ربما أراد التاريخ أن يسطر مشهدا جديدا في حياة الشعب المصري، مشهد ظهر فيه أنصار الجماعة الارهابية وقادتهم علي رأس السلطة في حين ظل الشعب يعاني الإرهاب والتدهور الاقتصادي وسوء الحالة السياسية يوما بعد يوم إلى أن قامت ثورة 30 يونيو لتقلب المشهد رأسا علي عقب وتظهر الجماعة علي حقيقتها أمام المصريين، لكن يظل مشهد فض رابعة عالقا في الأذهان لسنوات.
وتعود البداية إلى يونيو 2013 عندما تجمع أنصار الإرهابية في ميدان رابعة العدوية داعمين للمعزول محمد مرسي عقب إسقاطه من قبل تيار ثورة 30 يونيو.
قبل ذلك بأيام قتل 16 شخصا في اشتباكات وقعت فجرا بين أنصار مرسي ومهاجمين لاعتصامهم بميدان النهضة، تزامنا مع حرق وسلب المقر العام للجماعة الارهابية في حي المقطم.
في حين أعلن المعزول محمد مرسي رفضه ضغوط المتظاهرين، ويتعهد بإجراءات يراها خصومه غير كافية، ويحذر من العنف. وأعداد المتظاهرين في ميداني رابعة العدوية والنهضة تزيد، مع وقوع صدامات عند أطراف مواقع الاعتصام.
وفي 3 يوليو أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك في حضور ممثلين لقوى سياسية معارضة وشخصيات دينية، عن خارطة طريق تشمل عزل مرسي وتعطيل الدستور وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور رئيسا مؤقتا.
تزامن ذلك مع احتجاز الرئيس المعزول في مكان غير معلوم، وقد تسببت هذه الإجراءات في غضب بين أنصار مرسي في ميداني رابعة والنهضة، وخروج مظاهرات في مناطق متعددة ضد عزله.
وفي يوليو أيضا خرج الرئيس السيسي ودعا الجماهير إلى تفويضه والجيش من أجل مواجهة جماعات الإرهاب.
كما فوض مجلس الوزراء وزارة الداخلية بإعداد الخطط اللازمة لفض اعتصامي رابعة والنهضة.
وخلال هذه الفترة، توافد على مصر عدد من الشخصيات الدولية والإقليمية للوساطة من أجل حل الأزمة ومنع تفاقم الوضع، لكن المبادرات فشلت جميعا.
ومن ثم توافد المزيد من المعتصمين على ميداني رابعة العدوية والنهضة تحسبا لقيام السلطات بفض الاعتصامين. وتحدثت الأجهزة الأمنية عن وجود سلاح بين المعتصمين، الذين بنوا حواجز ترابية واسمنتية حول موقعي الاعتصام.
وتصاعد التوتر مع احتدام نبرة الخطاب على منصتي رابعة العدوية والنهضة، وتمسك أنصار مرسي بمواقفهم.
وفي 14 أغسطس 2013 نفذت قوات الأمن قرار فض اعتصامي أنصار مرسي.
وبعد مرور ثلاث سنوات لازالت الإرهابية تنشر الإرهاب والدم في كل مكان وتدعو للتظاهر ولكن تبوء محاولاتها بالفشل، في حين لازالت السلطات تواجه أنصار الارهابية وقادتهم عقب تعرضي حياة المواطنين للخطر وقتل أفراد الشرطة والجيش.