أسارع بالدعوة بالرحمة للمغفور له بإذن الله الكاتب الكبير أنيس منصور صاحب الملكية الفكرية لعنوان هذا المقال ، حيث اقتبسته - بمفهوم المخالفة - من كتابه الخالد ( في صالون العقاد .. كانت لنا أيام ) .
وبعنوان المقال أيها القارئ الكريم أستدعي ذاكرة قرابة عامين مضيا ، حين تشرفت بدعوة العالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد جمال الدين موسى لي للمشاركة في فعاليات الصالون الثقافي العلمي القانوني والذي يعقد جلساته - شهريًا - بمنزله العامر بالقاهرة الجديدة ، والذي يصطفي لعضويته رموز مصر الشوامخ في مختلف مجالات العلم والثقافة والفكر .
والآن .. تتخالج في نفسي لواعج الحزن والأسى ، لعدم استطاعتي عبر شهور وأيام مضت المشاركة في جلسات الصالون ، تارة لسفري خارج البلاد ، وتارة أخرى لتزامنه مع ارتباطات محددة سلفا ، و ثالثة لمباغتة ظروف مناخية مفاجئة قبيل بدء أعماله بما يستحيل معها التنقل لأطراف القاهرة ، ورابعة لظروف أسرية غير متوقعة عندي أو أحد أفراد أسرتي ، أو ظروف عملية طارئة حين تستطيل جلسات المحكمة إلى حدود موعد بدء فعاليات الصالون في تمام السادسة مساء ، ودأبي الصارم على عدم التأخير البتة في مواعيدي ( ولو لدقيقة واحدة ) ، ومن ثم كان الاعتذار - بكل أسف - هو نهجي وديدني ؛ خلا جزء يسير من جلسة وحيدة في شتاء العام الماضي !!
وإن كنت حريصًا كل الحرص خلال تلك الفترة على متابعة كافة أعمال الصالون من خلال جروب الواتس آب ، ، وتبادل بعض الآراء والأفكار ، وكذلك نشر مقالاتي الأسبوعية بجريدة روز اليوسف.
حتى كان الأمس .. الثلاثاء الموافق التاسع من يونيو 2020 ، حيث التأمت في تمام التاسعة مساء .. فعاليات أمسية علمية وطنية بامتياز ، وباستخدام التقنيات الألكترونية الحديثة teams ، ( فيديو كونفرانس ) بطريق التواصل عن بعد ، فاجتمع نخبة من علماء مصر الأوفياء لوطنهم وشعبهم أعضاء الصالون الثقافي الأشهر في مصر لمؤسسه وصاحبه ورئيسه معالي الأستاذ الدكتور الجليل أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الأسبق ، ورفيقة عمره - الوقورة معالي المستشارة الدكتورة أماني هانم البغدادي نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية .
وعلى مدار أكثر من ساعتين متواصلتين ، شارك في الأمسية ما ينيف على 40 مصريًا من صفوة العلماء الأجلاء القامات والهامات الكبيرة .. وقد حددوا لأمسيتهم موضوع الساعة ( فيروس كورونا covid 19 وتداعياته المستقبلية ) .
افتتح فعاليات تلك الأمسية الرائعة كل من أصحاب المقام الطبي السامي كل من الأستاذ الدكتور عمرو حلمي وزير الصحة الأسبق والذي فتح شهية المشاركين للموضوع بكلمة موجزة حملت الكثير من المعاني القيمة ، ثم تحدث ضيف الصالون الرئيس الأستاذالدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية ووزير الصحة الأسبق محللًا ومنفدا وشارحًا ومستعرضًا كافة جوانب وأبعاد الموضوع في عبارات محكمة ، وصياغات منضبطة ، واستنتاجات واقعية ، وحلول منطقية وميسرة ومبشرة ، وتحدث في الموضوع كمتحدث رئيس كذلك الأستاذ الدكتور سامح فريد وزير الصحة الأسبق متسائلا في البداية ومعقبا في المداخلات والمناقشات بيسر وعمق وحكمة .
