يعتبر القولون العصبي من أكثر الأمراض شيوعًا خلال السنوات الأخيرة، حيث يًصاب به شريحة كبيرة من الناس في أعمار مختلفة، وبخاصة الشباب الذين تترواح أعمارهم بين 25 و45 سنة.
وترجع أسباب الإصابة بمرض القولون العصبي إلى الضغوط اليومية التي يتعرض لها الكثيرون خاصة مع تدهور الظروف المعيشية، حيث يعاني مريض القولون العصبي من الآلام والانتفاخات والشعور بألم الأمعاء، كما أن أهم ما يؤرق المريض هو الإمساك المزمن، الذى لا تجدى معه الملينات غالبا، مما يؤثر علي قدرته علي النوم وتناول الطعام.
متلازمة القولون العصبي
يرى الأطباء أن مرض القولون العصبى هو متلازمة، أي أنه مشكلة تلازم صاحبها، وعلاجها هو ضبط النظام الغذائي واتباع نظام حياة صحية، كما يؤكد الأطباء أن القولون العصبي مرض وظيفى وليس عضوي، حيث إنه يسبب تغيرات فى فسيولوجيا القولون وعلاقته بالمخ، ولكن دون حدوث تغيرات فى الغشاء المخاطى المبطن للقولون، بمعني أنه ليس هناك أى أسباب عضوية للمرض الذي يزداد بشدة لدى مرضى الاكتئاب أو التوتر النفسى.
يُعرف مرض القولون العصبي بانه اضطراب في عمليّة امتصاص الماء، والغذاء، والأملاح من الطّعام، القادمة عن طريق الأمعاء الدّقيقة عند الهضم التي تقوم بها القناة الهضمية، حيث تحدث مجموعة من الإضطرابات في أنحاء الجسم خلال فترة التوتر العصبي.ويعد مرض القولون العصبي من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا حيث يمثل 50% من نسبة هذه الأمراض، بينما يزيد عدد السيدات المصابات به عن عدد الرجال، حيث تشير الدرسات إلي ان كل إصابة بالقولون العصبي في الرجال تقابلها ثلاث إصابات بين النساء، كما تشير الدراسات إلي ان الإصابة بالقولون ليست حكرا علي عمر معين، فإصابة الطّفل أو البالغ بمرض القولون المضطرب مدّة طويلة دون علاج تؤثّر سلبًا على الزّائدة الدوديّة وبالتّالي يلجأ المريض إلى إزالتها جراحيًّا، وإصابة كبار السّن بالقولون تزيد من زيارتهم للأطبّاء.يؤكد الأطباء أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي، ومنها الضغوط العصبية والنفسية والتعرض لحالة توتر وعصبية لها أثر عضوى على القولون، أو اضطراب ما يحدث فى القولون، مما يفقده القدرة على أداء وظيفته بسلاسة وبشكل طبيعى، خاصة ان بعض التغييرات والتفاعلات بالقولون قد تسبب خللا فى وظائفه مسببة القولون العصبى، كما يرجع الأطباء الإصابة بالقولون العصبي لدى النساء في بعض المراحل العمرية إلي حدوث التغييرات الهرمونية، كما يربطون بين الإصابة بالمرض وبين بذل الجهد العصبى والبدنى الزائد.وبشكل عام يرجع الأطباء الإصابة بمرض القولون العصبي إلي عدة أسباب أههما العدوى الفيروسية، حيث ان الجهاز الهضمي قد يصاب ببعض الفيروسات التي يتم القضاء عليها، لكن أعراضها تبقى مدة أطول، فتؤثّر على القولون وتقلّصات عضلاته الطبيعية، وهو سبب يمثل حوالي 25% من الإصابات.ثاني الأسباب هي التّوتر وعدم الاستقرار العاطفي، حيث تؤثر الحالة النفسية بشكل كبير علي الإصابة بالمرض، وبالتالي يجب الإنتباه للحالة النفسية للمريض لما لها من آثار عليه.ومن ضمن أسباب الإصابة أيضا حدوث ثقل في بعض التّركيبات الغذائيّة، بمعنى ان بعض اعناصر الموجودة في الأطعمة قد تسبب خلل في حركات القولون ومنها اللاكتوز الطبيعي الموجود في اللبن ومشتقّاته، والفركتوز الموجود في العصائر، بالإضافة إلى ان الاستخدام الطويل لبعض الأدوية كالمضادات الحيوية، ومانعات الحموضة، والمسكنات.هناك بعض الأطعمة التي تؤدي إلي إثارة القولون ومنها الأطعمة الحارة والمسبكات والمليئة بالتوابل، والأطعمة السمينة والدسمة والمليئة بالدهون، ولذلك يجب الحفاظ على نظام غذائيّ متوازن يضمّ كمًّا كافيًا من الألياف، ومن هذه الأطعمة:- منتجات الألبان، كاللبن والجبن.