تركيا وأمريكا يلعبان وراء الستار.. ماهى خفايا زيارة "أفريكوم" وكواليس الاجتماع السري مع السراج وباشا آغا؟

اجتماع افريكوم مع فايز السراج بليبيا
اجتماع افريكوم مع فايز السراج بليبيا
كتب : سها صلاح

شهد هذا الأسبوع تحركات واسعة على المستوى الدولي والمحلي بشأن الأزمة الليبية الحالية عقب رفض حكومة الوفاق الوطني الليبية بقيادة "فايز السراج" إعلان القاهرة 2020 بوقف إطلاق النار وطرد المرتزقة الأتراك أو الميليشيات الإرهابية وإعطاء الفرصة للجيش الليبي بتطهير البلاد، من الفساد والإرهاب الذي تشفى بها منذ مقتل الرئيس الراحل معمر القذافي على يد ميليشيات مصراتة خلال ثورة الربيع العربية 2011، و مع إعلان القاهرة 2020 وتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحذيرات من المساس من أمن المنطقة العربية والتدخل التركي السافر في شؤون الدول العربية وخاصة ليبيا من أجل الاستيلاء على منطقة "سرت والجفرة" ويمكن معرفتهم اهميتهم الاستراتيجية من خلال مطالعة التقرير التالي:

شهد جريمة ذبح الأقباط المصريين.. ما الأهمية الإستراتيجية للمحور الليبي "الجفرة - سرت"؟

وبالتزامن مع ذلك عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً بشأن الأزمة الليبية، ولكن ما اثار الجدل هو اجتماع،رئيس حكومة الوفاق الوطني أمس مع رئيس "افريكوم" وسفير الولايات المتحدة في ليبيا، وكانت الولايات المتحدة أيدت الجهود المصرية في إنهاء الأزمة الليبية عقب إعلان القاهرة 2020، لكن الحكومة الليبية رفضت التوسط، ماهي كواليس ذلك الاجتماع السري؟، ولماذا وافقت الحكومة الليبية الآن على ذلك؟ وماهي أفريكوم وماهدفها في ليبيا؟

اجتماع افريكوم مع فايز السراج بليبيا

ماهي أفريكوم وما هدفها؟

شرح كتاب "الهجوم الصيني في أفريقيا" للخبير في الشؤون الصينية فيليب ريشاي الأهمية الإستراتيجية التي باتت تكتسيها القارة السمراء لدى المخططين الإستراتيجيين الصينيين، أولا بوصفها مصدراً هاماً للطاقة وثانيا باعتبارها سوقا كبيرة للصناعات الصينية النشطة.

وعندما يتطرق الكتاب إلى تجليات تصادم القوة الآسيوية الأولى مع القوى الغربية على صدر أفريقيا يُدرك المرء الأسباب التي تدفع قوة بوزن الولايات المتحدة إلى تطوير خططها للتشبث بمواقعها في القارة ومواجهة النفوذ الصيني الزاحف، بما في ذلك إعادة النظر في الأدوات العسكرية التقليدية.

اقرأ أيضاً: اجتماع طارئ في اسطنبول لعرقلة المساعي المصرية لإنهاء الأزمة الليبية

وانطلق مع الأول من أكتوبر2008 النشاط الفعلي لـ"القيادة الأفريقية" التي أحدثتها الولايات المتحدة لكي تكون القارة الأفريقية دائرة حركتها التدريبية واللوجستية والهجومية،وأتت الخطوة تنفيذا لآخر قرار اتخذه وزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد قبل مغادرة الوزارة، وهو قرار كان موضع جدل حاد مع قيادات عسكرية تحفظت على الخطوة.

وتشمل دائرة تدخل "أفريكوم" أو "أفريك كوماندمينت"، المؤلفة من ألف عنصر موزعين على ثلاث قيادات فرعية، كامل القارة الأفريقية (عدا مصر التي تتبع للقيادة المركزية في ميامي)، إلى جانب جزر في المحيط الهندي مثل سيشيل ومدغشقر وأرخبيل القُمر. وتتولى "أفريكوم" متابعة تنفيذ البرامج المتعلقة بالأمن والاستقرار في القارة الأفريقية التي كانت وزارة الخارجية تُشرف على تنفيذها.

وللولايات المتحدة في هذين المجالين حزمة من برامج التعاون العسكرية مع بلدان شمال أفريقيا ومنطقة الصحراء، نذكر منها ثلاثة برامج رئيسية على الأقل هي أولا تدريب القوات على حفظ السلام في إطار برنامج "أكوتا" للتدريب والمساعدة، وثانيا "أيمت" أي برنامج التدريب والتعليم العسكري الدولي، وثالثا البرنامج الرئاسي لمكافحة الإيدز. وتُقدر موازنته بأكثر من 18 مليار دولار على مدى خمسة أعوام، لكن هذه البرامج قابلة للمراجعة في ضوء ضغوط الأزمة المالية الحالية على الموازنة الفدرالية.

اقرأ أيضاً: الحوار الكامل لـ" سامح شكري" مع أسوشيتد برس: على مجلس الأمن القيام بدوره في أزمة سد النهضة.. والحل العسكري الملاذ الأخير في ليبيا

وكان الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش قد استجاب لضغوط استمرت سنوات في صلب المؤسسة العسكرية الأميركية، بالإعلان يوم 6 فبراير 2007 عن قرار سبق أن اتُخذ قبل سنة في الحقيقة، ويخص تكوين مركز مستقل للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا بعدما كانت مرتبطة بقيادة القوات الأميركية في أوروبا.

وأضيفت القيادة الجديدة للقيادات الإقليمية الخمس السابقة ومن ضمنها القيادة الأميركية في أوروبا، والقيادة المركزية الأميركية، والقيادة الأميركية للمحيط الهادي.

ويُقدم رئيس قيادة "أفريكوم" تقاريره مباشرة إلى رئيس الدولة الأميركية أسوة برؤساء القيادات الإقليمية الخمس الأخرى في العالم. ودل هذا التطور على مؤشرين جديدين أولهما إصرار الولايات المتحدة على دخول حلبة الصراع مع القوى الأوروبية والآسيوية على النفوذ والثروات في القارة الأفريقية، خصوصا مع تزايد أهمية المواد الأولية التي تضاعفت أسعارها في الأسواق العالمية وبالأخص النفط، وثانيهما تصاعد الأخطار التي باتت تهدد السفارات والشركات الأميركية في أفريقيا منذ الهجوم المزدوج على السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام سنة 1998، ثم تفجير السفينة الحربية الأميركية "كول" في خليج عدن سنة 2000، وتزايد نشاط تنظيم "القاعدة" في القرن الأفريقي.

اقرأ أيضاً: كواليس تصريحات الرئيس السيسي بشأن الوضع في ليبيا.. لماذا أرسلت مصر رسائل مباشرة لتركيا الآن؟

"أفريكوم" لمواجهة من؟

رسمياً تُعتبر "أفريكوم" من المنظور الأميركي موجهة بالدرجة الأساسية ضد الأخطار التي يمثلها تنظيم "القاعدة"، وأكدت التصريحات التي أدلى بها الجنرال وارد بعد تسميته في منصبه الجديد أن الإدارة الأميركية تعتبر منطقة الشمال الأفريقي والساحل والصحراء مُعرضة لتهديدات "القاعدة" وهجماتها. وحسب وارد تتمثل المهمة المركزية لـ"أفريكوم" التي رُصدت لها موازنة سنوية تُراوح بين 80 و90 مليون دولار، في "ضرب قدرة المتطرفين المسلحين على قتل المدنيين الأبرياء أو إصابتهم بجروح" طبقا للطرح الأميركي.

اجتماع افريكوم مع فايز السراج بليبيا

النفط الأفريقي هدف "أفريكوم"؟

تقول صحيفة "ديلي أوين"الروسية أن يرتفع الاعتماد على النفط الأفريقي إلى 25% في العقد المقبل، أي ضعف النسبة الحالية، بالإضافة للإمكانات التي ستُفتح في وجه منتوجاتها للوصول إلى الأسواق الأفريقية التي ظلت، تقليديا، حكرا على الأوروبيين والصينيين، وتُفيد الإحصاءات الموثوق بها أن نيجيريا تضم احتياطات نفطية وغازية تُقدر بـ31 مليار برميل وليبيا احتياطات بـ40 مليار برميل والجزائر بـ12 مليار برميل وتشاد بـ1 مليار برميل والسنغال بـ700 مليون والسودان بـ563 مليون برميل والنيجر وتونس وموريتانيا بـ300 مليون برميل لكل منها.