وتتابعت مداخلات جهابذة الصالون الأفذاذ ، وكل منهم هرم في ذاته ، كما حظى الاجتماع بمتابعة أعضائه العظماء ، منهم - مثالًا لا حصرا - الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية ، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق ، والفريق محسن النعماني صقر المخابرات المصرية ووزير التنمية المحلية الأسبق ، والأستاذ الدكتور الوزير كمال شاروبيم رئيس المجالس الرئاسية التخصصية ( ومحافظ الدقهلية السابق ) ، واللواء أبوبكر الجندي من أهم الذين تولوا رئاسة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لسنوات طويلة بهمة وكفاءة وتجرد ثم وزيرًا للتنمية المحلية ، وكذلك الأستاذ الدكتور أحمد حمزة رئيس الجامعة البريطانية السابق ، والأخ الصديق العزيز الأستاذ الدكتور حسن سند عميد كلية الحقوق جامعة المنيا ، ورائدة علم الاجتماع الأستاذة الدكتورة سهير لطفي مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الأسبق ، والدكتورة رانيا خليفة ، والأستاذ الفاضل أحمد إبراهيم ، والأستاذ الدكتور نبيل بلاسي ، والبروفيسور محمد يحي ، والأفاضل الكبار الأستاذ الدكتور حسن الشناوي ، والأستاذ سعيد سعده ، والأستاذ الدكتور شريف قاسم ، والأستاذ الدكتور عبد الغني الإمام ، والأستاذ الدكتور الصديق الغالي المثقف الواعي محمد عفيفي ، والأستاذ الدكتور السعيد عبد الهادي ، والمستشار حمدي شحاته ، والأستاذ الدكتور علي عباس والأستاذ الدكتور حازم نصر ، والأستاذة الدكتورة ايمان رسلان ، والأستاذة الدكتورة اسماء حسني ، فضلًا عن القائد ( الأدمن ) الدكتور أحمد سعدة .
والتمس العذر لأي ممكن لم أتمكن من ذكر أسمائهم التي أعتز بهم وأفخر ولاشك .
ومن جانبي ، فقد أشرت إلى أن جائحة كورونا فاجأت العالم كله شرقه وغربه ، بما نتج عنه موجات من الغموض والتكتم وعدم الشفافية في طرائق المواجهة ، وبالتالي اضطراب في قرارات منظمة الصحة العالمية أو الحكومات الوطنية ، إلى الحد الذي اتهمت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تلك المنظمة العالمية ، كما تباينت الإجراءات الاحترازية دون مبرر مقنع للشعوب ، بما نتج عنه مزيد من المرضى والقتلى والضحايا .
ومن ثم فقد طالبت بمواجهة تشريعية عاجلة للأوبئة والفيروسات من خلال إعداد مشروع قانون يتضمن كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي يجب الاستعداد لها مبكرا سواء من قبل الحكومة والشعب ، بحيث تكون هناك قواعد محددة سلفًا ومعروفة لكافة الأطراف ، سيما وأن هناك من يشيع بأن ثمة موجة قادمة أشد فتكًا الخريف القادم. عافانا المولى عز وجل من الوباء والبلاء .
وانتهت فعاليات الأمسية في حب وود وحميمية على وعد بتجدد اللقاء الأسبوع المقبل بإذن الله تعالى للحديث عن موضوع ( التعليم في زمن الكورونا ) .. لمتحدث رئيس هو معالي العالم الجليل الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق .
ولاتسعفني الكلمات ، ولا تستجيب لي العبارات أن أصف الآن مدى سعادتي وحبوري لهذه الجلسة العلمية الثرية ، حيث كانت الموضوعية منهجًا ، والرقي والنبل في ثنايا المداخلات أداءا ، فكان الحصاد للجميع ومع الجميع : نافعًا نقيًا مفيدًا .
فلهذه الأسباب ؛
أرجو قبول اعتذاري عما مضى سيدي العالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد جمال الدين موسى .. وأعدكم وأعضاء الصالون الأحباء الأجلاء - إذا كان في العمر بقية - بانتظامي في المشاركة ، و تحقيق عنوان المقال ( في صالون جمال الدين موسى .. ستكون لنا أيام ) بإذن الله تعالى .
وعلى الله التوفيق ومنه العون وله الأمر كله ،،