- الشيكولاتة بأنواعها - الأطعمة الدسمة التى تحتوى على نسب عالية من الدهون، كالوجبات الجاهزة.- تناول السمين والطعام المصاحب له.- تناول الطعام الذى يسبب تكون الغازات والتقلصات، كالإسراف فى تناول القرنبيط، والكرات والبصل والكرنب والفاصوليا.- الأطعمة الحارة والمليئة بالتوابل ويسبب مشكلات عديدة لمرضى القولون العصبى.- الثوم والإكثار من تناوله قد تثير القولون بشدة.- بعض مرضى القولون العصبى يزعجهم تناول الموز كفاكهة مثيرة للقولون.- القرنبيط والبروكلي.- الفول الأخضر والفول المدمس.- الشاورما.يمر الغذاء بالعديد من التفاعلات والحركات المنظمة غير العشوائية عندما يصل إلى الأمعاء، حيث تكون فضلات الطعام التي تصل القولون أقرب إلى السائل، وبالتالي ففي حالة حدوث خلل في أعصاب الأمعاء تحدث عندها المشاكل، وتصبح حركة عضلات القولون غير طبيعيّة وأقرب إلى العشوائيّة السّريعة، وهنا يصبح البراز مائي القوام، ويعاني المريض من الإسهال لأن الطعام لم يأخذ وقتًا كافيًا في عملية امتصاص الماء منه، أما إذا كانت حركة العضلات بطيئة جدًّا فيكون البُراز صلبًا ويعاني المريض من الإمساك، حيث يبقي الطعام وقتًا طويلًا في القولون فيمتصّ الماء فوق المعدل الطبيعي.يجب ان يعرف مريض القولون العصبي بكافة تفاصيل مرضه حتي يمكنه التعامل معه، خاصة وان أعراض القولون العصبى ظاهرة، إلا انها قد تختلف حدتها من مريض إلى آخر حسب حالته وطبيعة إصابته، ومن أهم أعراض القولون العصبى:- الشعور بانتفاخ شديد ودائم وغالبا ما يعانى المريض منه بعد الانتهاء من تناول لطعامه.- أوجاع وآلام وتقلصات فى البطن مزعجة ومتكررة الحدوث.- يعانى بعض مرضى القولون العصبى من انتفاخ شكل البطن، بمعنى أن يظهر البطن منتفخا وكبيرا على الدوام.- يعانى بعض مرضى القولون العصبى من الإمساك المزمن، وهى حالة شائعة.- كثرة الشعور بالغازات وتكونها بكثرة.- الإسهال الشديد والمتكرر أحد أعراض القولون العصبى أيضا، وقد يعانى المريض من تبادل الإمساك والإسهال الأدوار بينهما.- نزول إفرازات مخاطية مصاحبة للتبرز.- الإحساس بحالة من الإنزعاج وعدم الراحة بعد تناول الطعام، وآلام بالأمعاء والمعدة.يتمثل علاج القولون العصبي فى طمأنة المريض، بان مرضه حميد، ولا يشكل خطورة على حياته، ولا ينقلب إلى أورام أو سرطان، ولكن عليه الإلتزام بالأدوية والعقاقير التي يصفها له الطبيب المعالج، وهي أدوية كثيرة ومتوافرة وتأتى بنتائج إيجابية، حيث يتناول مريض القولون العصبي الأدوية التى تقلل من حدوث الآلام والتقلصات، وأخرى تساعد على التقليل من حدة التوتر العصبى والاكتئاب الذى يعانى منه 30 إلى 40 % من مرضى القولون العصبى، بالإضافة إلي ادوية علاج الإمساك أو الإسهال المصاحبين لحالات القولون المزمن.لعلاج القولون يجب ان يتناول المريض وبكثافة الأطعمة التي تحتوي علي نسبة عالية من الألياف والتي تساعد على التخلص من الإمساك، وبعض الأطعمة المفيدة الأخرى، والتى يمكن من خلالها علاج القولون العصبى بالطعام، ومنها: تناول العسل الأبيض الذى يساعد على تخفيف حدة مشكلات القولون العصبى، خاصة بين الوجبات، حيث ينصح اطباء التغذية بالاهتمام بتناول التفاح المعروف بتهدئته للأمعاء وعلاجه للإمساك المزمن، وتناول الخضروات الورقية التى لا تسبب الغازات والإنتفاخات المزمنة بالبطن، كالبقدونس والخس بحيث تساهم فى تحسين حالة الإمساك المصاحبة للقولون العصبى، كذلك تناول الشوفان الصحى يساعد كثيرا فى علاج المعدة وتهدئة القولون.وبشكل عام ينصح الأطباء بعدد من التعليمات للتغلب علي الأعراض المزعجة للقولون العصبي، ومنها:- البعد عن التوتر والقلق والاضطرابات النّفسية، والتي تعد من العوامل الرئيسة التي تسبّب تهيّجًا في القولون.