أول مدرس نحت مصري بالمدرسة الفرنسية.. "بركات" ابن الأقصر يحول صخور البازلت إلى تماثيل فرعونية

"بركات" شاب من الأقصر يحول الصخور إلى تماثيل فرعونيه
"بركات" شاب من الأقصر يحول الصخور إلى تماثيل فرعونيه

عشق الرسم والنحت منذ صغره، فينحت على الصخور أشكالاً تخطف أنظار كل من يراها، حبه لفن النحت دفعه إلى أن يصبح أول مدرسًا مصريًا بالأقصر بمدرسة لتعليم فن النحت، بجانب دعم عائلته له لتحقيق حلمه ويصبح أكبر فنان بارع في النقش على الصخور.

محمد حمزة الشهير باسم "بركات" شاب مصري يبلغ 27 عامًا مقيم بمركز القرنة بالبر الغربي لمحافظة الأقصر، اكتشف موهبته وحبه للرسم منذ أن كان بالمرحلة الابتدائية، وظل يحلم بأن يكون مميزًا في عالم النحت الفرعوني، وفي عام 2012 التحق بالمدرسة الفرنسية في البر الغربي، وكان طالباً يتعلم فن النحت، لكن خبراته فاقت كل التوقعات وبعد عامين من التحاقه بالمدرسة، تم تعينه أول مدرس نحت مصري في تلك المدرسة، وكان هناك مدرسين أجانب الجنسية من مختلف البلاد، لتعليم الطلاب كيفية فن النحت الهندسي والمعماري والإسلامي.

شاب من الأقصر يبدع في نحت الصخور وتحولها لتماثيل فرعونية

يقول "بركات" إنه تعلم النحت قبل التحاقه بكلية الأزهر، رغم أنها لا تمت لمجال النحت بأي صلة، إلا أنه ظل يطور من موهبته يومًا بعد يوم، وقرر أن يبدأ عمله الخاص في مجال النحت، ليفتتح ورشة صغيرة ينحت فيها التماثيل واللوحات بلمساته المختلفة.

شاب من الأقصر يبدع في نحت الصخور وتحولها لتماثيل فرعونية

وتابع أنه ينحت تماثيل لشخصيات وتماثيل فرعونية من العصور القديمة، باعتبار موهبته هي مصدر دخله، ولأن وقته لا يسمح له سوى بتنفيذ أعمال النحت التي تطلب منه في إطار عمله، إلا أنه قام بنحت لوحة، منقوش عليها نسر الموجود على علم جمهورية مصر العربية، وأهداها لكمين السيدة زينب المتواجد عند مدخل معبد وادي الملوك.

شاب من الأقصر يبدع في نحت الصخور وتحولها لتماثيل فرعونية

وأضاف بركات لـ "أهل مصر " أن تلك اللوحة نحتها في 3 أيام، ورغم أن النحت عملية صعبة ومرهقة، لكن قدرت أنجزها في وقت محدد، وهذه أول لوحة أقم بنحتها، حيث إن شغلي كله نحت فرعوني على حجر البازلت.

شاب من الأقصر يبدع في نحت الصخور وتحولها لتماثيل فرعونية

وأكد أن عائلته لم تمنعه عن موهبته بل دعمته ماديا ومعنويا ليستمر في طريق حلمه، حيث يحلم" بركات" بأن يصبح نحاتًا عالميًا معروفًا كبقية الأسماء التي دخلت التاريخ، بالإضافة إلى رغبته في تطوير النهضة الفنية في مصر.

شاب من الأقصر يبدع في نحت الصخور وتحولها لتماثيل فرعونية

ويوضح بركات أنه يقضي ساعات طويلة من يومه في عملية النحت على الصخور، ليسير خطوات ناجحة نحو تحقيق حلمه، قائلا: "أنا بحب النحت جداً ومتقبل أي ظروف معيشية معاه وهو مصدر دخلي الوحيد".

شاب من الأقصر يبدع في نحت الصخور وتحولها لتماثيل فرعونية

وحول طريقة عمله بمجال النحت، قال يوجد عدة صخور مختلفة من خلالها يتم صناعة التماثيل الفرعونية المختلفة، مثل حجر المرمر، وحجر البازلت، وكذلك حجر الألباستر وحجر الهمر الأبيض، والكوارترز وجميعهم يتم جلبهم من محافظة أسوان، وقله منهم متواجد بالأقصر.

مشير إلى أنه يتم استيراد حجر يسمى أونكس من بكستان، إلا أنه مع ارتفاع أسعار الاستيراد فالقليل يقوم بشرائه، موضحًا أن تلك الأحجار ذات ألوان مختلفة مثل الهمر الأبيض يكون التمثال شبيه لأحجار المعابد وكذلك البازلت.

شاب من الأقصر يبدع في نحت الصخور وتحولها لتماثيل فرعونية

وقبل ظهور فيروس كورونا الذي أوقف حركة السياحة بالمحافظة، أكد أن أكثر الجنسيات التي تقبل على شراء تلك التماثيل الحجرية، هم الألمان لأنهم يعشقون فن النحت، فهم يقدرون تلك المنحوتات وخاصة عندما تكون منحوته بدقة لمجسم ملكة أو ملك مشهور من الأسر الفرعونية التي حكمت مصر.

ويستكمل أن الإنجليز والفرنسيين الأقل إقبالا على المنحوتات، مؤكداً أن أكثر المنحوتات التي يتم نحتها هي الجعران الفرعوني لاعتقاد أغلب السياح بأنه يجلب الحظ لهم.

شاب من الأقصر يبدع في نحت الصخور وتحولها لتماثيل فرعونية

واستطرد بركات أن السياح يزورون الورشة الخاصة به ويطلبون أثناء عملية النحت المثال بكتابة أسماء معينة، ويقومون بشراء تلك المنحوتات لأولادهم أو أزواجهم، لتقديمها لهم كهدايا في المناسبات.

واختتم ابن محافظة الأقصر حديثه، بأنه شارك في عدة معارض منها، تامر دافنشي الدولي، ونسمات مرحة في مدينة الإسكندرية ، وإيزيس في الأقصر، وحصل على العديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير، لتميزه في فن النحت على الصخور الذي لا يقل عن الحقيقة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية