أكد رئيس قطاع الخدمات والمشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية، الدكتور خالد عزب، اليوم السبت، أن مناهج الدين في المدارس لا تلبي احتياجات الشباب والناشئة في تساؤلاتهم حول الدين، وهو ما يجعلهم عرضة للتيارات المتطرفة التي تتلقفهم لتعليمهم الدين فتغرس فيهم ما تراه من وجهة نظرها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها عزب اليوم أمام ورشة العمل الإقليمية (نحو استراتيجية عربية شاملة لمحاربة التطرف..التعليم الديني ودوره في محاربة التطرف) التي ينظمها مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن ومكتبة الإسكندرية؛ وذلك بمشاركة أكثر من 40 شخصية عربية يمثلون كيانات فكرية وتربوية فاعلة في دولهم ومجتمعاتهم.
وقال عزب "هذه التيارات تستمد أفكارها من كتب صيغت في سياقات زمنية محددة، كما أن إسقاط ما ورد في هذه الكتب على السياق المعاصر يحدث ليس فقط اختلافا بين المسلمين بل يستدعي أحكاما فقهية كانت لها معطيات ليست لها اليوم أي وجود"، مشددا على أن التطرف لا يحتاج فقط إلى مجابهة المتطرفين بل تحصين الشباب ضد التطرف.
وحول التعليم الديني وتحديات الواقع والمستقبل، أفاد رئيس قطاع الخدمات والمشروعات في مكتبة الأسكندرية بأن التعليم عبر المؤسسات الدينية الإسلامية (الكتاتيب - المساجد – المدارس) مثل المصدر الوحيد لرجال الدولة والدين في العالم الإسلامي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، ولكن مع ظهور التعليم الرسمي المدني الموازي بدأ التعليم الديني يتراجع تدريجيا ويتوارى إلى أن بات تعليم آخر يحل محله؛ هو التعليم المستمد من تيارات التطرف التي استغلت تراجع الكتاتيب في تعليم الأطفال القرآن الكريم في ظل حاجة المجتمعات المتدينة بطبيعتها إلى تحفيظ أبنائها القرآن، هذا في الوقت الذي تعجز فيه المدارس الحكومية عن تلبية احتياجات المجتمعات في هذا الاتجاه.