اقرأ أيضاً: مفاجأة.. فايز السراج ووزير داخليته من أصول تركية.. من هم "الكراغلة" رجال أردوغان في ليبيا؟

والجدير بالذكر هُنا أن 87% من المبادلات التجارية الأميركية الأفريقية متكونة من النفط ومشتقاته، مع الإشارة إلى أن نقل النفط والغاز من الواجهة الأطلسية لأفريقيا إلى السواحل الشرقية الأميركية أقل كلفة من نقله من الشرق الأوسط وأبعد عن خطر النزاعات التي تهز تلك المنطقة باستمرار.

لماذا مقرها في شتوتغارت؟

سعت الولايات المتحدة طيلة الأشهر الـ18 التي استغرقها التحضير لإطلاق "أفريكوم" لإقناع البلدان المغاربية الخمسة وبلدان أخرى مُطلة على الصحراء الكبرى باستضافة مقر القيادة على أراضيها، إلا أن تلك الجهود التي قام بها مسؤولون مدنيون وعسكريون أميركيون جالوا في عواصم المنطقة أكثر من مرة، لم تُكلل بالنجاح.

اجتماع افريكوم مع فايز السراج بليبيا

ومن الواضح هنا أن القيادة العسكرية الأميركية تشعر بالقلق من الوضع في شرق أفريقيا لكونها ترى فيه قاعدة خلفية لتنظيم "القاعدة" وجسرا نحو أفغانستان عبر الصومال،وهذا ما حملها على اتخاذ جيبوتي قاعدة عسكرية يتمركز فيها 1800 عنصر من المارينز بالإضافة لتمركز مجموعة من القطع البحرية والجوية الأميركية حول حاملة الطائرات دوايت أيزنهاور في سواحل الصومال المجاورة لجيبوتي، وبهذا المعنى كرس تأسيس "أفريكوم" نقلة في الحضور الأميركي في القارة من الاكتفاء بالحضور السياسي والاقتصادي طيلة نصف قرن، أي منذ مرحلة الاستقلالات الأفريقية، إلى فرض حضورها العسكري المُترافق مع تزايد الاعتماد على مصادر الطاقة في القارة.

اقرأ أيضاً: تعذيب المصريين في ليبيا بـ1000 دولار للمرتزق الواحد.. سر اجتماع "أردوغان" بقادة الميليشيات؟

تفاصيل اجتماع السراج مع قائد "افريكوم"

استقبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، الجنرال توماس والدهاوسير قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، والسفير بيتر بودي، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا،تأتي الزيارة في إطار نهج التشاور المنتظم، الذي أقره البلدان حول مستجدات الأوضاع في ليبيا، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وبحسب بيان للمجلس الرئاسي نشر على صفحته الرسمية، تحدث السراج عن جهوده لتحقيق توافق وطني، من خلال لقاءاته مع جميع الأطراف الليبية الرئيسية، والتي كان آخرها لقاء أبوظبي، لوضع تصور للخروج من الأزمة.

وتابع السراج أن التصور يعتمد على توحيد المؤسسة العسكرية والمؤسسات السيادية الأخرى، والتأكيد على الدولة المدنية الديمقراطية،وأكد السراج على ضرورة مشاركة جميع الأطراف في صياغة حل توافقي.

اجتماع افريكوم مع فايز السراج بليبيا

فيما جدد السفير الأمريكي دعم الولايات المتحدة لحكومة الوفاق الوطني، والنهج التوافقي للسراج وما اتخذه من خطوات في هذا الاتجاه،واتفق الجانبان، على دعم خطة المبعوث الأممي السيد غسان سلامة، لترسيخ المسار الديموقراطي، من خلال انتخابات تشريعية ورئاسية يمهد لها مؤتمر وطني جامع، مؤكدين بأنه لا حل عسكري للأزمة الليبية الراهنة.

وأشاد الجنرال والدهاوسير بجهود حكومة الوفاق لتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب، مشيرا إلى متابعة ورصد قوات "أفريكوم" لفلول تنظيم "داعش المحظور في روسيا"، واستهدافها عسكريا بالتنسيق مع حكومة الوفاق، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

اقرأ أيضاً: مراسلات جديدة تكشف وضع "أردوغان" للدستور في 2012.. كيف ساعد "مرسي" تركيا في حكم مصر؟

وقالت الصحيفة الأمريكية أن زيارة وفد من القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا إلى مدينة زوارة غربي ليبيا اليوم الاثنين "ذات طبيعة عسكرية" وذلك يفسر غياب وزير خارجية حكومة الوفاق المفوض، محمد الطاهر سيالة، عن الاجتماع المغلق الذي جمع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بوصفه القائد الأعلى للجيش في حكومة الوفاق، وقيادة المناطق العسكرية التابعة للحكومة، ووزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا مع قائد "أفريكوم" والسفير الأمريكي، في مطار زوارة.

