اعلان

أحمد الأطرش يكتب: فتيات الـ«تيك توك».. والنائب العام المُخضْرَم

أحمد الأطرش
أحمد الأطرش

بداية لي، ومنذ أن اطلعتُ على قرار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتعين المستشار المُخضْرَم، حمادة الصاوي، لمنصب النائب العام المصري، تتجلى عليَّ روائح العدل والإنسانية والمسؤولية الاجتماعية في مكتب النائب العام، مع وقبل تنفيذ اللوائح القانونية، نظرا لما يشهده مجتمعنا الحالي من تطورات تكنولوجية ورقمية، وخاصة منصات التواصل الاجتماعي، التي ظهرت مؤخرًا وانفجرت من خلالها ماسورة صرف مليئة بالحشرات السامة، والتي تستهدف هدم مبادئ وقيم الأسرة في المجتمع المصري.

"حنين حسام.. مودة الأدهم.. منة عبد العزيز.. شيري هانم.. زمردة.."، 5 حشرات سامة عمياء، انتشرن بمنصات الـ"سوشيال الميديا" كافة، ليأخذن كلِ منهن طريق مختلف يمارسن فيه خصائصهن القاتلة فكريا اللاتي اكتسبوها بالتقليد والتوجيه الأعمى، بهدف تحقيق أرباح مالية عن طريق بث السموم الفكرية القاتلة بين الأسر المصرية، لتكوين غرس ثقافي منحرف عن القيم والمبادئ والأخلاق التي بُني عليها المجتمع الإسلامي.. تبًا لكم أيتُها الأوغاد الحقيرات!

الـ"تيك توك" هو المنصة والمنبع الأكبر الذي انفجرت من خلاله الحشرات السامة القاتلة بمقدمة فتاتين مراهقتين "حنين حسام ومودة الأدهم"، والتي كادتان أن تكونان قنبلة مؤقوتة في بث الفتن وهدم القيم والمبادئ الأسرية لتحقيق أرباح مبالغ مالية دون أي مسوغ قانوني أو مجتمعي، وكذلك الإتجار في البشر عن طريق تحريض فتيات قاصرات للعمل معهن في ذات الطريق الهابط بمقابل مادي مغري، يعميهن ويمحي من ذاكرتهن القيم الإخلاقية، لتحقيق المقاصد الشيطانية التي يهدفن إليها.

وفي غفلة من الرقابة الأسرية.. نجحت خطتهن ببداية الأمر، وبلحظة ما تظهر لنا رقابة من نوع آخر ذات عين ساهرة.. تراها كالرادار المنتصب، ترصد مخالفات معنوية وكمية، بالقلم والمسطرة، ألا وهي الشرطة العنكبوتية "مباحث الإنترنت والاتصالات والآداب"، لتقوم بتحريات مكثفة حول المتهمتين لكشف واقعتيهما وجسامة تأثيرهما على مبادئ المجتمع المصري، حتى تلقي القبض على الحشرة الأولى"حنين حسام" تحت تصرف النائب العام المخضرم، ومن ثم بعد مطاردة الحشرة الثانية بعد عدة محاولات للتهرب من التهم الموجهة إليها، وتلقينها درسًا قاسيًا خلف قضبان الزنزانة.. يبدو أنها عواقب مكحلة بالظلام!

واقعة الفتاتين السابقتين لا يختلفان كثيرًا عن واقعة "آية" الفتاة المراهقة الشهيرة بـ" منة عبد العزيز" التي كانت بنفس المنصة التي التقطت من خلالها الحشرتين السابقتين، حيث ظهرت بفيديو تم بثه عبر تطبيق"تيك توك"، تتعرض من خلاله على اعتداءات جنسية وغيرها، من قبل مراهقين، لتستغيث بالنجدة لإنقاذها من تلك الشاب ومَن برفقته، لتكون في ذلك الوقت متهمة بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، والاعتداء على قيم المجتمع المصرى، كما أنها تعتبر مجني عليها، وذلك بعد تعرضها للاعتداء الجنسي والضرب المبرح، وكذلك سرقة هاتفها المحمول ومبلغ مالي. 

بعد القبض على الشاب المتهم باغتصاب "منة عبد العزيز"، بالاشتراك مع آخرين، ألقت أجهزة الأمن في الجيزة، القبض على الفتاة، وأحيلت إلى ديوان عام قسم شرطة الطالبية، بعد القبض عليها في منطقة الطالبية، وتم عرضها على نيابة الطالبية والعمرانية بإشراف المستشار يحيى الزارع، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، ووجهت لها اتهامًا بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، والتحريض على الفسق، والاعتداء على قيم المجتمع المصرى.

