في مثل هذا اليوم قبل خمسين عامًا وبالتحديد في العاشر من أغسطس عام 1966، وفي ضاحية حلوان على أطراف القاهرة، وُلد التوأم حسام وابراهيم حسن لأسرة مصرية تنتمي إلى الطبقة الوسطى، وشأن كافة أقرانهم بدأ التوأم في مداعبة كرة القدم بشوارع حلوان قبل أن يمارسا كرة القدم بنادي التصنيع أحد أندية الدوري الممتاز آنذاك.
البداية
وفي سن الثانية عشر كان قرارهما بخوض اختبارات النادي الأهلي لتتلقفهما العين الخبيرة للكابتن عبدالعزيز عبدالشافي ويضمهما إلى صفوف الناشئين، حيث تدرجا في صفوف الناشئين والشباب ليتم تصعيدهم للفريق الأول عام 1985، وينجح حسام حسن في تسجيل هدفه الأول بالدوري في شباك المصري موسم 19861985، ويلفت التوأم أنظار الجميع بروحهما القتالية العالية وحماسمها البالغ والذي كان واضحًا من الوهلة الأولى، فقد كانا نموذجًا جديدًا لم تفرزه الكرة المصرية من قبل.
كأس العالم
وانضم حسام حسن إلى المنتخب الوطني وينجح معه في الفوز ببطولة الأمم الأفريقية عام 1986، رغم أنه لم يكن قد تجاوز العشرين من عمره، ويصبح التوأم من أهم ركائز المنتخب الوطني مع المدربين الذين تولوا قيادة المنتخب، أمثال: "الويلزي مايكل سميث والراحل فؤاد صدقي" قبل أن تحل المرحلة الفارقة في حياة التوأم بتولي الراحل "محمود الجوهري" قيادة المنتخب الوطني مع نهاية عام 1988، وقبل بدء تصفيات كأس العالم بإيطاليا عام 1990، لينجح "الجوهري" ومعه كتيبة الرجال في الصعود لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1934 بفضل هدف "حسام" التاريخي الذي أحرزه في شباك الجزائر، لتصعد مصر إلى كأس العالم ويتألق التوأم مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم، خاصة في مباراة الطواحين الهولندية والتي تألق فيها حسام حسن والذي أرهق الدفاعات الهولندية بقيادة المخضرم كومان، حيث كان سببًا في خروج مصر بنقطة التعادل في تلك المباراة، بعدما تسبب في ركلة الجزاء التي سجل منها مجدي عبدالغني هدف التعادل.
الاحتراف الأوروبي
وعقب نهاية كأس العالم، كان التوأم على موعد مع الاحتراف الأوروبي، حيث خاضا أولى تجاربهما مع فريق "باوك" اليوناني، فقد لعبا معه لمدة موسم، قبل أن ينتقلا إلى محطتهما الثانية مع "نيوشاتل زاماكس" السويسري، وهي التجربة التي كانت حديث الأوساط الكروية داخل وخارج مصر، فقد أحرز حسام حسن أربعة أهداف دفعة واحدة في شباك "سيلتيك" الاسكتلندي بكأس الاتحاد الأوربي، كما سجل إبراهيم حسن هدفًا تاريخيًا في شباك "ريال مدريد" الإسباني.
وعكس كل التوقعات لبى التوأم طلب ناديهما الأهلي بالعودة إلى مصر مع مطلع موسم 19931992 ليستمر مشوارهما مع ناديهما وهو المشوار الذي توجاه بالحصول على الدوري العام لسبعة مواسم متتالية بالإضافة للحصول على بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكئوس عام 1993 وكذلك عدد من البطولات العربية.
بوركينا فاسو
وفي عام 1998 وفي الوقت الذي تصاعدت فيه أصوات البعض تطالب التوأم بالاعتزال، شارك حسام حسن مع المنتخب الوطني ببطولة الأمم الأفريقية ببوركينا فاسو ليفاجئ الجميع بقيادة "العميد" للمنتخب للتويج بالبطولة وحصوله على لقب الهداف بجدارة.
وخلال موسم 19991998 ينجح حسام حسن في دخول نادي المائة هدف بالدوري العام، بعد هدفه في مرمى المقاولون، قبل معاودة الاحتراف لمدة قصيرة مع نادي "العين" الإماراتي عام 2000 ينجح خلالها في التتويج بلقب الدوري الاماراتي.
الانتقال للزمالك
وفي الوقت الذي كان يراهن فيه الكثيرون على أن التوأم في طريقهما للاعتزل بعد قرار إدارة الأهلي بعدم التجديد لهما، كان للتوأم قرار آخر بالانتقال للزمالك في مفاجأة رآها الكثيرون صارخة للغاية، وينجح التوأم مع رفقاهما في الزمالك في التتويج بنحو ثلاثة عشر بطولة محلية وإقليمية وإفريقية في أربعة أعوام، بل وقادا الزمالك للتتويج بلقب أفضل نادٍ في العالم خلال شهر فبراير 2003.
الانتقال للمصري وحصد بطولة 2006
وخلال فترة لعب العميد للزمالك وبالتحديد في شهر مايو من العام 2001 يتم تتويج حسام حسن كعميد للاعبي العالم وسط حفاوة من كافة وسائل الاعلام العالمية التي أبرزت المشوار الكبير للعميد مع منتخب مصر الوطني.
ومع مطلع موسم 20052004 قرر التوأم الانتقال للمصري البورسعيدي، حيث لعبا معه لموسمين، تألق خلالهما "العميد" الذي أصبح على مشارف الأربعين، كما لم يتألق من قبل لينضم للمنتخب المصري، المشارك في أمم أفريقيا عام 2006، وينجح في قيادة المنتخب للفوز بالبطولة، ولم تتوقف إنجازات العميد هنا، بل أختتم مشواره الدولي مع المنتخب بتسجيل آخر أهدافه في شباك الكونغو، حيث توج بلقب الهداف التاريخي للفراعنة على مدار التاريخ.
بداية المشوار التدريبي
قرر إبراهيم حسن الاعتزال وفيما لم ينتهي حلم شقيقه، ليتوجه لتحدي جديد بقميص الترسانة ومن بعده الاتحاد السكندري قبل أن يتولى القيادة الفنية للمصري في منتصف موسم 20082007 ليختزل العميد مشوارًا طويلًا، حيث بدأ من القمة وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يتوقعون عدم نجاح تجربته التدريبية، كان للعميد رأيًا أخر فقد صنع للمصري فريقًا جديدًا استمر معه لسنوات رغم أنه ترك قيادة المصري قبل أقل من ثمانية أشهر على بدء تجربته لينتقل العميد في تجربة قصيرة مع فريق الاتصالات ومنه إلى القلعة البيضاء الذي خاض معه تحديًا كبيرًا، حيث قدم للزمالك عددًا كبيرًا من النجوم الذين حملوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن ألوان ناديهم ومنتخبهم الوطني بعد أن كانوا بعيدين تمامًا عن الصورة.
إنجاز الأردن
ومن الزمالك يخوض العميد تجارب سريعة مع الإسماعيلي والمقاصة والمصري، قبل يحترف التدريب خارج الأراضي المصرية ليذهب إلى قيادة منتخب الأردن، والذي كان قريبًا معه من الصعود لنهائيات كأس العالم بالبرازيل لولا اصطدامه بمنتخب اوراجواي الرهيب والذي لم ينجح بكل نجومه الكبار أمثال كافاني وسواريز في الفوز على منتخب الأردن الشاب في مباراة الاياب بمونتفيديو عاصمة أورجواي لينال العميد وكتيبته استقبالًا خاصًا من الملك عبد الله ملك الأردن في سابقة تاريخية.
ويعود العميد للزمالك ومنه للاتحاد السكندري قبل أن يبدأ تجربة جديدة مع النادي البورسعيدي، في تجربة راهن الجميع على فشلها بعد أن استقدم العميد مجموعة من اللاعبين المغمورين الذين لم تترد أسماءهم على مسامع متابعي الكرة المصرية من قبل، ليفاجئ العميد الجميع كعادته ويقدم أقوى العروض وينجح في الدخول للمربع الذهبي بأقل الامكانيات ويتأهل المصري للكونفيدرالية في خطوة غابت نحو 15 عامًا، ويحصد حسام حسن لقب أفضل مدير فني في شتى الاستفتاءات التي أجريت بعدد كبير من الصحف والمواقع الالكترونية المصرية.
هذا هو مشوار التوأم حسن مع الكرة المصرية، مشوار استمر لما يقرب من ثمانية وثلاثين عامًا، مشوار بذلا خلاله الجهد والعرق، مشوار جعل البعض في نهايته يصنفان التوأم بأنهما ينتميان لمصر فقط دون ناديًا بعينه، لذلك تعشقهما جماهير الكرة المصرية على اختلاف ميولها وانتماءاتها.