وفي وقت سابق، عبر مجلس الأمن القومي الأمريكي عن "معارضة الولايات المتحدة الشديدة للتصعيد العسكري في ليبيا من جميع الجهات"، وحث الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات على الفور.

أسباب زيارة رئيس "افريكوم" إلى ليبيا؟

في سياق متصل قالت قناة "218" الليبية بأن زيارة قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، الجنرال "ستيفين تاونسند" إلى ليبيا جاءت لسببين؛ أولهما عسكري يتعلق بالتخوف الأمريكي من نشوب حرب أخرى أشار تاونسند إلى أنها ستكون "حرباً إقليمية"، وعندها لن يستطيع الليبيون الرجوع إلى المفاوضات، والثاني سياسي لحث الأطراف المتصارعة في ليبيا للعودة إلى طاولة مفاوضات 5 + 5.

اقرأ أيضاً: "المسماري" يعلن عن آخر "جرائم أردوغان في ليبيا": مصرع عائلة كاملة بتفجير سيارتهم في طرابلس

وكشف المصدر أن "أفريكوم" هي من اختارت أن يكون اللقاء في مدينة زوارة كونها بعيدة عن طرابلس، ولأن وضعها الأمني مناسب بينما الوضع في طرابلس ما يزال غير آمن، حيث تتخوف "أفريكوم" من هجوم الكتائب المسلحة في طرابلس عليهم إذا تم الاجتماع في هناك، وتسرب أحد محاور النقاش، وهو حل كتيبة "غنيوة الككلي والنواصي وكتيبة باب تاجوراء".

اجتماع افريكوم مع فايز السراج بليبيا

وبحسب المصدر، فإن البداية ستكون بحل كتيبة عبد الغني الككلي، ما يؤكد معلومة قديمة تحصلت عليها الصحالمشيريفة الليبية أن عبدالغني الككلي سيغادر ليبيا وسيتوجه إلى المغرب للبقاء فيه، وهو ما ذكره هو شخصياً في أحد الاجتماعات الخاصة مع أفراد كتيبته بعد انتهاء الحرب في طرابلس.

من جهتها، أكدت مصادر من داخل الاجتماع أن قيادة "أفريكوم" تُقدر العمل الذي تقوم به وزارة الداخلية في حكومة الوفاق وسعيها لفرض الأمن، وأثنت عليه خلال الاجتماع وطلبت منها صراحة حل الكتائب المسلحة المذكورة أعلاه، إضافة إلى إعادة تنظيم عمل قوة الردع الخاصة وألّا تكون قوة تعمل بمفردها، وأن تكون تحت إمرة وزارة الداخلية ومن ضباط أكفاء، كما تناول الاجتماع حل قوة الأمن العام التي يترأسها عماد الطرابلسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن "أفريكوم" طلبت من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج والوفد المرافق له العودة الى المفاوضات بسبب ما يراه قادة أفريكوم بأن الحرب إذا قامت ستكون حرباً اقليمية ويصعب على الدول إيقافها ولن يستطيع الليبيون بعدها العودة الى طاولة المفاوضات.

اقرأ أيضاً: اسري من مرتزقة سوريا في ليبيا يكشفون جرائم أردوغان

باشاغا يرفض حفتر

ولفتت المصادر إلى أن "أفريكوم" طلبت من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج والوفد المرافق له العودة الى المفاوضات لأن قادة أفريكوم يرون أن الحرب إذا قامت ستكون إقليمية ويصعب على الدول إيقافها، ولن يستطيع الليبيون بعدها العودة إلى طاولة المفاوضات.

وذكرت المصادر أنه وعلى الرغم من أن المجلس الرئاسي والقادة الأمنيين اتفقوا مع قادة "افريكوم" على دراسة العودة إلى المفاوضات، فإن وزير الداخلية فتحي باشاغا رفض جملة وتفصيلاً عودة المشير خليفة حفتر للمفاوضات، الأمر الذي أدى إلى طلب "أفريكوم" دراسة ترشيح رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لقيادة المفاوضات ممثلا عن المنطقة الشرقية، ودفع قادة أفريكوم للتوجه إلى المنطقة الشرقية لعرض المقترح

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً