كتب الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار حسن فريد، كلمة النهاية في القضية المعروفة إعلاميا بـ "تنظيم بيت المقدس"، والتي عوقب فيها الضابط المفصول الإرهابي هشام عشماوي، و36 آخرين، بالإعدام شنقا، وأحكام بالسجن المؤبد والمشدد لـ 157 آخرين، لإدانتهم بارتكاب 54 جريمة، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة، منها مديريتى أمن القاهرة والدقهلية.
ومن واقع تحقيقات نيابة أمن الدولة وحيثيات الحكم، يبرز دور الإرهابي محمد عفيفي، في التنظيم الإرهابي المسلح، والتي تعرضها "أهل مصر" في السطور التالية.
مؤسس الخلايا العنقودية
محمد عفيفي، هو المتهم الثاني الوارد بأمر إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، أمام دائرة الإرهاب، برئاسة المستشار حسن فريد، ولذي اعترف بتأسيس جميع الخلايا العنقودية المتفرعة من التنظيم بكافة أنحاء الجمهورية بما فيها خارج نطاق سيناء ومدن القناة.
واستطاع الإرهابي محمد عفيفي، من خلال علاقته بهشام عشماوي، أن يتفق مع توفيق فريج مؤسس التنظيم، على تكوين خلايا عنقودية تعمل كل منها بمعزل عن الآخرى في شتى محافظات الجمهورية، لتخفيف الضغط الأمني والملاحقات المستمرة لأعضاء التنظيم داخل سيناء، ومن هنا شكل نواة كبيرة وقاعدة ارتكازية هامة في التخطيط والإعداد لتنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما وإعداد عناصر انتحارية يتم الدفع بهم لتنفيذ عمليات أخرى، فضلا عن تقديم الدعم اللوجيستي لأفراد التنظيم الإرهابي، ومحاولة إيجاد أماكن لإيواءهم حال فرارهم إلى مدن القناة أو وسط الدلتا.
أسماء حركية
أعد الإرهابي الخطير، محورا أمنيا لأعضاء الجماعة، منعا لملاحقتهم عسكريا، منها عدم التعامل بالأسماء الحقيقية لهم حتى مع قادتهم ومواصلة استخدام أسماء حركية فيما بينهم، والأهم من ذلك قطع كافة علاقاتهم السابقة بمن هم خارج التنظيم، وتغيير هواتفهم المحمولة، بخلاف اتباع طرق لإخفاء هوياتهم، كان للإرهابي محمد عفيفي، دورا بارزا في الإعداد لتدريبات عسكرية في سيناء، تمهيدا لتنفيذ مخططات التنظيم المسلح.
تحويلات بنكية
اعترف الأرهابي الذي كان يتخذ أسماء حركية "محسن" أو "أسامه"، على عدد من زملاءه بالتنظيم منهم "أبو عمر" بتلقي تحويلات مالية بإجمالي مليون و700 ألف جنيه، أنفقت في نشاط الجماعة، كما اعترف باشتراكه في العديد من العمليات العدائية منها ضرب كمين عسكري بمنطقة "مسطرد" في القليوبية، وكذا الاشتراك في اغتيال المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني.
لقاء مؤسس التنظيم
شرحت التحقيقات، كيف تعرف عفيفي، على المتهم الثالث محمد هارون، خلال فترة سجنهما على ذمة إحدى القضايا، إذ تلاقيا فكريا، وتعرفا على آخرين مما يعتنقون كذلك أفكار جماعة بيت المقدس، ورتبوا للقاء مسئول الجماعة "توفيق فريج" على تأسيس ذراع لها بمنطقة الوادي، والإشراف على الخلايا المتخصصة بالجماعة.
كان لـ "عفيفي"، كلمة مسموعة داخل التنظيم ولعب دورا رئيسيا في إصدار التكليفات العامة لأفراده لحثهم على تنفيذ عدد من العمليات العدائية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة.
استشهاد 40 ضابط
نفذ المتهمون في القضية جرائم اغتيال نحو 40 ضابطا، في مقدمتهم المقدم محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطني، ويواجه المتهمون العديد من التهم منها ارتكاب جرائم تأسيس وتولي القيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية، تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والتخابر مع منظمة أجنبية المتمثلة فى حركة حماس "الجناح العسكري لتنظيم جماعة الإخوان"، وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات.
فى 11 مايو من عام 2014 قررت نيابة أمن الدولة، إحالة القضية إلى محكمة الجنايات وضمت 200 متهما، ثم قامت النيابة بإحالة 13 متهم جدد بالقضية للجنايات كجزء ثانى مكمل للجزء الأول ليصل عدد المتهمين في القضية إلى 213 متهما.
في 24 من أبريل قبل الماضي، أيدت محكمة النقض، الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة بإدراج 161 متهماً بالقضية على قوائم الإرهاب، ورفضت الطعن المقدم من المتهمين.