- البعد عن الأغذية المرهقة للقولون، والتي تؤدي إلي الإمساك او الإسهال، فتؤثر علي عضلات القولون وتعيق حركتها الطّبيعيّة.- الأبتعاد عن الأطعمة التي تسبّب الغازات؛ كالبقوليات، والبصل، والقرنبيط، والمشروبات الغازيّة، التي توتّر القولون وتخلّ من انتظام حركة عضلاته.- مضغ الطّعام جيّدًا لتسهيل عمليّة الهضم، والابتعاد التّام عن تناول العلكة "اللبان"، والتي تسبب تجميع الغازات في الجسم، وبالتّالي زيادة ألم القولون.- تناول الخضروات والفواكه الغنيّة بالألياف، لانها تساعد عضلات القولون على الالتزام بحركتها الطبيعية، وتساعد في حل مشكلتيّ الإسهال والإمساك.- الاعتماد على الأعشاب الطّبيعية لحلّ مشاكل الهضم بصورة خاصة، حيث انها بلا تأثيرات سلبية كالأدوية.- تناول الأدوية المهدئة للأعصاب في حال تفاقمت مشكلة القولون العصبي.- الابتعاد عن الكسل والخمول والامتلاء، والحرص علي تناول كميات كبيرة من المياه على مدار اليوم.- الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية اليومية التى تحرك المعدة وتسهل عمل وظائف الجهاز الهضمى بشكل عام.- الهتمام بالحصول علي الراحة في ساعات النوم والاسترخاء بشكل جيد يوميا، دون التعرض لإجهاد زائد أو إجهاد دائم.علاج القولون العصبى يحتاج إلي لبعض المشروبات منها:- الزنجبيل الذي يعد من أفضل المشروبات لعلاج المعدة والأمعاء، ويمكن تناوله قبل الفطور ومساءً قبل النّوم، ويمكن أن يُحلّى بالعسل أيضًا للتّخفيف من حدّته.- القرع: يساعد على التّخلص من الإمساك، ويؤكل مسلوقًا إلى جانب اللّبن، ويمكن تحليته بالعسل.- زيت السّمسم: ملين قوي للأمعاء، حيث تؤخد ملعقة منه قبل كل وجبة لتسهيل عمليّة الهضم والامتصاص والإخراج.- الزّعتر: معروف بخاصيّته العلاجيّة على قتل آلام الجهاز الهضميّ.بذور الشمر: تُغلى ملعقة من بذور الشمر في كوب ونصف من الماء ويُشرب هذا الخليط بعد تصفيته جيّدًا يوميًّا، ويستحسن أخده دافئًا كلّ ليلة، حيث أعد هذا الخليط على التّخلص من غازات الأمعاء وبالتّالي القضاء على الإمساك، وتسهيل عميلة الإخراج بشكل صحي.- الينسون: يستخدم الينسون في القضاء على القولون العصبي والتّخفيف من حدّته، فهو يعمل على تهدئة الأعصاب والتّخفيف من القلق والتّوتر، وبالتّالي يساعد على التّخفيف من حدّة مرض القولون العصبي.تعاني السيدات الحوامل بشكل خاص من مرض القولون العصبي، فالانتفاخ والغازات تزيد عند الحامل كثيرًا، حيث لعب هرمون البروجيسترون دورًا في ذلك، فإفرازه في فترة الحمل يؤدي إلى تمدد الأمعاء وقلة حركتها وبالتالي انتفاخها وامتلاؤها بالغازات، كما ان بينما قد تعاني سيدات اخريات من إسهال حاد، فيما تشعر كثير منهن بنغزات بسبب ضغط الجنين على أسفل البطن أو الحجاب الحاجز، ولكن هذه الشكاوي تختفي بعد الولادة.كيف تتعامل الحامل مع مرض القولون العصبي؟- الابتعاد بشكل تام عن التوتر للتخلص من أعراض القولون العصبي نهائيًا.- الموازنة في الغذاء والابتعاد عن كل ما يهيج الجهاز الهضمي ويسبب له الانتفاخ.- الابتعاد عن البرامج الغذائية وانظمة الريجيم التي يروج لها كثيرًا، حيث تكون مرهقة لجسدها ولجنينها.في كثير من الاحيان قد يشتكي مرضى القولون العصبي من تدهور الرغبة والقدرة الجنسية، خاصة وان الكثير من الشباب اصبحوا مصابون بمرض القولون العصبي، ونظرًا للعلاقة الوطيدة بين القولون والحالة النفسية مثل الاكتئاب والقلق، ولأنّ الجنس السليم يحتاج لهدوء واستقرار النفس البشرية فإن العملية الجنسية تتأثر بهذا التوتر وذلك الصراع.كما ان مرضى القولون العصبي في أحيان كثيرة يكونوا من مدمني المهدئات، لذلك فإنهم بالضرورة من ضحايا أعراضها الجانبية وأولها الضعف والبرود الجنسي، كما ان الأدوية النفسية التي تعطى لمريض القولون، يكون لها اثر كبير علي القدرة الجنسية.