يمكنك أن تتخيل مصممة أزياء جميلة، تعتز بجمالها، وهي تعمل كتاجرة مخدرات.
جنيفر لوبيز، الفنانة والمطربة والممثلة، التي تتربع على عرش أجمل فنانات الغرب، قررت أن تعيش حياة المغامرة في أحدث تجاربها في هوليوود، وأن تترك حلبة الرقص وتعيش حياة وكر المخدرات، لكنه ليس كأي وكر، فهي ستذهب إلى كولومبيا، وتعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية مرة اخرى تحمل اسمًا وجواز سفر مختلف يعود لـ"الأرملة السوداء" جريزلدا بلانكو.
وبتخيل سيناريو الفيلم، الذي ستقوم "لوبيز" بدور البطولة فيه، فإنه سيكون مكونًا من مشاهد رئيسية، حاول أن تفكر في "الجميلة" وهي تمارس "التسول" أو "النشل" أو وهي تبادل شحنات الكوكايين، أو وهي تتفاوض مع عملائها.. لا يمكن أن يختفي جمال جينيفر لوبيز دون استخدامه دراميًا، فتلك الصغيرة "بلانكو" فتنت صديق والدتها، قبل أن تهرب.
«المشهد الأول»
المكان: على السواحل الشمالية في مدينة قرطاجنة في كولومبيا.
الزمان: 15 فبراير 1943، العام الذي اعتبره المغني الأمريكي فرانك سيناترا، كأول عشرة أعوام الأفضل في تاريخ كولومبيا، في أغانيه التي صدرت عام 1986، في الألبوم الذي صدر كأول عمل منشور له بعد وفاته.
كولومبيا التي سميت بهذا الاسم، انطلاقًا من الاسم الأخير للمستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس، والذي اقترحه الثوري الفنزويلي فرانسيسكو دي ميراندا للدلالة على العالم الجديد، واعتُمد الاسم عام 1819 والتي تكونت آنذاك من أراضي غرناطة الجديدة التي كانت تتبع التاج الإسباني (ما يعرف الآن بـ: كولومبيا، وبنما، وفنزويلا، والإكوادور، وشمال غرب البرازيل).
الحدث: ميلاد طفلة صغيرة، أسماها والدها "جريزلدا بلانكو"، لكن ذلك الاسم لم يستمر معها طوال حياتها، فبعدما يقرب من ثلاثين عامًا من صراخها كطفلة، ستلقب بلانكو بأشياء تمثل طبيعتها وطبيعة عملها كـ"الأرملة السوداء" أو ملكة المخدرات، و "عرابة المخدرات".«المشهد الثاني..»
المكان: كولومبيا ما بين حدود قرطاحنة وميدلين.
الزمان: عام 1947، بعد أن أكملت "بلانكو" من العمر ثلاث سنوات عاشتها في مدينة قرطاجنة الكولومبية.
الحدث: جينيفر لوبيز في ملابسها الصغيرة، وشعر ينسدل كبعض خصيلات هفت من والدتها، تمسك بيد والدتها غير مدركة بأي شيئ، ولا يحركها سوى طاعتها لأوامر أمها آنا لوسيا ريستريبو، ربما تحسبت بأنها تذهب في نزهة، تقفز مع منعطفات الطريق، في اتجاه مدينة مديلين.
ميدلين، هي ثاني أكبر مدن كولومبيا، وتقع في وادي أبورا أقصى شمال جبال أنديز، وهي مدينة لا تعرف الهدوء كثيرًا على كل حال.
كولمبيا هي جزء من حلقة النار، وهي منطقة في العالم معرضة للزلازل وثورات البراكين، ويهيمن على كولومبيا سلسلة جبال الأنديز ( التي تحتوي على غالبية المراكز الحضرية في البلاد)، مما ينشئ الهضبة الصخرية الكولومبية ( في المناطق الجنوبيه الغربيه فى كاوكا و نارينيو ).«المشهد الثالث..»
