اعتاد كثير من الناس على استخدام الحاسوب والهواتف الذكية كملحقات للذاكرة، يرجعون إليها متى أرادوا ، وأظهرت دراسة أمركية حديثة، أن الاستخدام الزائد لأجهزة الحاسوب ومحركات البحث، يضعف ذاكرة الإنسان من خلال تأثيرها السلبي على المخزون البشري للأفكار والذكريات في الدماغ.
ووجدت الدراسة، التي نشرتها مجلة ساينس ديلي العلمية، أن اللجوء للبحث عن المعلومات إلكترونياً، يهدد قدرات الإنسان الدماغية على التعلم والتذكر.
وبحسب الدراسة المشتركة لجامعتي كاليفورنيا وإيلينوي، فإن الإنترنت يهدد ذاكرة الإنسان في عقر دارها أي في الدماغ، فيما يعتبر التهديد لا يشمل فقط الذكريات الماضية بل يمنع أيضًا من بناء ذكريات جديدة على المدى البعيد.
واعتمد البحث على بيانات سابقة وحالية لطلاب مدارس ومتقاعدين وموظفين من مختلف الشرائح العمرية ومن الجنسين، ووجد أن استخدام الحاسوب والهواتف الذكية بهذا الشكل، له تأثير طويل على تطوير الذاكرة المعرفية للإنسان.
ووجد الباحثون أن سهولة الحصول على الموارد المعرفية من خلال كلمة وكبسة زر، ساهم في تراجع اعتماد الإنسان على قوة ذاكرته الشخصية أو كما يقال على "تشغيل وتوظيف عقله" لحل الأمور البسيطة.
و أشار الباحثون إلى مصطلح فقدان الذاكرة الإلكتروني، حيث يقوم الشخص باستعادة المعلومات من الحاسوب عند النسيان، وفي هذه الحالة تصبح خدمات الإلكترونية بمثابة "ملحقات للذاكرة"، يرجع إليها الإنسان متى أراد من دون اللجوء إلى معرفتهم الشخصية أو حتى محاولة حفظها.
جدير بالذكر أنه، كانت دراسة سابقة أجرتها جامعة كولومبيا الأميركية، ذكرت أن موقع جوجل أصبح يمثل نوعا من أنواع الذاكرة الخارجية للإنسان، وأن تأثير جوجل كموقع للمعلومات يحمل جوانب سلبية تقلص من تطوير المعلومة وحتى الفكرة عند مئات الملايين من المستخدمين.