يؤدى للصداع والأرق والاسهال والمغص والشعور بالقيء والغثيان، بالإضافة إلى تأثيره على صحة الأطفال أثناء فترات الحمل والرضاعة، كما يزيد من أخطار الوفاة بأمراض القلب بالنسبة لمرضى السكر.
ومن جانبها، نصحت وزارة الصحة بعدم تناول الفيتامينات إلا تحت إشراف طبي، وأن ضمها لبروتوكول علاج فيروس كورونا المستجد، يأتي ضمن ضوابط محددة وتختلف من حالة لحالة أخرى، لذا تناولها بدون إشراف طبي قد يعرض صحة الإنسان للخطر.