أوضحت النقابة العامة لأطباء مصر، أنها وجهت خطاب للمستشار حمادة الصاوي النائب العام؛ بخصوص الأطباء الذين تم القبض عليهم عقب نشر أراء لهم متعلقة بجائحة كورونا، مطالبة بسرعة الإفراج عنهم لحين انتهاء التحقيقات معهم، وأن حضور ممثل للنقابة أثناء التحقيقات مع الأطباء باعتباره حق أصيل لها، لافتة أنه تم إرسال البيان مُفصل إلى مكتب النائب العام يوم الأحد الموافق 14 يوينو 2020.
وجاءت أسماء الأطباء المتهمين لنشر آراء متعلقة بكورونا: طبيب مقيم محمد حامد محمود- طبيب مقيم عظام مستشفى جمال عبد الناصر والذي تم القبض عليه من منزل أخيه والمتهم في قضية رقم 535 لسنة 2020، والطبيبة ألاء شعبان حميدة طبيب مقيم نساء مستشفى الشاطبي والتي تم القبض عليها من مكتب عميد الكلية حسب ما ورد في شكوى زملائها عقب إجراء مكالمة للإبلاغ عن حالة اشتباه كورونا، والمتهمة في القضية 558 لسنة 2020.
والطبيب إبراهيم عبد الحميد طبيب مقيم جراحة الأطفال مستشفى المطرية التعليمي والذي يستعد لأداء الخدمة العسكرية والمتهم في قضية 535 لسنة 2020، والطبيب هاني بكر علي أخصائي رمد والذي تم القبض عليه من عيادته الخاصة والمتهم في قضية 558 لسنة 2020، بالإضافة إلى الطبيب أحمد صبرة أحمد إبراهيم – أستاذ النساء جامعة بنها والمقبوض عليه من عيادته الخاصة والمتهم في القضية رقم 558 لسنة 2020.
رشوان شعبان: هناك طرق أخرى لمعالجة الأمور
من جانبه، علق الدكتور رشوان شعبان، عضو مجلس نقابة الأطباء، بأنه مندهش لأن الأطباء وهم يعملون يجدون مشكلات كثيرة ومعوقات ويعبرون عن ذلك عن طريق الكتابة أو التغريد بمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة سواء فيسبوك أو تويتر وغير ذلك، وأمام ذلك يتم في المقابل القبض عليهم وعمل قضايا لهم، مشيرًا إلى أن ذلك الوضع غريب لأن حرية الرأي والتعبير مسألة مكفولة للجميع.
وأضاف شعبان في حديثه لـ "أهل مصر"، أنه يرى أن كان هناك طرق أخرى لمعالجة الأمر بشكل أو بأخر بدلا من أن يتم تقييد حريات الأطباء، لافتًا إلى أن ذلك له مردود سيء فمن سيرى خطأ بعد ذلك واضحًا تماما لن يعبر عنه وبالتالي يبقى الوضع كما هو عليه دون تطوير أو طرح أفكار جديدة لتعديله.
منى مينا: حرية الرأي كالمرايا لرؤية الزوايا التي لم نراها بأعيننا
ومن جانبها، قالت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء السابقة، إنه من وجهة نظرها الشخصي أن حرية التعبير عن الرأي شيء أساسي كالمرايا تمامًا لرؤية الزوايا التي لم نراها بأعيننا، فعندما يكون هناك شكاوى أو انتقادات يعطي ذلك تنبيه لتعديل الأمور، لافتة إلى أن الأطباء يتحدثون أولا حول جائحة كورونا للإدارة لديهم ولكن دون استجابة، فعندما يشتكي الأطباء يعبرون عن مشكلة معينة فجميعنا نتابع دول العالم في أزمة كورونا، وهناك دول أقوى منا كثيرا وواجهوا انتقادات كثيرة وأن نسمح بالحديث عن الأداء هو مهم جدًا لأن السماح بتعدد الآراء وتسليط الضوء عن المشكلات دون حساسية "ان نكون ضد الدولة" فهو مهم ومفيد.
وأشارت مينا في حديثها لـ "أهل مصر"، إلى أن الاستماع باهتمام للانتقادات وتسليط الضوء على أخطاء معينة يجب الاستماع باهتمام لأنه يمكن أن تكون هناك نقاط بعيدة عن رؤية الأخر لسبب أو لأخر، فكلما كان المسئول لديه رؤية أوسع كلما كان قادرًا على حل المشكلات ويكون أكثر حكمة وسلاسة.
اقرأ أيضًا.. ننشر أسماء 5 أطباء متهمين بنشر أخبار حول فيروس كورونا (مستند)
وأضافت الدكتورة منى مينا أنه لا يمكننا الحديث عن حقهم الشخصي فقط ولكن للدولة جميعها فهناك أهمية أن نسمح بالتعبير عن رؤيتنا ووجود انتقادات أو الإفصاح عن شيء خاطئ، فهناك خطورة من أن يسكت الجميع ولا يتكلم أحد عندما يرون خطأ مما يعود بالسلب على الجميع، فيجعل المشكلات تسري كالنار تحت الهشيم ويخاف أن يتحدث حول مشكلة يراها.
وكانت نقابة الأطباء أوضحت في خطابها الموجه للنائب العام، أن هذه الوقائع المذكورة تنشر حالة من الإحباط والخوف المتزايد وسط صفوف الأطباء في وقت صعب من تاريخ الوطن، لذا تطالب نقابة الأطباء سرعة الإفراج عن الزملاء لحين انتهاء التحقيقات معهم، وتطلب إتاحة حضور ممثلا للنقابة أثناء التحقيقات باعتباره حقا أصيلا لها.