احتفى مهرجان قرطاج الدولي، بالمغنية التونسية ذكرى، التي تحل بعد أسابيع قليلة الذكرى الخمسين لميلادها، بحفل غنائي شارك فيه فنانون من تونس ومصر وسوريا وليبيا.
وكانت ذكرى محمد، قد ولدت في 16 سبتمبر 1966 في تونس وبدأت مشوارها الفني في 1980 وقدمت خلال حياتها الفنية القصيرة العديد من الأغاني الناجحة مثل "وحياتي عندك" و"الأسامي" و"الله غالب" قبل أن تقتل بمنزلها في مصر في نوفمبر 2003.
وارتبطت ذكرى بعلاقة فنية قوية مع الموسيقار العيادي امتدت لأعوام ولحن أغلب أغانيها في بداية مسيرتها أشهرها "إلى حضن أمي يحن فؤادي" و"حبيبي طمن روحي" و"ودعت روحي معاه من يوم ما ودعني".
وقدم الفنان السوري صهيب الحلبي أغنيتين للفنانة الراحلة هما "حياتي لتونس" و"علمني الهوى".
وعرضت خلال الحفل مقاطع فيديو لذكرى وهي تغني "إلى حضن أمي" قبل أن تؤديها الفنانة التونسية أميمة طالب التي لم تتمالك دموعها تأثرا ثم قدمت أغنية "الأسامي".
مقتلها
وكان شارع حسن مظهر في حي الزمالك القاهري الأرستقراطي قد شهد مجزرة بشعة أودت بحياة أربعة أشخاص منهم الفنانة التونسية ذكرى، وزوجها رجل الأعمال أيمن عوني صادق السويدي، ومدير أعماله، ومديرة أعمال زوجته الفنانة، حيث تبين لاحقًا أن زوج الفنانة ذكرى هو من قام بقتل الثلاثة ثم انتحر بأن صوب المسدس داخل فمه وأطلق الرصاص.
وقام زوج الفنانه ذكرى حمد الدالي بإطلاق النار وهو في حالة سكر لدى عودته الى المنزل في ساعه مبكره من صباح اليوم وعندها حدثت مشاده عنيفه بينه وبين زوجته الفنانه ذكرى ومدير اعماله عمر حسن صبري الخولي، قام على اثرها الزوج بإطلاق الرصاص عليهم.
واصيبت الفنانه ذكرى بطلقات ناريه بمنطقة الصدر والقلب والبطن، وعمر حسن الخولي بطلقات فى القلب والصدر، كما اصيبت خديجه صلاح الدين حافظ بطلقات فى الصدر والقلب، أما الزوج ـ القاتل ـ رجل الاعمال أيمن السويدى فقد وجد مصابا بطلقات ناريه بمنطقة الرأس والفم، ووجدت الجثث الأربع في بهو المنزل مرتدين ملابسهم كامله.
وأفادت عامله فى المنزل انها سمعت طلقات ناريه عقب المشاجرة، ولدى خروجها وجدت الجميع وقد لقوا مصرعهم.
الفنانة ذكرى من أكثر الأصوات التونسية التي كانت موجودة في الساحة تميزًا، وتعد من أنشط الفنانات التونسيات استطاعت أن تنطلق من القاهرة وأصبحت علما فيها، فحينما وجدت التقدم والتطور في المنطقة الخليجية اتجهت إلى الخليج وهي ما بين القاهرة ودبي أبدعت فنًا مرهفًا وقدمت أروع ما لديها.
وخلال مسيرتها القصيرة شدت ذكرى الأغنية المصرية والخليجية، وتعاملت في أكثر من عمل مع كلمات الشاعر السعودي الأمير تركي بن عبد الرحمن وتعاملت مع الملحن طارق محمد ومع الفنان الراحل الكبير طلال مداح الذي شاركها في أغنية بعنوان "ابتعد عني ما احبك وش تبي بي".
وتعرضت ذكرى لأزمة وصلت إلى حد إهدار دمها بعد ما قالته في مؤتمر صحفي خلال مشاركتها في مهرجان الدوحة الثالث للأغنية عندما اتهمت بتشبيه نفسها بالرسول والزوبعة التي أثارها ذلك الموضوع.
وبرر القائمون على المهرجان الأمر حينئذ بأن ذكرى أوضحت في حديثها أنها لا تقصد التشبيه وإنما عمدت إلى أن كل من يقدم رسالة سوف يحارب حتى وإن كان على حق أي إن المعني تشبيه العداوات وليس الرسالة أو مضمونها، ومؤكدين أن ذكرى ربما أخطأت حين ضربت مثلًا لا يتناسب مع الفن.