المكان: مدينة ميديلين على الجانب الشمالي من كولومبيا.
الزمان: حول الاعوام 1950 و 1953 أي عندما بدأت "بلانكو" الدخول في مرحلة المراهقة.
الحدث: يجلس تشارلز كوسبي، حبيب بلانكو السابق، إلى كرسي يستند عليه مأرجحًا خواطر عقله، يتذكر طفولة حبيبته السابقة، ويحكي كيف كانت طفلة غير اعتيادية، فيتذكر أنها عندما كانت في الـ 11 من عمرها ادعت اختطافها وطلبت فدية، لتنهي دعابة سخيفة بإطلاق النار على طفل من حي الأرض المسطحة الراقي، بالقرب من منزلها في حي الأحياء الفقيرة.
في الخلفية، يمكنك أن ترى "جينيفر لوبيز" وهي في ملابس طفلة بدأت الدخول في مظاهر البلوغ – جديدة العهد – تتجول في الشوارع، تبحث عن ضحية جديدة، ترك حافظة نقوده في جيبه دون إحكام لتسرقه، فـ"بلانكو" التي تجسدها جينيفر احترفت النشل قبل ان تبلغ 14 عامًا.«المشهد الرابع..»
المكان: مازالت القصة تدور في ميديلين، مشهد ليل خارجي.
الزمان: في العام 1954، وكانت "بلانكو" قد وصلت منتصف سن البلوغ، وأكملت توها الـ 14 عامًا.
الحدث: نظرات تائهة كوقع أقدام طفلة خرجت منذ زمن من رحم البراءة ووطأت كل أراضي الخوف والهلع والهرب، كان الهرب قبل ذلك من العالم إلى أمها لكن تلك المرة هو الهرب من كل العالم بما فيه أمها.
فتاة – إن جاز أن نطلق عليها هذا الآن – تحيا مع أمها وصديق أمها، تملك أعضاء ليست واضحة لأنها مشتركة للذكور والإناث معًا تقفدها هويتها الجنسية "مخنثة"، تتعرض بالإضافة إلى حياة النشل إلى الاغتصاب من قبل صديق والدتها فتقرر الهروب منهما.
في ثياب الخوف والغضب والحنق أيضًا، تهرول "جنيفر" في خطواتها مبتعدة ع والدتها وصديقها الذي اغتصبها، تلجأ إلى الشارع، فتبدأ شخصية "بلانكو" في التكوين وأول ملامحها السرقة، لكن الأمر تطور، فبدلًا من النشل تحول الأمر إلى سرقة البضائع، هي لم تغادر ميديلين بعد، ولن تغادرها الآن.«المشهد الخامس..»
المكان: ميديلين.
الزمان: عام 1960، وقد مرت ست سنوات على هروب "بلانكو" من والدتها وصديقها، قضتها في ميليدين تمارس سرقة البضائع.
الحدث: صورة حفل زفاف على طرف الصورة "بلانكو" وجوارها رجل، يبدو كهيئة ذلك الذي يداعب طفله الصغير النائم في سريره، هو طفله الثالث الذي أنجبه من بلانكو.
فبعدما قضت بلانكو ستة أعوام خارج محيط والدتها وصديقها، أي عندما بلغت 20 عامًا تزوجت زوجها الأول ، كارلوس تروخيو، وأنجبا ثلاثة أبناء هم ديكسون، وأوبر، و أوزفالدو.«المشهد السادس..»
المكان: الولايات المتحدة وبالتحديد في كوينز، نيويورك.
الزمان: منتصف 1970.
الحدث: "جينيفر لوبيز" تجلس على كرسي "المعلمة" يجلس بجوارها رجل آخر – ليس هو ذلك الرجل الذي كان في صورة الزفاف وهو والد أبنائها- لكنه لا يظهر أنه غريبًا على كل حال.
"ألبرتو برافو هاجر" الذي يجلس بجوار "جينيفر" هو زوج بلانكو الثاني، الذي تزوجته واستقرا في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة في كوينز بنيويورك، وهناك أسسا لأعمال المخدرات خاصة تجارة الكوكايين، حتى لعبت بلانكو دورًا رئيسيًا في تاريخ تجارة المخدرات في ميامي وغيرها من المدن في جميع أنحاء الولايات، وفي أبريل 1975 تم توجيه الاتهام لبلانكو جنبا إلى جنب مع 30 من المرؤوسين لها،والتي تعد أكبر قضية لتجارة الكوكايين في التاريخ. «المشهد السابع..»
المكان : ميامي
الزمان : أواخر 1970.
الحدث: تظهر بلانكو من ظلام دام فترة طويلة، قبل أن تعود مرة أخرى إلى ميامي، فعندما تم اتهامها في قضية الكوكايين، هربت "بلانكو" عائدة إلى كولومبيا قبل أن يتم القبض عليها، وعادت إلى ميامي في أواخر 1970.
وفي أجواء ينعدم فيها القانون ويسود جو من الفساد، أتاح لبلانكو مزيد من عمليات الكوكايين، ما أدى لظهور عصابات أطلقت على نفسها "كوكايين كاوبويز "Cocaine Cowboys".
وكما يعرف عن "جنيفر لوبيز" بأنها من اهم الشخصيات الأمريكية من أصول لاتينية الأكثر ثراء
في هوليوود، فإن "بلانكو" التي تمثل جنيفر قصة حياتها، شكلت أكبر شبكة توزيع للكوكايين امتدت في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث مانت تجني 80 مليون دولار شهريًا.«المشهد الثامن..»
الماكن : سجن أمريكي.
الزمان: عام 1985.
الحدث: "جنيفر" تجلس مرتدية ملابس السجن، تقضي عقوبة بالسجن لمدة 10 أعوام، حكم على "بلانكو" بها بعد أن ألقت قوات مكافحة المخدرات القبض عليها، وتظهر "جنيفر" وهي تعقد صفقات الكوكايان داخل السجن، الذي لم يمنعها من مزاولة تجارتها في المخدرات.«المشهد التاسع..»
المكان: مطار العاصمة الكولوموبية يوغوتا.
الزمان: 2007.
الحدث: وقد تغير شكلها وزادت ملامحها تصريحًا عن مرور الزمن، تتحرك "جنيفر" الستينية، تبلغ ما يقرب من الـ 64 عامًا، بمطار يوغوتا، بعدما قررت العودة إلى كولومبيا قبل 3 سنوات وبالتحديد في 2004.
فبعد محاكمتها، من خلال الضغط على أحد مساعدي بلانكو ، حصل مكتب المدعي العام للدولة، على أدلة كافية لتوجيه الاتهام لها عن ثلاث جرائم قتل، ومع ذلك انهارت هذه القضية.
وتشير التقديرات إلى أن "بلانكو" كانت مسؤولة عن ما يصل إلى 200 جريمة قتل ، إلى جانب نقل الكوكايين من كولومبيا إلى نيويورك وميامي و جنوب كاليفورنيا، حتى تم الإفراج عنها في 2004، وقررت العودة إلى كولومبيا.«المشهد العاشر..»
المكان: ميديلين ، كولومبيا.
الزمان: 3 ديسمبر 2012.
الحدث: جنيفر لوبيز ملقاة على الطريق غارقة في الدماء، فقبل عدة ثوان كان شخصا يقود دراجة نارية، مسرعًا في طريقه، تسير "جنيفر لوبيز" بمحاذاته، يفاجئها بنفس الطريقة التي تصفي بها "بلانكو" أعادءها، فيطلق عليها النار مرتين في الرأس، لترقد ميتة، وتنتهي أسطورة "جريزدا بلانكو" عرابة الكوكايين.