تعرضت معظم الولايات السودانية لسيول وفيضانات، لم تشهدها منذ سنوات، نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة وتمرد النيل الأزرق وخروجه عن مساره، مما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا وانهيار آلاف المنازل وتشرد مئات الأسر والتسبب في أضرار مادية بالغة، وسط توقعات بأن ارتفاعها سيفوق منسوب فيضاني 1946 و1988 الشهيرين.
"الجزيرة" تعد من الولايات الأكثر تضررا من الفيضانات، التي اجتاحت 13 ولاية من بين ولايات السودان الثماني عشر، وأسفرت عن مقتل 76 شخصا ودمرت 3200 منزل وألحقت ضررا بمثلهم تقريبا.
وقد لقي 23 شخصا بالولاية مصرعهم وأصيب أخرون جراء السيول والفيضانات التي غمرت 100 قرية وانهيار قرابة ألفي منزل.
وفي ولاية سنار وخاصة منطقة سنجة ارتفع منسوب النيل ارتفاعا غير مسبوق لم تشهده المنطقة منذ أكثر من 30 عاما، حيث خرج النيل الأزرق عن مجراه مما تسبب في غرق قرابة 14 قرية محيطة بالمدينة بصورة كاملة مما تسبب في إتلاف بساتين الفاكهة.
ورغم مواصلة النيل الأزرق ارتفاعه غير المتوقع إلا أن الجهود التي بذلتها وحدة الطوارئ الهندسية بالولاية، بمساعدة القوات المسلحة والدفاع الشعبي والهلال الأحمر، نجحت في إيقاف تسرب المياه المندفعة من ثغرة الجسر الواقي لمدينة سنجة.
وفي شمال مدينة "الدمازين" الواقعة جنوب شرق السودان على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق اكتسح الفيضان عددا من القرى مما تسبب في إتلاف مزارع الموز، وأكد بعض أهالي المدينة أن خروج النيل الأزرق من مجراه واجتياحه للقرى يحدث لأول مرة في تاريخه.
ولم تسلم العاصمة السودانية "الخرطوم" من الأمطار الغزيرة التي تسببت في تحول شوارع العاصمة إلى برك وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات في بعض الأحيان إلا أن تربتها سرعان ما ساعدت، إلى حد ما، على امتصاص المياه.
وكان 3 أشخاص من بينهم طفلة أخر ضحايا الفيضانات أمس الثلاثاء في ولاية سنار حيث غمرت مياه فضيان النيل الأزرق عددا كبيرا من القرى ومساحات شاسعة من الأراضي.
وقد أعلنت الغرفة العليا لمناسيب النيل بالسودان، أن وارد محطة الديم بلغ، الجمعة الماضية، نحو 860 مترا مكعبا، مما ينذر بحدوث ارتفاع في مناسيب النهر لمستوى الفيضان.
وناشدت الغرفة القاطنين حول حوض النيل توخي الحيطة والحذر، مطالبة الجهات المعنية باتخاذ أقصى درجات التأهب وعمل التحوطات اللازمة.
وحذرت غرفة طوارئ الهلال الأحمر السوداني المواطنين بولايتي الخرطوم والشمالية، من وجود ارتفاع مفاجئ للنيل في طريقه للولايتين، مشيرة إلى وجود تنسيق وتعاون كامل لها مع الشرطة، معلنة تخصيص رقم هاتف "777" لتلقي البلاغات وتحويلها لجهات الاختصاص، للتعامل معها، وإجراء المعالجات اللازمة.
وكان وزير الداخلية السوداني رئيس مجلس الدفاع المدني عصمت عبدالرحمن قد كشف، خلال اجتماع لجنة الشئون الاجتماعية بالبرلمان السوداني، أن وزارته استعجلت وزير المالية بدر الدين محمود من أجل تصديق الميزانيات المجازة لمجابهة الأمطار، التي تسببت في سيول وفيضانات خاصة في ولايات دارفور والجزيرة وكسلا.
ومن الجهود الشعبية لمقاومة مخاطر الفيضانات احتشد اليوم الثلاثاء، بالخرطوم قرابة 4 آلاف طالب من مختلف الجامعات والمدارس، في حملة تستمر حتى نهاية فصل الخريف، للمشاركة في درء الآثار السلبية للخريف "الفيضانات" وذلك من خلال ردم البرك وإقامة التروس على ضفة النيل تحسبا للفيضان.