ذكرت صحيفة "هت نيوز بلاد" البلجيكية اليوم الجمعة، أن وزارة العدل الفرنسية دفعت -بالخطأ- ما يقرب من 12 ألف يورو لإرهابي بلجيكي من أصل تونسي متهم بانتمائه إلى تنظيم إرهابي، كتعويضات عن فترة احتجازه، وكان فاروق بن عباس "31 عامًا" معروفًا بصلته بالإرهابي البلجيكي فابيان كلاين، الذي أعلن في شريط فيديو بثه داعش مسئولية التنظيم عن هجمات باريس التي وقعت نوفمبر في 2015.
وقالت الصحيفة، إن بيانًا صادرًا عن وزارة العدل الفرنسية أمس الخميس، أكد هذه المعلومات، مؤكدًا بذلك الخبر الذي سبق ونشرته صحيفة "الباريسيان" الفرنسية، والذي أفاد بأن فاروق بنعباس تلقى 18.960 يورو، إضافة إلى فائدة من مستشارية التعويض عن فترة الاعتقال الاحتياطي خلال التحقيق في قضية إرهابية انتهت بنفي التهمة عنه، ولم يكن يحق له إلا الحصول على 7 آلاف يورو فقط.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى أنه في وقت سابق من مارس 2014، منحت محكمة الاستئناف في العاصمة الفرنسية باريس لفاروق بنعباس 6 آلاف يورو كتعويض عن "الضرر المعنوي" و11.960 يورو عن "الضرر المادي" وألف يورو عن تكاليف المحاكمة، وينص القانون في فرنسا على تقديم تعويض للأشخاص الذين تم سجنهم قبل أن يستفيدوا من إسقاط التهمة، وذلك من خلال إطلاق سراحهم أو أداء تعويض مالي، وردًا على الذين يستنكرون ضخامة التعويض ويرغبون في "إبعاد أشخاص من الاستفادة من هذا القانون على أساس الاشتباه بتورطهم في الإرهاب"، صرح ويليام بوردون محامي فاروق بنعباس للصحيفة قائلًا: "إذا تم إبعاد أشخاص بعينهم عن الاستفادة من هذا القانون، فلم تعد هناك أي سيادة للقانون، إذا كان تطبيقه يتغير بحسب الأشخاص".
وكان بنعباس محبوسًا احتياطيًا من 20 يوليو 2010 إلى 9 ديسمبر 2011، كجزء من تحقيق بالمشاركة في جرائم لها صلة بتنظيم إرهابي، وخصوصًا بشأن مشروع هجوم استهدف صالة باتاكلان، وأصدر قضاة التحقيق المسئولون عن مكافحة الإرهاب في سبتمبر 2012 حكمًا بإسقاط التهمة لعدم وجود "أدلة كافية"، وكانت محكمة ثانية، وهي اللجنة الوطنية لجبر ضرر الاعتقال، الملحقة بمحكمة النقض الفرنسية، قد خفضت مبلغ التعويض بشكل ملحوظ في يناير 2015، مؤكدة وقوع "الضرر المادي" على فاروق بنعباس، ليصبح المبلغ في حدود 7 آلاف يورو فقط.