تخطى الأمر حماية السيدات والفتيات من أحد أكثؤ الأعمال وحشية ضد المرأة في الإنسانية، لتحول تركيا والسويد قضية الاغتصاب إلى تراشق سياسي في المقام الأول.
والاغتصاب في اللغة العربية يعني أخذ الشيء قهرًا وظلمًا وأمثال هذا أخذ أي شيء دون إذن أو دون حق، وقد طغى استعمال الكلمة لتشير إلى الاعتداء الجنسي، فالاغتصاب هو ممارسة الجنس مع شخص دون رضاه بواسطة القوة أو بالترهيب، ويعتبر الاغتصاب أكثر الجرائم الجنسية شيوعًا في العالم.
أزمة تركيا والسويد بشأن الاغتصاب بدأت بتصريح رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن ووزيرة الخارجية مارغو فالستروم، عندما كتبت فالستروم، عبر حسابها على تويتر: "ينبغي على تركيا إلغاء القرار الذي يسمح للأطفال ما دون الـ 15 بإقامة علاقة جنسية، فالأطفال بحاجة ليس إلى القليل بل إلى المزيد من الحماية من العنف والاستغلال الجنسي".
كما عرضت لوحة إعلانية مماثلة في مطار فيينا تقول إن "تركيا تجيز العلاقات الجنسية مع أطفال دون الخامسة عشرة".
تركيا لم تستهن بتلك التصريحات، بل جاء ردها على مستويين أحدهما رسمي والآخر شعبي، حيث استدعت وزارة الخارجية التركية، القائم بأعمال السفارة السويدية لدى أنقرة، "هادفيغ كلارا إريكا هوغ لوهم"، وأبلغته بانزعاج أنقرة وشعورها بخيبة أمل، حيال ادعاءات فالستروم التي وصفتها بأنها "منافية تماما للحقيقة" وأنها تستهدف تشويه صورة تركيا أمام العالم.
وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اعتبر تصريحات الوزيرة بثابة "فضيحة" قائلًا: "قبل كل شيء لا تليق هذه التصريحات بوزيرة خارجية، وهي مبنية على الكذب والتضليل.. حكومتنا حازمة في مكافحة ومنع استغلال الأطفال".
تركيا لم تكتف باللوم على تصريحات المسؤولين السويديين، حيث عرضت لوحة إعلانية في مطار إسطنبول مانشيت صحيفة بعنوان "السويد بلد الاغتصاب" وهو ما تم اعتباره بمثابة رد على انتقادات وجهتها استوكهولم لتركيا بشأن سحب مادة من قانون العقوبات تعتبر ممارسة الجنس مع طفل دون الخامسة عشرة بمثابة اعتداء.
وكُتب على اللوحة الإعلانية في صالة المغادرة في مطار أتاتورك عبارة بالتركية والإنجليزية "تنبيه إلى المسافرين! هل تعرفون أن معدل الاغتصاب في السويد هو الأعلى في العالم؟"، وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن شركة خاصة تدير هذه اللوحات الإعلانية.
ويعتقد بعض علماء النفس أن القليل من الرجال هم الذين يرتكبون جريمة الاغتصاب بقصد المتعة الجنسية والباقون يرتكبون جريمتهم معاداة للمجتمع الذي يعيشون فيه، ويرى بعض علماء النفس أن الكثير من المغتصبين لديهم إحساس بالكره أو الخوف من النساء وفي بعض الأحيان يكون الاغتصاب بسبب الانتقام بين العائلات أو الأعداء عامة مما يقودهم إلى الرغبة في إثبات قوتهم وسيطرتهم من أجل إذلال وإيذاء هؤلاء النسوة المغتصَبات.
وحول معدل الاغتصاب في العالم، قال موقع NationMaster إن إحصاء لمعدلات الاغتصاب المبلغ عنها لدى الشرطة في الدول المختلفة و اتضح أن أكثر ثلاث دول في معدلات الاغتصاب المبلغ عنها هي على الترتيب جنوب إفريقيا وبوتسوانا وليسوتو، وأقل ثلاث دول في معدلات الاغتصاب على الترتيب حسب نفس الموقع هي باكستان و السعودية و اليمن.
تتصدر السويد قائمة البلدان الأوروبية الأكثر تسجيلاً لحالات الاغتصاب كما أنها من أعلى المعدلات في العالم، وأضاف التقرير إلى أن امرأة من بين أربعة تتعرضن للاغتصاب، حيث سجلت الشرطة السويدية في 2010، أعلى عدد من جرائم التحرش والاغتصاب الجنسي، حيث ذكر التقرير أن 63 شخص من بين 100 ألف يمارس الاغتصاب لتصبح بذلك السويد المركز الثالث من حيث ارتفاع معدلات الاغتصاب في العالم بعد جنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، وذكر التقرير أن المعدل يرتقع سنوياً بنسبة 8% منذ عام 2008.