لازالت تركيا تتذوق مرار الإرهاب وتنزف الكثير من الدماء بعد احتوائها لكبار الجماعات الإرهابية ومعاداتها للدول المجاورة.
فقد أسفر هجوم يعتقد أنه انتحاري، استهدف حفل زفاف في مدينة غازي عنتاب كبرى مدن جنوب تركيا، في حي ذو غالبية كردية، عن سقوط 50 قتيلا على الأقل وإصابة مئة شخص بجروح بحسب محافظ المدينة. ورجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقوف تنظيم الدولة الإسلامية وراء الاعتداء.
وقال أردوغان في بيان إنه"لا فرق" بين الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية التي وقعت منتصف يوليو وتنظيم الدولة الإسلامية "المنفذ المرجح لاعتداء غازي عنتاب".
واضاف ان "بلدنا وشعبنا لديهما مجددا رسالة واحدة إلى الذين قاموا بالهجوم: لن تنجحوا!"، مؤكدا أن تركيا لن تخضع "للاستفزاز" الذي يشكله اعتداء غازي عنتاب بل ستبرهن على "الوحدة والتضامن والاخوة".
ولم تكن تلك هي أول حوادث الارهاب في تركيا ولكن في الأسبوع الماضي هزت 3 تفجيرات جنوب وجنوب شرق تركيا، أسفرت عن 14 قتيلاً ونسبتها أنقرة إلى حزب العمال الكردستاني.
ويبدو أن التمرد الكردي، وبعد هدوء نسبي أعقب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 تموز/يوليو، استأنف حملة هجماته المكثة ضد أهداف لقوات الأمن التركية.
وتبعد غازي عنتاب نحو ستين كيلومتراً إلى شمال الحدود السورية، وأصبحت نقطة عبور لعدد كبير من اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم.
ولكن المنطقة تأوي، إلى جانب اللاجئين والناشطين المعارضين، عدداً كبيراً من الجهاديين.
ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي يعتبره الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، كفاحاً مسلحاً منذ 1984 في جنوب شرق تركيا، في نزاع أدى إلى سقوط أكثر من أربعين ألف قتيل.
وكانت تركيا منذ أكثر من عام هدفاً لسلسلة اعتداءات دامية نسبت إلى تنظيم الدولة الإسلامية أو حزب العمال الكردستاني، خصوصاً في أنقرة وإسطنبول.
ويأتي الاعتداء في غازي عنتاب، بعيد إعلان رئيس الوزراء بن علي يلديريم في وقت سابق السبت أن تركيا ترغب في أن تكون "فاعلة أكثر" والقيام بدور أكبر في حل الأزمة السورية سعياً إلى "وقف حمام الدم".
وقال يلديريم "شئنا أم أبينا، الأسد هو أحد الفاعلين اليوم" في النزاع في هذا البلد "ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية"، مستبعداً أن تقوم تركيا بهذا الدور.
وجاءت تصريحات رئيس الحكومة التركية في وقت تصالحت فيه أنقرة مع روسيا وسرعت اتصالاتها مع إيران مع تبادل زيارات وزيري الخارجية إلى أنقرة وطهران خلال أسبوع واحد.
وتدعم روسيا وإيران الرئيس بشار الأسد، على عكس تركيا التي تدعم المعارضة.
وعلي الجانب الآخر نقلت وكالة دوغان للأنباء عن النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم شامل طيار قوله إن "المعلومات الأولية تشير إلى أن داعش هو من قام بذلك".
وأفاد مسؤولٌ تركي بأن الهجوم وقع خلال حفل زفاف، و"بحسب المعلومات الأولية، كان الحفل يجري في الهواء الطلق"، وفي حي ذي غالبية كردية، ما يعزز من التكهنات حيال هجوم جهادي.
كما قال النائب عن حزب العدالة والتنمية محمد أردوغان أنه لم يعرف بعد من نفذ هذا الهجوم، وأن هناك احتمالاً كبيراً أن يكون اعتداءً انتحارياً.
وأضاف أن هذا النوع من الاعتداءات قد يقف وراءه تنظيم الدولة الإسلامية أو حزب العمال الكردستاني.
في حين أكد نائب رئيس الوزراء التركي النائب عن غازي عنتاب محمد شيشمك إنه من "الوحشية مهاجمة حفل زفاف". وأضاف للتلفزيون أن "الهدف من الإرهاب هو تخويف الناس، ولكننا لن نقبل بذلك"، مشيراً أيضاً إلى احتمال أن يكون الاعتداء ناجماً عن تفجير انتحاري.