صوتت مصر بالامتناع على قرار مجلس الأمن حول نشر قوة حماية إقليمية في جنوب السودان.
جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن، اليوم، لاعتماد مشروع القرار الذي يقضي بنشر 4000 جندي في جوبا، عاصمة جنوب السودان، وما حولها حيث تم اعتماد القرار بتصويت 11 دولة لصالحه وامتناع 4 دول هي مصر وروسيا والصين وفنزويلا.
وقد أشار وفد مصر- في شرحه للتصويت- إلى تحفظه على التوجه المتنامي داخل مجلس الأمن بالافتئات على المبادئ الراسخة والحاكمة لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وأشار الوفد إلى أن موافقة الحكومة على نشر القوات هو ضرورة عملية وعملياتية كما أنه ضرورة قانونية، إلا أن القرار يغفل موقف الحكومة الانتقالية للوحدة الوطنية من مسألة نشر قوة الحماية الإقليمية، ويتجاهل ما نص عليه بيان تجمع الإيجاد الصادر في 5 أغسطس 2016، بشأن التنسيق مع الحكومة في مسائل حجم القوة وتسليحها وولايتها وتوقيت نشرها، حيث أتخذ القرار من الموافقة المبدئية التي أبدتها حكومة جنوب السودان مدخلًا لإقرار جميع الجوانب التفصيلية لعمل قوة الحماية على أراضي جنوب السودان دون التشاور المباشر مع الحكومة، بل تضمينه إشارات تلوح وتهدد بفرض إجراءات عدة، حال عدم قبول الحكومة لما ورد بالقرار من استحقاقات.
واضاف الوفد، أن القرار يستبق اجتماع قادة أركان دول المنطقة في مشاوراتهم القادمة التي تشكل جوهر الموافقة المبدئية للحكومة الانتقالية. فمن غير المعقول ألا تكون الحكومة طرفًا في التوافق حول تفاصيل نشر تلك القوة التي ستعمل على أراضيها.
وأكد الوفد المصرى على أن الهدف الأساسي لجهود المجلس هو حماية المدنيين ووقف معاناتهم، وهو ما يستلزم بالتبعية ضمان قدرة القوات على القيام بتلك المهمة الصعبة، وتساءل عن مدى تحمل المجلس مسئولية ضمان أمن وسلامة تلك القوات، وعن مدى قبول الدول المساهمة بقوات بإرسال أفرادهم إلى دول دون تنسيق وتشاور مع حكوماتها؟؟
وأكد وفد مصر دعمه الكامل لعمل بعثة الأمم المتحدة العاملة حاليًا في جنوب السودان وتقديره لجهودها الحثيثة في حماية المدنيين، وثمن جهود تجمع الإيجاد والإتحاد الإفريقي لإحلال السلام في جنوب السودان.
كما أشار إلى أنه قد انخرط في المفاوضات على مشروع القرار بشكل بناء وحسن نية، محاولًا حتى اللحظات الأخيرة التوصل إلى صياغات وسط محل توافق جميع الأطراف، بهدف توحيد المجلس واعتماد القرار بالإجماع، ولكن كان هناك إصرارًا على الدفع بترتيبات وقوات دون منح حكومة جنوب السودان فرصة القبول أو الرفض.
وأوضح الوفد رفضه المزايدة على مواقف مصر تجاه الأشقاء في جنوب السودان، حيث تدرك مصر تمامًا بحكم جوارها الجغرافي، وتاريخها المشترك حجم المعاناة التي يتحملها المواطنون هناك وتعي تمامًا ضرورة إنهاء تلك المعاناة فورًا، وأنها تبذل كافة مساعيها على المستوى الثنائي والإقليمية والأممي لمحاولة إعطاء أبناء جنوب السودان فرصتهم العادلة في حياة كريمة وخلق الأمل في مستقبل يسوده السلام والاستقرار.