يروى رجب محمد سعد، المقيم بقرية كوم الرمل بمركز ومدينة سمسطا ببني سويف، وأحد المختطفين والعائدين من ليبيا، مأساة 23 عاملا مصريا، وجميعهم من قرية واحدة، ويعملون في مجال البناء والمعمار، إثر احتجازهم في مدينة ترهونة الليبية، من قبل كتيبة الغضب التابعة لقوات الوفاق الليبية الخاصة المعروفة إعلاميا" بقوات السراج، لمدة 3 أيام متتالية.
في البداية قال "رجب محمد سعد"، إن ما حدث في مدينة ترهونة الليبية يمثل مأساة حقيقية للعاملين والساعين على لقمة العيش، وخاصة خارج حدود الوطن العزيز، فالجميع يسعى إلى لقمة العيش والرزق الحلال، وإن كان على حساب الغربة والبعد عن الأهل والأقارب والأبناء، نظرًا لتعرضهم للخطر والتعذيب واغتصاب حقوقهم ونهب أموالهم، وسرقة مجهود تعب السنين، وما بها من مشقة وعذاب في السعي إلى لقمة العيش.
عودة المصريين المحتجزين من ليبيا
وأوضح أنه وبرفقة الـ 22 عاملا الآخرون وجميعهم من أبناء قريته، يعملون في مهنة العمارة والبناء باليومية، ففي إحدى اللحظات وأثناء عملهم في مدينة ترهونة الليبية، والتي اتشحت بالخراب والدمار وضياع معالم المدينة نتيجة القصف المتبادل ما بين قوات اللواء حفتر، وقوات الوفاق الليبية والمعروفة إعلاميا " بقوات السراج"، والتى نتج عنها إهدار دماء الليبين بشكل كبير.
وأشار إلى أنه تعرض هو وزملائه الآخرين لعملية احتجاز من جانب إحدى الكتائب، والتي تسمى "كتيبة بركان الغضب"، التابعة لقوات الوفاق الليبية بقيادة السراج، وتم حبسهم بداخل أماكن سكنهم وإقامتهم بإحدى المناطق بداخل مدينة ترهونة الليبية، بدون أكل وشراب بشكل كامل، مؤكدًا أنهم وجدوا في تفاصيل الـ 3 أيام التي تم إحتجازهم وحصارهم بداخل سكنهم، من جانب كتيبة بركان الغضب التابعة لقوات الوفاق الليبية، أشد المعاناة والعذاب، دون معرفة ذبنهم وبأي جرمًا اقترفوه.
وأوضح أن الحياة بداخل مدينة ترهونة الليبية غابت عنها كل معالم الحياة الطبيعية، وسادت سماع دوى الرصاص وإطلاق الصواريخ، والقنابل والقاذفات بديلة عنها، مما جعلها أن تتحول إلى مدينة تراق فيها كل الدماء نظرًا للاشتباكات بين قوات حفتر وقوات الوفاق المعروفة بقوات السراج، مشيرًا إلى أنهم اضطروا للخروج من مدينة ترهونة الليبية بمساعدة بعض العمومة هناك، وتم نقلهم إلى منطقة السلاتة، والتي تقل فيه حد المعارك والاشتباكات الدامية بين قوات حفتر وقوات السراج، والتي لا يغيب عنها أيضا مشاهد الحرب والخراب والدمار الذي حل بالعديد من المدن الليبية.
وأضاف أنه وبرفقة 22 من أبناء قريته الآخرون مكثوا 3 أيام هناك في منطقة السلاتة الليبية، لمحاولة تدبير أمورهم للعودة إلى الحدود المصرية، والبعد كل البعد عن ويلات الحرب والخراب والدمار التي تمت أمام أعينهم، وذاقوا من ويلاتها الكثير والكثير دن رحمة أو شفقة من جانب بعض القوات المسلحة الليبية الخاصة بقوات الوفاق التابعة للسراج، مشيرًا إلى أنهم حاولوا استقلال السيارات الليبية المتجهة إلى أقرب النقاط والمعابر البرية الحدودية مع الدولة المصرية، حتى وصلنا إلى بوابة شوفان التابعة لقوات الوفاق الليبية، حتى تم احتجازنا من جانب قوات السراج قائلين لنا: أنتم كمصريين تحاربون مع حفتر، ورئيسكم عبالفتاح السيسي يقف بجانب حفتر، ويقدم له الدعم المستمر، وأنكم تقفون مع حفتر ضد قوات الوفاق الليبية.