ومن جانب آخر طلبت النيابة تحريات مباحث شرطة الآداب عن الفتاة، كما طلبت عرض الفيديوهات المتداولة للفتاة ووقائع اغتصابها على الجهات الفنية المختصة بوزارة الداخلية للتأكد من عدم إدخال مونتاج عليها أو تعديلات، إضافة إلى فيديوهات أخرى للفتاة تعرى خلالها أجزاءً من جسدها، ثم بعد ذلك أمرت النيابة العامة بحبس المتهمة على ذمة التحقيق.

"إصلاح المرأة الفاسدة أدنى للشرف من إفساد المرأة الصالحة.. كما أن كل إصلاح يفرض بالعنف لا يعالج الداء، فالحكمة أن تبتعد عن العنف" هكذا كان شعار المستشار حمادة الصاوي، النائب العام المُخضْرَم، عندما أدرك قصة الفتاة وما واجهته في حياتها من قسوة ووحدة بعد وفاة والدتها وعدم وجود من يوجهها بالمبادئ والقيم الاجتماعية، حيث أمر "الصاوي" باستبدال الحبس الاحتياطي للمتهمة، بأحد التدابير المنصوص عليها بالمادة ٢٠١ من قانون الإجراءات الجنائية كبديلٍ عن الحبس الاحتياطي، وهو إلزامها بعدم مبارحة أحد مراكز الاستضافة المحددة بمشروع "وزارة التضامن الاجتماعي" لـ"استضافة وحماية المرأة المُعَنَّفة نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا"، والذي قبلته المتهمة موطنًا ومسكنًا لها لعدم وجود محل إقامة ثابت ومعلوم لديها.. هنا تكمن الحكمة والمسئوولية حينما تعطى المكانة لمن يستحقها ويقدر قيمتها ومعناها بالأسلوب الحكيم. 

تكليف النائب العام المختصين ببحث حالة المتهمة الاجتماعية والنفسية، وعرض نتائج البحث والتوصيات على "النيابة العامة"، أظهر ما مرت به الفتاة وأنها ضحية للبيئة التي كانت تعيش فيها، حيث كانت مضطربة انفعاليًّا ونفسيًّا نتيجة تعرضها لأزمات اجتماعية قاسية مُنذ صغرها حرمتها من عاطفة الأسرة والأهل، وأثَّرت في سلوكها العام، ما دفعها مع قلة خبرتها وعدم رجاحتها وضعف شخصيتها إلى تكوين علاقات مع أصدقاء السوء عوضًا عن فشلها في عقد علاقات سوية، وكذا السعي للظهور وتحقيق الشهرة بأي وسيلة عوضًا عما لقيته من أزمات.

انخدعت فتاة الـ"تيك توك" بشهرة حققتها في بيئة افتراضية خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي أسلمتها إلى أصدقاء سوء استغلوها مع سهولة انقيادها وعدم رجاحتها وتسامحها في حقوقها، وطمعها فيما عرضوه عليها من هدايا وسُبل لإعاشتها، فوقعت ضحيةً لهم، هذا فضلًا عن الصدمة النفسية والاضطرابات التي أصابتها من أثر التعدي عليها، هذا الأمر كان له دور كبير في القرار الذي اتخذه النائب العام، لإعادة تأهيلها نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد عند الحاجة.

عزيزي القارئ، هنا يُعظم الدور المنوط بأولياء الأمور تجاه رعاية أبنائهم وصونهم من أصدقاء السوء والمخاطر المستحدثة التي يُدفعون إليها، خاصة بعدما فقَدَ البعضُ منهم لدى آبائهم الرعايةَ والتربيةَ والتفهُّمَ.. "ومن هنا أقول لك إختيار الرفيق قبل الطريق واجب".

عزيزي القارئ، إعلم أن الحرية عندما لا تكون لها هدف ولا ترغب في معرفة أي شيء عن سيادة القانون المحفورة في قلوب الرجال والنساء، و لا تصغي لصوت الضمير ، فإنها تتحول ضد الإنسانية والمجتمع، ومن هنا يظهر لنا إن قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقولهن، هي ظاهرة موجودة في المجتمع العربي وهي ظاهرة لا تدل على أن المرأة ناقصة عقل ولكنها تدل على أن التربية التي تلقتها البنت منذ الطفولة، تخلق منها إمراة تافهة التفكير ومنبعا سامًا يغزو اتباعه.. لذلك اجعل حريتك مقيدة بالمسؤولية الاجتماعية.

معالي النائب العام، المسشتار المُخضْرَم، حمادة الصاوي، كلمات أسردها من حروف قد تعجز عن شكر ما قدمتموه في صالح المجتمع، جعلتني أراك رائد الغد، عطر الكون الفوّاح، منبع للعلم وإشراقة الفهم، حواء الدّنيا، نعمة الإله في هذا المُجتمع، شامخ القامة، سامق الهامة، درّة في الحياة، لك كلّ العرفان الذي اختلج فؤادي لأعبر عن ما في قلبي من الثّناء والإعجاب.

إليك يا من سعيت للقضاء على دروبنا الحائرة لنكون نجومًا برّاقة لا يخفت بريقها، لك منّا أسمى الآيات التي جسّدت معاني الوفاء والتّعاون والإنسانية، فكلّ الشّكر على تلك الوعي والإنارة التي أنرتموها في طريقنا المُظلم، فكلّما تذكّرت ما صنعتم من أجل المجتمع يقف لساني عاجزًا عن التّعبير والثّناء.

بعد تكرار تلك الوقائع على منصات السوشيال ميديا، لما فيها خدش للحياء العام والتحريض على الفسق والفجر، كان على النيابة العامة أن تقف بالمرصاد لمستخدمي تلك المنصات الرقمية الحديثة، نظرا لدورها الفعال في غرس ثقافي منحرف بالرأي العام، وبالفعل رصدت وحدة الرصد والتحليل بـ "إدارة البيان بمكتب النائب العام" غضب رواد التواصل الاجتماعي لما نشرته متهمة تدعى "شريفة" وشهرتها "شيري هانم"، وأخرى تدعى "نورا" وشهرتها "زمردة" بقصد التوزيع والعرض، صورًا ومقاطع مصورة خادشة للحياء العام، وإعلانهما دعوة تتضمن إغراء بالدعارة ولفت الأنظار إليها، واعتياد إحداهما ممارسة الدعارة وتحريض الأخرى لها ومساعدتها على ذلك وتسهيلها لها، وإنشائهما وإدارتهما واستخدامهما حسابات خاصة بالشبكة المعلوماتية بهدف ارتكاب تلك الجرائم، وعلى إثر ذلك وجهت لهن النيابة العامة تهمة الاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري، وأمرت بحبسها على ذمة التحقيق. 

عزيزي القارئ، إعلم أن الحرية عندما لا تكون لها هدف ولا ترغب في معرفة أي شيء عن سيادة القانون المحفورة في قلوب الرجال والنساء، و لا تصغي لصوت الضمير ، فإنها تتحول ضد الإنسانية والمجتمع، ومن هنا يظهر لنا إن قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقولهن، هي ظاهرة موجودة في المجتمع العربي وهي ظاهرة لا تدل على أن المرأة ناقصة عقل ولكنها تدل على أن التربية التي تلقتها البنت منذ الطفولة، تخلق منها إمراة تافهة التفكير ومنبعا سامًا يغزو اتباعه.. لذلك اجعل حريتك مقيدة بالمسؤولية الاجتماعية.

معالي النائب العام، المسشتار المُخضْرَم، حمادة الصاوي، كلمات أسردها من حروف قد تعجز عن شكر ما قدمتموه في صالح المجتمع، جعلتني أراك رائد الغد، عطر الكون الفوّاح، منبع للعلم وإشراقة الفهم، حواء الدّنيا، نعمة الإله في هذا المُجتمع، شامخ القامة، سامق الهامة، درّة في الحياة، لك كلّ العرفان الذي اختلج فؤادي لأعبر عن ما في قلبي من الثّناء والإعجاب.

إليك يامن سعيت للقضاء على دروبنا الحائرة لنكون نجومًا برّاقة لا يخفت بريقها، لك منّا أسمى الآيات التي جسّدت معاني الوفاء والتّعاون والإنسانية، فكلّ الشّكر على تلك الوعي والإنارة التي أنرتموها في طريقنا المُظلم، فكلّما تذكّرت ما صنعتم من أجل المجتمع يقف لساني عاجزًا عن التّعبير والثّناء.

[email protected]

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
في حال اندلعت حرب عالمية ثالثة.. ما هي أكثر الدول أماناً في العالم؟