حددت إدارة البحوث بـ "بلتون" القيمة العادلة لسهم "سيدى كرير للبتروكيماويات" عند 17.68 جنيه بمعدل ارتفاع 34.2%، مع التوصية بالشراء، وأرجعت توقعها إلى أن السهم يتداول عند مستوى أقل من قيمته نظرًا لإتباعه حركة أسعار النفط الخام "التي انخفضت بنسبة 60% منذ منتصف 2014"، وتجاهله لصمود أسعار البولي إيثيلين "حيث انخفضت بنسبة 17% فقط منذ منتصف 2014".
ورأت "بلتون" أن مخاطر الهبوط الرئيسية تكمن في عاملين؛ أحدهما متعلق بالشركة والآخر متعلق بالقطاع تحديدًاحيث يفترض أن تتصرف الشركات العالمية المنتجة للبولي إيثيلين بشكل منطقي من خلال تجنب التوسع المفرط في سوق البولي إيثيلين نظرًا لمخاوف وفرة العرض، التي قد تؤدي لاتجاه هابط رئيسي، كالذي تشهده قطاعات التعدين والصلب العالمية حاليًا، أما العامل الثانى يتمثل فى رفع شركة جاسكو الحد الأدني لأسعار المواد الخام أعلى من 10% المفترضة في السيناريو الأساسي في 2017.
وكانت شركة جاسكو، رفعت سعر المواد الخام مرتين من قبل؛ إحداهما في 2008 والأخرى في منتصف عام 2014 ( ولكن التعديل بأثر رجعي في معادلة تسعير المواد الخام تم أخذه في الاعتبار ليصبح فعالا من الربع الرابع لعام 2015). بناءً على ذلك، تأثرت هوامش الربحية سلبًا بهبوط هامش مجمل الربحية بنحو 10 نقاط مئوية على أساس سنوي في 2008 و8 نقطة مئوية على أساس سنوي في 2015.
ووضعت "بلتون " ثلاثة سيناريوهات لأسعار النفط الخام يحتفظ بموجبها سهم "سيدي كرير" بجاذبيته، ويتمثل السيناريو الأول فى أن تشهد أسعار النفط الخام مزيد من الهبوط. وفي هذا السيناريو، تفترض أن تستأنف أسعار النفط الخام اتجاهها الهابط في ضوء وفرة المعروض العالمي في حين تظل أسعار البولي إيثيلين صامدة نسبيًا، حيث انخفضت بنسبة 13% فقط بسبب فجوة المعروض التي تدعم قوي التسعير لدى الشركات المنتجة للبولي إيثيلين، في حين تتلاشي أي احتمالات توسعية إضافية.
وأوضحت أن السيناريو الثانى يتمثل فى استقرار أسعار النفط الخام، والذي يفترض إما أن تظل أسعار النفط الخام مستقرة بالقرب من 40-50 دولار للبرميل أو ترتفع بنحو طفيف جدًا، مما يبقي أسعار البولي إيثيلين إما مستقرة أو مرتفعة بنحو طفيف.
وفي هذه الحالة، ستكون الاستثمارات الجديدة جاذبة بنحو طفيف نظرًا لارتفاع الفارق بين أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي إلى جانب تحقيق هوامش نقدية مرتفعة.
لذلك، تتوقع "بلتون" أن يتم إنجاز استثمارات جديدة ولكن ببطء حتى تحقيق توازن بين العرض والطلب في الأجل البعيد جدًا نظرًا للاستثمارات غير العاجلة ولأن مصانع الكيماويات تستغرق عادة من خمس إلى ست سنوات لاكتمالها، مشيرة إلى أن سعر سهم سيدي كرير سيظل جاذبًا لأن النظرة المستقبلية لأسعار البولي إيثيلين آمنة على المدى القصير ونظرًا لأن التدفقات النقدية للشركة مقومة بالدولار، مما يعوض بشكل كبير تأثير تراجع أسعار البولي إيثيلين في ضوء ضعف الجنيه.
أوضحت "أبحاث بلتون" أن السيناريو الثالث يتمثل فى تعافي قوي لأسعار النفط الخام. ومن ثم يصبح سوق البولي إيثيلين سوقا جاذبًا للتوسعات. يرجع ذلك في الأساس للنظرة المستقبلية الإيجابية لأسعار البولي إيثلين والناتجة عن ارتفاع أسعار المواد الخام وإلى زيادة الفجوة بين أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي والتي قد تجذب الشركات المنتجة للبولي إيثيلين والتي لا تعتمد على النفط للاستفادة من ميزة التكلفة المحققة من قاعدة ارتفاع التكاليف.
وتوقعت "بلتون" أن تشهد حركة أسعار البولي إيثيلين في هذا السيناريو "شكل حدبة" نظرًا لاستمرار فجوة العرض إلى جانب ارتقاع أسعار النفط الخام التي قد تدفع أسعار البولي إيثيلين للارتفاع بشكل كبير في الأجل القصير. إذا استمرت الشركات المنتجة في زيادة الإنتاج أكثر من معدل الطلب اللازم بعد تحقيق التوازن بين العرض والطلب، ستهبط أسعار البولي إيثيلين بسبب وفرة المعروض.
في هذا السيناريو، يفترض أن تصل أسعار النفط الخام إلى 75 دولار للبرميل في 2020 مع معدل نمو متحفظ بنسبة 0% ليعكس الضغوط الهابط طويلة الأجل على أسعار البولي إيثيلين، متوقعة أن ينتج ذلك عن نفس القيمة العادلة لسهم سيدى كرير عند 17.7 جنيه للسهم وعن نفس الارتفاع المحتمل بنسبة 34%.