تداولت بعض المواقع والقنوات الليبية خلال اليومين الماضيين، أنباء مفادها القبض على بعض العمال المصريين في ترهونة على يد مليشيات تابعة لحكومة السراج، ثم انتشر فيديو يظهر فيه تعذيب العمال المصريين وإرغامهم على اقوال وسباب عنوة تحت تهديد السلاح، بعدها تحدث البعض عن شائعات مفادها أنه تم قتل العمال العزل بدم بارد وهو ما لم يتم تأكيده حتى الآن ونتمنى ان تكون مجرد شائعات كاذبة.
وفي محاولة للتنصل من مسئولية هذه الجريمة نفت حكومة السراج علاقتها بتلك الميليشيات وأدعت أنها تبحث عن منفذي تلك الجريمة، فيما وجه البعض أصابع الاتهام نحو قوات حفتر التي قد تفعل ذلك للفتنة وجر مصر للمشاركة في الحرب في ليبيا، خاصة أن حكومة السراج تسترضي مصر وتتمنى قربها خلال الفترة الماضية وهو ما لا يتسق مع تصوير فيديو استفزازي ونشره في هذا التوقيت.
المؤكد لدينا الأن أن مصر ومؤسساتها لن ينطلي عليها ألاعيب السراج وحفتر فكرامة وأرواح العمالة المصرية ليست كرة وقود يستخدمها أيا منهما لضرب الأخر، متأكد ولدي ثقة كبيرة أن مصر بقدراتها وأجهزتها قادرة على كشف المتورط في فيديو تعذيب العمال المصريين مهما ينفي السراج أو يلعب حفتر بورقة الفتنة عابثا بأرواح المصريين.
بل أنا على يقين أن اجهزتنا الأن لديها كل المعلومات عن الجاني سواء كانت حكومة السراج أو جاءت الضربة من الحليف حفتر فسيكون الرد قاسي سواء للسراج أو لحفتر، فما قد ينطلي علينا وعلى المواطن العادي لا ينطلي ولا يمر على أجهزة أرهقت عدو تاريخي شرقا حربا وسلاما.
يبقى أننا ننتظر بيانات رسمية عن حالة العمال المصريين ومدى صحة التسريبات التي تتحدث عن قتلهم بدم بارد، وعن المتورط في ذلك وعن تحركنا للرد بكل الطرق الممكنة، مهما اتفقنا أو اختلفنا مع قياداتنا إلا أننا نثق في أنهم لن يصمتوا على إعتداء سافر على مصريين عزل في أي مكان في العالم. وها هي السفيرة نبيلة مكرم عبيد وزيرة الهجرة التي أحدثت نقلة نوعية في ملف تعامل الدولة مع المصريين في الخارج قد أكدت أن الإعتداء على العمال المصريين في ليبيا لن يمر مرور الكرام، ونحن نثق في تصريحاتها فقد قالت وصدقت كثيرا وأبلت بلاء حسنا في الدفاع عن حقوق المصريين في الخارج خلال فترة تواجدها في الوزارة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
