ازدحمت مواقع التواصل الإجتماعي "الفيسبوك" بالمنشورات للمطالبة بإطلاق اسم " برنجي" شهيد الإنسانية ومتطوع قنا، على الشارع الذي كان يقيم فيه، وذلك عقب وفاته في حادث أثناء تأدية عمله التطوعي بتعقيم منازل المصابين بفيروس كورونا "كوفيد 19".
كانت محافظة قنا قد عاشت حالة من الحزن من قبل الجميع عقب وفاة "البرنجي" بعد أن صدمته سيارة أثناء سيره بدراجته البخارية "موتوسيكل" لتعقيم منازل مصابين كورونا ضمن أنشطته التطوعية التي يقوم بها، وكان لأصدقائه الجزء الأكبر من الحسرة والحزن على فراقه، ولم يتوقفو منذ وفاته عن قراءة القرآن له وتوزيع الصدقات وزيارة عائلته، وأخيرًا مطالبتهم جميعًا بإطلاق اسمه على شارع "عطا بلبص" في مدينة العمال بقنا، الذي كان يقيم فيه ليصبح شارع "محمد حسن البرنجي"، كونه تُوفي شهيدًا للإنسانية والعمل التطوعي، بعد أن صدمته سيارة عقب خروجه من منازل مصابين فيروس كورونا وتأديه مهمته في التعقيم والتطهير لمنع انتشار الوباء، بمنطقة كوبري دندرة.
مطالبات بإسم برنجي على الشارع الذي يقيم فيه بقنا
الشهيد برنجي أثناء عمله التطوعي في قنا
قال بعض أصدقائه، أن الشهيد محمد حسن حسين، الشهير بالبرنجي، كانت حياته عبارة عن أنشطة تطوعية، من صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي، لفريق الهلال الأحمر في قنا، وبرلمان الشباب والنادي الثقافي، وحزب مستقبل وطن، وضمن فريق المسرح والتمثيل بقصر ثقافة قنا، موضحين أنه كانت أمنيته الوحيدة أن يصبح ممثل في المستقبل، وحاول كثيرًا المشاركة في فريق نواة للتمثيل، إضافة لموهبته في الكتابة والتأليف من خواطر وأغاني، يلقيها على أصدقائه أثناء خروجه للعمل التطوعي في مختلف الأنشطة.
مطالبات بإطلاق اسم الشهيد برنجي على الشارع الذي يقيم فيه بقنا
وذكرو أيضًا، أن الشهيد البرنجي هو الأخ الأكبر لشقيقين، وما زال طالب، ورغم ذلك لم يتأخر يومًا عن أي عمل تطوعي ولا عن مساعدة أحد حيث كان دائما يشارك في الحملات التطوعية التي تقام لمنع الزحام وتوزيع السلع الغذائية على المحتاجين، وزاد ذلك بعد انتشار فيروس كورونا لم يخف يومًا من الوباء بل قرر النزول والمساعدة في الحد من انتشار كورونا، كما أنه كان محبوب من الجميع، ويمتاز بالطيبة والهدوء وابتسامته الصافية.
برنجي شهيد الإنسانية أثناء عمله التطوعي في قنا
خرج برنجي يوم 14 يونيو الجاري، لعمله اليومي في التطوع ضمن فريق مؤسسة الهلال الأحمر، للمساعدة في تعقيم منازل مصابين كورونا، والمصالح الحكومية والمدارس إستعدادًا لامتحانات الثانوية العامة، ولكن لم يعد الي بيته ثانية، بل تم تحويله لمستشفى الجامعة، بعد أن صدمته سيارة أثناء سيره بالموتوسيكل على طريق كوبري دندرة في مدينة قنا، لم يمكث في الجامعي لعدم وجود غرفة عناية مركزة فارغة، فتم نقله إلى مركز نبض التخصصي، ومنها إلى مستشفي الأقصر الدولي، وهو في حالة خطيرة، حيث أصيب بنزيف داخلي بالمخ و3 كسور بالجمجمة.
مطالبات بإطلاق اسم برنجي على الشارع الذي يقيم فيه بقنا
لم يتخلى عنه أصدقائه الكثيرين، وعلى الرغم أن مستشفى الأقصر الدولي، يوجد بها حالات اشتباه بفيروس كورونا، إلا أنهم دائمًا كانو يقوموا بزيارته ويبقون معه فترات طويلة حتى توفي السبت الماضي، ذلك الخبر أحزن جميع أهالي قنا، وقامو أصدقائه بتشييع جثمانه بعد الانتهاء من الإجراءات ودفنه بمقابر عائلته في قنا.
حتى الآن لم يتوقفو أصدقائه عن الدعاء له وقراءة القرآن وتوزيع الصدقات، وتنفيذ مبادرات بإسمه، والأخير مطلبهم الجماعي عبر الفيسبوك، من اللواء أشرف الداودي محافظ قنا بإطلاق إسمه على الشارع الذي كان يقيم فيه بمدينة العمال، ليصبح شارع "محمد حسن البرنجي" تخليدًا لذكراه كونه توفي أثناء خدمة ومساعدة أهالي محافظته.