"الدماء.. الرعب.. الخراب" مشاهد تلخص حال الشقيقة سوريا منذ اندلاع الأحداث فى 2011، حيث تتوالي مشاهد دماء الأطفال علي صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، فيما أعادت صورة الطفل السوري عمران دقنيش، الذي يجلس مصدومًا ومصابًا داخل سيارة إسعاف بمدينة حلب بعد قصف منزله، إلى الأذهان صورة الطفل "إيلان الكردي"، الذي قذفته الأمواج على أحد الشواطئ التركية بعدما غرق أثناء محاولة الهرب مع أسرته من ويلات الحرب في سوريا.
وفي هذا السياق رصدت الصحف الغربية الأحداث كالتالي:-
الجارديان تناولت مقالًا لكريم شاهين من بيروت بعنوان "صورة طفل مصاب تصبح رمزًا للرعب في سوريا".
ويقول شاهين: إن عمران الطفل ذي الخمسة أعوام بدا ذاهلا وهو جالس على كرسي عربة الإسعاف برتقالي اللون، وكان يغطي وجهه بيده المغطاة بخليط من الدماء والتراب.
ويضيف أنه قبل ذلك بدقائق أنقذ الطفل من ركام منزله، الواقع في المنطقة الشرقية من حلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، ودمر في غارة للقوات الحكومية السورية.
وقال مصطفى الصاروت الذي صور الفيديو الذي انتشر انتشارا واسعا للصحيفة "رأيت أطفالا كثيرين ينقذون وسط الأنقاض في الحرب، ولكن هذا الطفل ببراءته، لم يكن يدري ما يحدث".
وأضاف "صورت الكثير من الهجمات الجوية في حلب، ولكن وجهه كان يحمل الكثير".
وقال طبيب يدعى محمود، وهو جراح في حلب، كان يعنتني بعمران فور وصوله المستشفى ورفض أن يكشف اسمه الكامل للصحيفة، إنه فوجئ بدرجة الذهول التي أصابت الطفل: "كان خائفا ومصدوما. كان جالسا في أمان في المنزل. وربما كان نائما. وانهار البيت فوقه. عندما كنا نعالجه لم يكن يصرخ أو يبكي. كان ذاهلا فقط".
وتقول الصحيفة إنه بعد ساعات من إنقاذ عمران وأسرته، سمح الأطباء بخروج عمران من المستشفى، حيث لم تكن إصابته خطيرة، ولم تتعد بعض الكدمات.
وتضيف أن أخته الكبرى وأخاه كانا معه في سيارة الإسعاف، ولم يصب والده أيضا بسوء رغم دمار منزلهم بالكامل في القصف.
وتواصل الصحيفة تغطيتها للأحداث في حلب في صفحتها الثانية، حيث نطالع شهادة الطبيب زاهر سهلول الذي عمل في حلب وكان شاهدا على الآثار المروعة للهجمات الجوية.
ويقول سهلول إن الحوادث مثل تلك التي تركت عمران ذاهلا فزعا تكثر في حلب التي تعاني من القصف والحصار منذ وقت طويل.
ويقول سهلول إنه يحتفظ برسومات رسمها طفل في السابعة يعاني من الصدمة لطائرات مروحية تقصف المدينة ودماء ودمار، ولكن أكثر ما لفت انتباهه في رسوم الصغير هو أنه رسم الأطفال الموتى مبتسمين بينما رسم الأطفال الأحياء باكين.
ويقول سهلول أيضا إنه يحتفظ أيضًا بصور أول مريض له على الإطلاق في حلب وهو رضيع يدعى حمزة أطلق قناص تابع للقوات الحكومية الرصاص على رأسه فأصابه بإصابة بالغة في المخ، واضطر إلى إبلاغ أهله أنه توفي دماغيًا.
كما كانت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية من بين وسائل الإعلام التي نشرت الصورة، ولفتت الصحيفة في تقرير بعنوان "الصورة التي تظهر معاناة أطفال حلب"، إلى أن عمران انتُشل من ركام منزل أصيب بالقصف، ووضعه المسعفون على كرسي سيارة إسعاف بينما تفقدوا المكان، ونقل بعدها إلى المستشفى وخرج منها بعد تلقيه العلاج.
كما أشارت "ذا إندبندنت" إلى أنه تم انتشال أربعة أطفال ورجلين وامرأة في المكان، وأوردت الصحيفة أن عمران ترك وحيدًا على الكرسي، يحدق وعلامات الدهشة بدت واضحة عليه، كأنه لا يدري ما يجري حوله، وبعد ذلك بفترة قصيرة شوهد طفلان آخران في سيارة الإسعاف.
أما موقع "ديلي ميل"، فقد نشر الصورة تحت عنوان "الصورة التي صدمت العالم"، وأشار الموقع إلى أن الصورة تختزل "الرعب والتراجيديا في الحرب السورية"، لافتًا إلى مشهده وهو يمسح الغبار والدم عن وجهه، بينما يجلس صامتًا في سيارة الإسعاف.
في حين نشرت صحيفة "لويس" الفرنسية تقريرا حول الطفل عمران وقالت الصحيفة: صبي ينزف ومغطى بالتراب، ولأول وهلة تتفاجئ أنه ما زال على قيد الحياة، إنها صورة عمران دقنيش، الذي أصيب بجروح بالغة في غارة جوية استهدفت منطقة المعارضين في حلب.
وأضاف هذه الصورة تذكرنا بأهوال الصراع في سوريا والحياة الجهنمية التي يعشيها المدنيون، وقبل كل شيء الأطفال الصغار الذي ولدوا في ظل هذه الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.
وأشارت إلى أن الغارة التي نجا منها هذا الطفل، أدت أيضا إلى إصابة ثمانية أشخاص بينهم أربعة أطفال، حيث شنها طيران بشار اﻷسد أو حلافئه الروس أمس اﻷربعاء.
في حين أكدت "تليجراف" أن أكثر من 300 ألف سوري قد لقي حتفه منذ بداية الحرب الأهلية هناك، وأنه من المستحيل معرفة عدد القتلى في الهجمات الجوية التي استهدفت حلب، ساخرة "بلا شك ستزيد غدًا الهجمات والأطفال الجرحى مثل عمران"، كما استكملت الصحيفة عرض تعليقات الناس حول العالم، موضحة استياءهم واستنكارهم لما يحدث