كشفت تركيا عزمها زيادة قوتها العسكرية بسوريا، بحجة الرد على هجمات "النظام السوري"، وأعلنت أنها تواصل مبادراتها كدولة محورية في إدلب، وتمسكها بعدم فقدان المكاسب التي حققتها هناك.
جاء ذلك في بيان نشرته رئاسة دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية، مساء الثلاثاء، على حسابها الرسمي بموقع "تويتر" تحت عنوان "لماذا إدلب مهمة بالنسبة لتركيا؟".
وقالت رئاسة الجمهورية التركية في بيانها، إنها حققت مكاسب كبيرة في حماية المدنيين، ووقف تدفق اللاجئين، ومكافحة الإرهاب.
الفيديو الذي يتضمن مقاطع عن الأحداث التي تشهدها منطقة إدلب، ومشاهد من العمليات التي نفذتها القوات التركية هناك، يؤكد على "تركيا كأهم جهة لحل الحرب الداخلية في سوريا التي شارفت على عامها العاشر".
كما شدد الفيديو على الادعاء أن "تركيا هي الدولة الأكثر استضافة للاجئين على مستوى العالم، وكذلك الأكثر تضررا من الحرب الداخلية في سوريا التي ترتبط بها بحدود برية تبلغ 911 كم".
وأبرز أن "نظام بشار الأسد، وداعميه ممن يسعون للهيمنة على المنطقة من خلال السيطرة على كامل إدلب، تحدوهم رغبة في الإبقاء على النظام السوري بالحكم، والقضاء على قوى المعارضة، متجاهلين مدى تأثر تركيا من الحرب الداخلية".
وأشار البيان إلى أنه "لا يوجد ثمة خيار آخر بالنسبة لتركيا سوى زيادة قوتها العسكرية بالمنطقة، والرد على هجمات النظام السوري".
وتابع "وفي هذه النقطة، تأتي الأهمية الكبيرة لطريقي "إم 4"، و"إم 5"(بين حلب-حماة) البريين الدوليين اللذين يربطان شرقي سوريا بغربها".
وأضاف البيان موضحا أنه "بفضل العمليات العسكرية الناجحة التي نفذتها تركيا، نجحنا في استتباب الأمن بشكل كامل في المناطق الواقعة شمالي وغربي هذين الطريقين اللذين يمران من جنوبي إدلب وشرقها".
وأوضح أن "اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا بدءوا العودة من جديد لمنازلهم، بعد إقامة تركيا لمنطقة آمنة، وأن أنقرة من ناحية أخرى تمكنت من وقف مجازر الأسد بحق المدنيين من خلال مباحثات عقدتها مع روسيا".
وجدد البيان التأكيد على أن "تركيا مستمرة في مبادراتها بخصوص تحول إدلب إلى منطقة آمنة دائمة من أجل تحقيق وقف إطلاق النار بالحرب الداخلية السورية، وتصدر مساعي الحل السياسي للأزمة، وتبديد مخاوف تركيا بشأن أمنها القومي".
وأوضح كذلك أن "توازن القوى بمنطقة إدلب مرتبط بخيط هش من القطن"، مضيفا "فهناك النظام السوري المدعوم من روسيا، وكذلك التنظيمات الإرهابية المدعومة من قوى دولية، والجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، إلى جانب بعض الجماعات الأخرى".
وأشار إلى أن "انتهاء وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليها بموسكو في 5 مارس الماضي، قد يتحول لحقيقة في أي وقت".
وخلص البيان للقول "لذلك فإن تركيا ستواصل وجودها بإدلب كدولة محورية في المساعي الرامية للتصدي لأي حرب قد تنتقل لحدودها، ولمنع انتقال الأنشطة الإرهابية داخل إدلب، ولعدم فقد المكاسب التي تم تحقيقها، وللتصدي لأية محاولات من شأنها فتح الطريق أمام أزمة إنسانية جديدة، ولإيجاد حلول سياسية، ولتحقيق السلام الدائم بالمنطقة".